تعتبر الجماعات الإرهابية التي مارست إرهاباً طويلاً في المنطقة العربية بشرقها وغربها، هي نفسها اليوم تمددت إلى باقي مدن وعواصم الدول الأوروبية في جريمة هذه المرة استهدفت فيها الصحافة وحرية التعبير في بلد الحريات فرنسا.
لقد اهتز العالم بأكمله، لما حدث في عقر دار الفرنسيين، وهو أمر شبيه بما حدث في عقر دار الأميركان ابان أحداث الحادي عشر من سبتمبر/ أيلول 2001، ليوقظ الجميع مرة أخرى على حجم الإرهاب المستشري في أراضي وبلدان المشرق والمغرب العربي.
هذا الإرهاب الذي قتل ومازال يقتل المئات، بل الآلاف من الأرواح، بصور وأشكال مختلفة، يستغل اسم الدين لتبرير أفعال منفذي هذا الإرهاب، ليس فقط من يحمل السلاح أو يزرع المتفجرات في جسده، لكن حتى من خلال الكلمة والممارسات التي مازالت تنخر في عقول من لا يعترف بالتسامح الديني والعرقي وحرية الرأي.
لقد تسبب إرهاب الدم في تشريد الآلاف من البشر في سورية والعراق وغيرهما، بينما سعى إرهاب الفكر والكلمة إلى تفريخ أفواج من المتطرفين الذين أسسوا لإرهابيين يعبثون بلغة الدم في أرجاء العالم، يرعبون النفوس ويفرقون المجتمعات.
لقد خربت أوطان، ودمرت فيها البنية التحتية، وأسهم الرعب في تدمير نفوس الأجيال الشابة والصغيرة. وتحول بعضهم إلى أدوات انتقام من سوء أحوال أوطانهم، وسوء أحوال أوضاعهم مع أنفسهم، أو مع المجتمعات التي هربوا منها، أو عاشوا رغماً فيها، فأنتج ما أنتج من صورة مشوهة اليوم عن العرب والمسلمين... رجالا ونساء، وحتى الأطفال لم يسلموا من الإرهاب.
الإرهاب هو الإرهاب، لا دين له. وما حدث لمجلة «تشارلي ابدو» الفرنسية الساخرة... نموذج من كم الترسبات التي تحوم في نفوس بعض من يتخذ الإرهاب طريقاً لعكس واقعه الذي حوَّله إلى شخص منتقم يعشق لغة الدم. وقد تكون المرأة المطلوبة رقم واحد في فرنسا والعالم «حياة بومدين» فرنسية من أصول جزائرية لأب لم يقوَ على تربيتها، هي وإخوانها السبعة، ونشأت في مركز للنشء، نموذجاً هي وصديقها المالي الذي كتبت عنه وكالة الأنباء الفرنسية في خبر أنه أراد أن ينتقم من فرنسا بسبب مشاركتها العسكرية في بلده مالي.
ما أفرزته أحداث سبتمبر/ أيلول 2001 أسس إلى قاعدة من الحقد والعنصرية ضد العرب والمسلمين في أنحاء العالم، ولهذا فإن الإرهاب تطور وتنامى وبقيت ردود الفعل الغربية تتعامل معه من بُعد، طالما أنه بعيد عن عواصمها، رغم توسعه في الشرق الأوسط من قبل تنظيمات كان الغرب قبل فترة يدعمها ليسقط نظاماً ويبقي نظاماً آخر جائراً في حق شعبه.
هذا التناقض في المواقف السياسية، وفي التعامل مع قضايا الشرق الأوسط تحديداً، أنتج ما أنتج من عمليات انتقامية، لا ندري في مقابل ذلك ما ينتج عنها من عمليات أخرى انتقامية تقود شعوب العالم إلى خلق بؤر صراع تؤسس لحرب عالمية ثالثة، وخاصة إذا انتعشت خطابات اليمين المتشدد في أوروبا ومارس تضييقاً مشابهاً لما حدث في الولايات المتحدة الأميركية.
