العدد 4508 - الجمعة 09 يناير 2015م الموافق 18 ربيع الاول 1436هـ

مظاهر العادت والتقاليد في فصل الربيع

يتمثل ارتداء الأطفال والنساء خلال هذا الموسم أو الشهر الملابس الجديدة، ومن ذلك ارتداء الدراعات والبخانق والمشامر والفساتين ذات الألوان الزاهية وارتداء الأطفال الدشداشات البيضاء الجديده ذات الألوان المختلفة مع اعتماد القلنسوة البيضاء أو المطرزات ذات الألوان والتشكيلات البديعة،

كما تقدم النسوة عادة تزيين انفسهن بالطيب او العطور المعروفة بـ «الخنة» وصباغة ايديهن وارجلهن بالخضاب والحنة، وصباغة شفاههن بأحمر الشفاة التقليدي المعروف حينذاك بـ (الديرم) او (الديرمة) وكما يتزينَّ بالسلاسل والقلائد، والقطع الذهبية المتنوعة أو ما يعرف بالقيراط أو التركي الذهبيه والحجول والقباقب، ويزينّ أنفسهن بالخزامات ويدهنَّ شعورهن كما يلبس المقتدرون من الرجال الدشداشات لاس حرير او تشبه الحرير، لا بل إن بعضهم لا يتورع عن صباغة كفيه ورجليه بالحنة في حين يلجأ بعضهم الآخر وإن كانوا قلة إلى ارتداء ملابس نساء تنكرية بهدف التهريج والمرح.

وعادة ما يكثر في احتفالات المناسبات الدينية السعيدة في مثل هذا الموسم توزيع الحلويات المعروفة بخيرات «حلال المشاكل» وماء الورد وشراب «الدارسين» والعنبري والبيض الملون وشراب الزنجبيل وخلافهما من المشروبات والحلويات الاخرى.

الألعاب الشعبية

يتمثل في مجموعة من الألعاب المعروفة التي يحلو للأطفال ممارستها في مثل هذا الموسم وغيره من المواسم الأخرى، مثل السكونه والصميدة او الخشيشو واللقفه وحبش لبش والتيله وشوط شوط البطة (او طاء طاء طاقيه) والعبد المسلسل والمرجحانة والحمبوص والتوفه وغيرها من الألعاب القديمة الأخرى المعروفة، وبقوم الأطفال في هذا الموسم تحديداَ بالنفخ في المزمار الصغير المعروف بالزمر كما يقبلون على ارتداء الأقنعة البلاستيكية التهريجية على وجوههم لإخافة بعضهم بعضاَ مرحاَ ومزاحاَ كما يقومون بتأدية بعض الأناشيد والأغاني المعروفة في ذلك الزمان وتختص مجموعات من الرجال عادة في اغلب المناطق الريفية بتأدية بعض الرقصات الشعبية وهم يرددون بعض الاغاني والأهازيج الشعبية من تأليف شعراء مختصين بهذا الغرض في تاليف أغاني وأناشيد الربيع.

التمثيل والرقصات

يتمثل في بعض اشكال التمثيل والرقصات والاغاني التي تؤديها النسوة في المآتم والحسينيات النسائية على هامش احتفالهن بالمواليد والمناسبات الدينية الخاصة بهذا الموسم خلال شهري ربيع أول وربيع الآخر ولا تخلو بعض هذه الأشكال من الاسكتشات وأيضاً ارتداء بعضهن الملابس التنكرية الرجالية بغرض التهريج والسخرية.

النذور

يتمثل في إقبال النسوة على تأدية النذور المستجابة الدعاء عند الله سبحانه وتعالى وعادة ما يتمثل هذا التقليد بنزهات على هامش زيارتهن العائلية الجماعية لمقامات اولياء الله الصالحين البعيدة، في جزيزة النبيه صالح أو عسكر أو أم الحصم وغيرها من المناطق الساحلية النائية أو حتى القريبة.

موسم الأفراح والزيجات

يتمثل في كثرة أفراح ومراسم الزيجات في هذا الموسم تحديداً، هذا إلى جانب مراسم حفلات «التطهير الختان» التي تجرى أحياناً في هذا الموسم أو حتى خلال الشهور والمناسبات الأخرى الملائمة.

لماذا تراث الربيع

والسؤال الذي حان طرحه الآن في ضوء ما تقدم من عرض مختصر اختصاراً وافياً لأهم وأبرز مظاهر تراث عادات ربيع الريف البحريني: هل أردنا من هذه الاطلاله وتدوين فقط صفحات تراثية مجيدة رائعة مغيبة تكاد تنقرض من الذاكرة؟ كلا، ليس الأمر كذالك فحسب بل اردنا أيضاً التذكير واعادة الاعتبار إلى الانسان الريفي في هذا الوقت بالذات أو الانسان المرتبط بهذا التراث عامة من بحيث نبدد الاعتقاد الشائع بأنه انسان مجبول على الاحزان والمآسي والنوح فقط، أي لا يقبل على البهجة ويكره الفرحة والمرح، بمعنى انه قد نشأ على ثقافة عمادها عبادة وتقديس الأحزان المرتبطة ببعض المآسي الدينية التاريخية.

وإذا كانت المجتمعات الريفية معروفة بإحيائها لهذه المناسبات الدينية التاريخية كجزء مقدس من عقائدها الدينية بما في ذالك شعائر وطقوس العزاء فإن الأيدي والأكف التي تلطم على الصدور داخل المآتم وفي مواكب العزاء هي الأيدي والأكف ذاتها التي كانت تصفق وتغني في الربيع على امتداد قرون طويلة، وهي الأيدي والأكف ذاتها التي نسجت الأقمشة والملابس الجميلة، وهي الأكف والأيدي ذاتها التي أبدعت في صناعة وزخرفة السلال والمديد والحصر وفي صناعة وزخرفة الأواني الفخارية مختلفة الأشكال والاحجام، وهي الأيدي والأكف ذاتها التي ابدعت في صناعة السفن على اختلاف اشكالها وأحجامها وهي ذاتها التي فلحت الأرض وأعطت انسان هذا الوطن ما لذَّ وطاب من الثمار والمحاصيل الغذائية، وفي مقدمتها النخلة التي منها اعتمدنا عليها في صناعات عدة هذا إلى جانب العديد من المهن الأخرى والحرف الدقيقة الابداعية التي تعرفونها.

العدد 4508 - الجمعة 09 يناير 2015م الموافق 18 ربيع الاول 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً