المستوى الفني الذي قدمه منتخبنا الوطني الأول أمس في أولى مبارياته بالبطولة الآسيوية أمام إيران يعتبر نسبيا أفضل مما شاهدناه وقدمناه في خليجي22 بالرياض، وبغض النظر عن الخسارة بهدفين نظيفين فإن التنظيم الذي كان عليه «الأحمر» وخصوصا في الشق الدفاعي يعتبر جيدا قياسا بـ «الخربطة» التي كان عليها في الفترة الماضية.

ويتبقى على الجهاز الفني للمنتخب أن يحل لغز الشق الهجومي الذي بقي أسيرا للاجتهادات الفردية من اللاعبين، فهذه المرة الرابعة توالياً في المباريات الرسمية تغيب أهداف منتخبنا، وهي النقطة الجديرة بالاهتمام في ظل تنوع وتغير الأسماء التي تلعب وتخوض المباريات إلى جانب تنوع أساليب وطرق اللعب.

المشكلة الفنية التي ربما أثرت كثيرا في الشق الهجومي هو غياب الفاعلية من لاعبي خط الوسط، بالإضافة إلى «ضياع» إسماعيل عبداللطيف ومعه جيسي جون في الملعب، إذ كان واضحا أن أدوار لاعبي خط الوسط ومهامهم تقتصر فقط على التحركات «غير المجدية» وكان بقاؤهم بعيدا عن منطقة الجزاء وغيابهم بصورة بارزة ولافتة عنها هو الأمر السائد، وهو أدى وتسبب في غياب الكثافة العددية لمنتخبنا في مناطق الخطورة عدا التواجد «الوهمي» للاعبين في الركلات الثابتة من ركنيات وأخطاء محاذية للمنطقة.

ويبقى دور صانع الألعاب مفقودا في صفوف وخطوط منتخبنا وخصوصا مع غياب اللاعب القادر على ملء هذا المركز في ظل افتقاد غالبية الموجودين لمهارات وقدرات وإمكانات هذا المركز الحساس والمهم، وهي نقطة يجب على الجهاز الفني لمنتخبنا أن يتنبه لها ويجد الحل المناسب من أجل زيادة فاعلية الشق الهجومي.

صار تأهل منتخبنا الأول إلى الدور ربع النهائي مرهونا بنتيجته أمام «الأبيض» الإماراتي في المباراة المقبلة، ومتى ما نجحنا في معالجة القصور والسلبيات في الشق الهجومي فإن منتخبنا ربما يكون من بين المتأهلين مع «ثمانية» آسيا، من دون أن نغفل بعض الجوانب المهمة في الجانب الدفاعي على اعتبار قوة الهجوم الإماراتي بتواجد «البلدوزر» أحمد خليل وزميله «القطار» علي مبخوت ومن خلفهما «الرائع عموري».