شعار «أنا تشارلي» الذي خرج به الفرنسيون بعد الجريمة النكراء إلى الشوارع، في مظاهرات سلمية بشكل تلقائي لم تخرج من أجل إرهاب حرية التعبير فقط، لكن هو الخوف كل الخوف من دخول مرحلة يهدد فيها مفهوم الحريات ودين يتكلم عن حقوق الإنسان دون فرق.
رمزية شعار «انا تشارلي» لا تتمحور حول مجلة فرنسية ساخرة فقط، لكن هي مرحلة قد تسعى إلى مزيد من التشويه ومزيد من عنصرية منتظرة، وانقسام داخل مجتمعات تعتبر الإنسان أولاً... وبدلاً من شعار «أنا تشارلي» يصبح «أنا إنسان»... وهذا ما ستكشفه لنا الأيام، فهل يستمر التضامن وتبقى المبادئ أم أن شيئا آخر ينتظر الجميع من تنظيمات إرهابية مثل «داعش» وأخرى جماعات اليمين المتطرف والعنصري في أوروبا وخاصة أن كرة النار بدأت تتدحرج هنا وهناك.
إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"العدد 4510 - الأحد 11 يناير 2015م الموافق 20 ربيع الاول 1436هـ
حرية التعبير لاتعني السخرية من الانبياء
ينبغي علينا التفريق بين حرية التعبير وبين السخرية من المقدسات والمعتقدات الدينية
انا ضد القتل مهما تعددت الاسباب ...
يكفي ان تروا صفحات نشر مجلة شارلي هيبدو على محرك بحث جوجل و سوف ترون انها مجلة هابطة و سخيفة و عنصرية لابعد حد بحجة حرية الرأي و الكلام
زائر
عادة يا أستاذة ريم الشعوب لا تتسبب في إرهاب الدم ولننظر في الاحداث في العراق السبب الحكومة العراقية أي المالكي وسوء الإدارة وسوريا الحاكم واستبداده وما آلت اليه الأمور الاستبداد والظلم هو شر يأكل الأخضر واليابس
من حفر حفرة الى اخيه وقع فيها
هم الاوربيون والامريكان من اسس الارهاب باموال .... ليدمرووا الاسلام بمساعدة الارهابيين التكفيريين ....
داعش
انا ليش مع الارهاب الدموي الذي يتمثل ف داعش وخواتها من التنظمات الارهابية وكذلك ضد الارهاب الفكري الذي تمارسه الصحف بدواعي حرية الكلمة والرأي وهي تقوم بتحقير والاستهزاء بافكار ومبادئ الطوائف الاخرى.
فرنسا ام الارهاب
الإرهاب يرتد على داعميه
فرنسا التي مولت ودعمت الإرهاب في سوريا بكافة الأسلحة تحصد الان ما زرعت.
اما تلك الصحيفة السخيفة السافلة فلا تستحق ادنى تعاطف، نعم نحن ضد هذه الأساليب العنيفة، ولكننا أيضا ضد الصحيفة ومنهجها في الإرهاب الفكري.
من أشعل النيران يطفيها
الدول الغربية هي من خلق الارهاب ودعمه وسانده وسنة الله في خلقه ان أي انسان يزرع الشرّ لا بدّ ان يرتد اليه حتمية لا بد منها وان طال الزمن
انا تشارلي...............
هناك اكثر من مليار ونصف مسلم في العالم, ان تقوم بنشر رسومات استهزائية الى النبي محمد (ص),ما هو الا استفزاز الى هذ العدد من المسلمين حيث تختلف مذاهبهم وافكارهم وتوجهاتهم, عتقد ان الصحيفة جنت على نفسها بهذا الفعل................................
