العدد 4508 - الجمعة 09 يناير 2015م الموافق 18 ربيع الاول 1436هـ

الروائي أمين صالح: التنقيب عن الوجود بمعول الكتابة

المنامة - وجود للثقافة والإبداع 

09 يناير 2015

ضمن موسم «شهادات إبداعية في التجارب البحرينية» الذي تنظمه وجود للثقافة والإبداع بالتعاون مع دار فراديس للنشر والتوزيع، تحدث الروائي أمين صالح مساء الإثنين 5 يناير/ كانون الأول 2015 عن تجربته ورؤيته حول مفاهيم عدّة تخلقها الكتابة، ومنها خلق واقع مغاير لفهم الواقع المعاش، فهو يرى «أن الواقع ذو طبيعة مائعة ومتعددة الوجوه. وهو يُظهر لنا التناقض والتعقيدات وانعدام الترابط المنطقي على الدوام». تحدث أيضاً عن مسألة الغموض في الكتابة وبيّن أنها لب كل عمل إبداعي، الغموض وليس الإبهام أو التعمية. وفي صدد الكتابة أيضاً أكد أمين على أنها لا يمكن أن تنفصل عن القضايا المعاصرة وعن الهموم المعاشة، لأنها بداهة تعبر عن هذه القضايا وتتناولها بشكل أو آخر. يقول: «في كل الأحوال ينبغي أن ندرك بأن الكاتب فرد في المجتمع يتفاعل مع قضاياه ولا يمكن له أن يتناول قضايا خارج هذا الكوكب».

وفي كتابة النصوص تطرّق إلى مسألة التوظيف للحلم والمخيلة «الحلم هو الواقع الآخر، السحري والآسر، الذي منه يستمد الكاتب مادته. وإن الكثير من نصوصي تحاول أن تماثل الحلم في بنائها وصورها والعلاقات بين أشيائها».

وعن شاعريته في الكتابة يقول: «الشعر في جوهره لا يتصل بالقصيدة وحدها، فالطاقة الشعرية كامنة في السرد أيضاً». ويضيف «ينبغي أن تكون اللغة موظفة شعرياً وإلا سقطت في العادية والتقريرية والرتابة... وهذا ما نجده عند كتاب لا يعتقدون أن اللغة طاقة تفجيرية هائلة. باللغة العادية، التقريرية، التقليدية، لا أستطيع أن أبني نصاً يقنعني شخصياً».

تحدث أمين عن عملية النقد وانتقد فيها أشياء كثيرة، منها أن الناقد يأتي إلى النص ليفرض عليه تصوراته ومفاهيمه وقناعاته، محاولاً أن يجد في النص مع ما يتوافق مع أفكاره أو معتقداته فإذا لم يجد فيه كل ذلك أصدر حكماً طائشاً بفشل النص أو ضعفه... يقول في رؤيته للنقد: «النقد كما أفهمه هو فعل حب، على الناقد، في المقام الأول، أن يحب العمل الذي يتناوله حتى لو اتسم نقده بالقسوة والصرامة، وإلا ما ضرورة أو جدوى تناول عمل أنت لا تحبه أساساً».

أثار أمين صالح في ورقته قضية ترويج الكاتب لأعماله منتقداً الابتذال الواضح الذي راح يمارسه الكثير في سبيل الظهور ولو تجاوز هذا الظهور كل الأخلاقيات المهنية كالكذب وتلفيق الأخبار. يقول:»لا أعتقد أن مهمة الكاتب أن يروج لنفسه أو مشروعه أو حتى لنتاجه. عليه أن يكتب وحسب، أن يبدع وأن يرصد ردود فعل الآخرين ليعرف، على الأقل، إلى أي حد تفاعل الآخرون مع ما كتبه».

ختم أمين صالح ورقته بمسئولية الكاتب تجاه نفسه، وهي أن يحافظ على موهبته الممنوحة له، لأنها بمثابة النعمة لا يحق له التصرف بها. ومسئولية الكاتب تجاه الآخرين تكمن في توظيف موهبته بالاتصال بهم ومعهم.

في المداخلات تفاعل الجمهور مع قضايا عدّة أثارها الروائي والسينارست والمترجم أمين صالح في شهادته، أبرزها دارت حول النقد ودوره ومسألة الترويج وحدود المسموح وغير اللائق.

«شهادات إبداعية في التجارب البحرينية» يستمر في عرض التجارب، حيث يقدم الشاعر أحمد رضي شهادته يوم الإثنين 12 يناير 2015 بدار فراديس للنشر والتوزيع عند السابعة والنصف مساء.

العدد 4508 - الجمعة 09 يناير 2015م الموافق 18 ربيع الاول 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً