العدد 4509 - السبت 10 يناير 2015م الموافق 19 ربيع الاول 1436هـ

صائد جرذان في بيشاور مصمم على تخليص المدينة الباكستانية من هذه القوارض

عرف سكان بيشاور في شمال غرب باكستان في السنوات الأخيرة عمليات قصف لا تعد ولا تحصى فضلا عن هجمات وعمليات خطف، لكن ثمة خطرا أخر يهددهم في الشوارع...الجرذان الكبيرة.

فسكان هذه المدينة التي تقع على الجبهة الأمامية في معركة السلطات ضد مقاتلي حركة طالبان الباكستانية، يقولون ان هذه القوارض أكلت عددا لا يحصى من الدجاج وعضت عشرات البالغين ناشرة الأمراض، وقد تسببت بوفاة رضيع أيضا.

إزاء ذلك، قرر نصير احمد أن يهب للمساعدة.

يتسلح هذا الرجل الأربعيني بمجرفة وعجلة يد وقفازات بلاستيكية وينطلق برفقة بناته الثلاث في حربه ضد الجرذان في بيشاور ويقول انه قضى على مئة ألف منها في الأشهر الثمانية عشر الأخيرة.

ويقول احمد لوكالة فرانس برس وهو يقوم بمهمته في حي زرياب المكتظ بالسكان في المدينة "هذه هي مهمتي وقد باشرتها حين رأيت صديقا لي ينقل زوجته إلى المستشفى بعدما عضها جرذ".

ويتابع قائلا "لقد كلف علاجها الطبي خمسة آلاف روبية (خمسون دولارا) وقد حقنت بمادة ضد مرض الكلب".

ويبلغ طول هذه الجرذان 22 إلى 30 سنتمترا.

ويؤكد احمد "تنتشر أينما كان في الشوارع والأسواق والمتاجر".

ويشير صائد الجرذان هذا أنها تهاجم ليلا وتفر قبل حلول الفجر ملحقة أضرارا بالمنازل والمتاجر وملوثة الطعام كما إنها تعض النساء والأطفال.

وكانت أعداد الجرذان محدودة في المدينة في السابق إلا أن فيضانات ناجمة عن الأمطار الموسمية في الريف المحيط بها في السنوات الأخيرة دفع بها إلى قلب المدينة.

وتتخذ الكثير من هذه الجرذان من مجرور في الهواء الطلق مقرا لها وتخرج في الليل لتجتاح الأحياء الفقيرة.

ومع حلول الليل يبدأ احمد مطاردته لها سيرا على الأقدام ممشطا الحي شارعا بشارع بيتا ببيت ومتجرا بمتجر.

وهو يستعين بقطعة خبز يرش عليها السكر وخليطا من المواد الكيميائية.

ويؤكد احمد "باتت هذه الجرذان مقاومة للسم المستخدم محليا لذا اعتمد خلطتي الخاصة".

وفي حين يزرع احمد وبناته الطعم، يعمد غول زادة احد سكان الحي إلى إصلاح الثقوب التي خلفتها الجرذان في منزله.

والى جانب هذه الأضرار يؤكد زادة أن الجرذان قتلت ابن شقيقه الرضيع.

وهو يروي لوكالة فرانس برس "لقد عضت الجرذان ابن شقيقي العام الماضي وكان يبلغ سنة ونصف السنة، نقلناه إلى المستشفى لكنه توفي هناك".

ويقول جده فقير غول زادة أن الجميع لديهم أفخاخ في منازلهم لكن سكان الحي يؤكدون أن احمد هو الصائد الأكثر فعالية لهذه الجرذان.

ويوضح أمان الله خان، وهو خياط يصنع سترات جلدية، لوكالة فرانس برس "تهاجم الجرذان مجموعات مجموعات قرابة الساعة العاشرة ليلا" مشيرا إلى إنها فتكت بمخزونه من الجلد.

وينثر احمد الخبز المسمم في الزوايا وأمام المتاجر وكل الأماكن التي قد تتسلل إليها الجرذان.

وفي صباح اليوم التالي يأتي وقت التنظيف ويبدو أن خليط احمد قد فعل فعله. فيشاهد سكان الحي وهم يجمعون الجرذان النافقة بالرفش والمجرفة ويرمونها في زوايا الشارع.

وقد جمع احمد اليوم أكثر من مئة من هذه الجرذان النافقة واضعا إياها في عجلته لينقلها إلى احد الحقول حيث يطمرها في أكياس بلاستيكية.

ويتمتع احمد بالتصميم وبدعم سكان المنطقة إلا أن جهوده تبقى فردية ومن دون أي مقابل مادي من السلطات، لكن ذلك لا يثنيه عن المضي في حملته.

ويقول "أنا لا املك أي موارد ولا أحظى بأي مساعدة من الحكومة لكني أرى أن ما أقوم به هو مهمتي وواجبي".

 

 





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 3 | 6:30 ص

      بنت عليوي

      جعله الله في ميزان حسناته وفرج عنهم

    • زائر 2 | 5:40 ص

      الفئران لاحل لنهايتها مع مجهود فردي

      الجرذان والفئران يتكاثرون بسرعة والحل يكون جماعيا بالتخلص منهم وإلا لافائدة مرجوة في وقت قصير مع تزايدهم لكن هناك من هم أسوء من الجرذان لاداعي لذكرهم فالناس تعرفهم!!jlf

    • زائر 4 زائر 2 | 7:12 ص

      واضح من تقصدهم بــ (هناك من هم أسوء من الجرذان)

      ولكن نتمنى ان تكون اكثر دهاءاً في المره القادمة!

    • زائر 1 | 5:24 ص

      صيد وفير

      ما اخلصون ولا عقب مأة سنه ما يستغنون عن بعض

اقرأ ايضاً