انا لست مؤيد الى ما حصل الى الصحيفة,و ولكن ايضا لست متضامن
وماذا عن مئات الالاف من المسلمين
الذين يموتون من الجماعات الارهابية في باكستان والعراق وسوريا ونيجيريا، لو الفرنسيين على راسهم ريشة، ما صارت ولا واحد منكم ندد اثناء المسيره بالاستهزاء الحقير بالاسلام والدين. الاستهزاء بنبينا يعتبرونه حرية راي ولو مسلم استهزء بشارون مثلا هل سيسمونه حرية راي ام عداء للسامية.
منظومة القيم لدينا فيها اختلال عظيم
عندما حدثت الجريمة بحق الصحفيين الفرنسيين خرج لنا بعض الاسلاميين المعتدلين و قالوا أن مشكلة داعش " أنها شوهت الاسلام "! و لم يقولوا أن مشكلة داعش ( انها قتلت الإنسان )! هذا خطاب المعتدل فكيف بالمتطرف ؟
هذا يلخص كل المشكلة و هي تدني قيمة الانسان لدينا ، الانسان لدينا ليس له قيمة ذاتية بل قيمة مكتسبة اكتسبها من انتمائه الديني فإذا كان مسيحي عليه جزية! و إذا كان كافر إما أن يدخل الاسلام أو يقتل ! و غير هذا من تصنيفات ترتبت عليها أحكام كثيرة نحن نرى ثمارها على أرض الواقع
شكراً
علي نور
موسف جدا ان تقف صحفية مخصرمة مثل صحفيتنه الغالية ريم مع صحيفة سخيفة عنصرية مثل هادي الصحيفة .. نحن صد ما جري للصحيفة اكييد ولا نقره ولا نويده لكن نقف كل هالمقف وكلهذا المقال على هادي الصحيفة اعتقد اساءه لش يا ريم وتقليل من قيمتش الكبيرة
ارجو النشر عاجد لا تقصونه
يا أخي اقرأ المقال عدل
هي لم تدافع عن الصحيفة ولكن دافعت عن مبدأ حرية التعبير ورفض مبدأ القتل حتى لو اختلفوا...لماذا لا تحترم رأي الكاتبة...
القتل والعنف مرفوض
معنى كلامك انك من أنصار العنف والقتل...كيف تكون من أنصار الحرية في البحرين وتؤيد قتل الصحافيين بتلك الصورة...ماذا لو حدث نفس الشيء في البحرين؟
صحيفة سخرية لكن ليس القتل
هي صحيفة أو مجلة سخيفة ولكن القتل مرفوض...شكرا لريم
شارلي ابدو
شارلي ابدو مجلة عنصرية سخيفة، لا أقول أنها تستحق ما جرى لها .. لكن هي من وضعت نفسها في هذا الموقف ..
مبدأ القتل مرفوض
حتى لو اختلفت الآراء يبقى أن مبدأ القتل مرفوض.
متى يتوقف الغرب
الغرب هو من زرع الفتنة والانقسام في مجتمعاتنا...و الآن سينخر في مجتمعاتهم...شكرا للكاتبة على التحليل
تحليل دقيق...شكرا
لقد تسبب إرهاب الدم في تشريد الآلاف من البشر في سورية والعراق وغيرهما، بينما سعى إرهاب الفكر والكلمة إلى تفريخ أفواج من المتطرفين الذين أسسوا لإرهابيين يعبثون بلغة الدم في أرجاء العالم، يرعبون النفوس ويفرقون المجتمعات.
اتفق مع الكاتبة
هذا التناقض في المواقف السياسية، وفي التعامل مع قضايا الشرق الأوسط تحديداً، أنتج ما أنتج من عمليات انتقامية، لا ندري في مقابل ذلك ما ينتج عنها من عمليات أخرى انتقامية تقود شعوب العالم إلى خلق بؤر صراع تؤسس لحرب عالمية ثالثة، وخاصة إذا انتعشت خطابات اليمين المتشدد في أوروبا ومارس تضييقاً مشابهاً لما حدث في الولايات المتحدة الأميركية.