تتلهف الجماهير البحرينية، وأنا من بينهم، للحظة الحاسمة التي سيدشن فيها منتخبنا الوطني مشواره في كأس آسيا لكرة القدم بأستراليا غداً أمام المنتخب الإيراني، وفي توقيت بالتأكيد سيكون مزعجاً للكثيرين وهو الساعة الثانية عشرة ظهراً بتوقيت البحرين، وصحيح أن الكثيرين لن يتمكنوا من مشاهدة اللقاء على الهواء مباشرةً لظروف العمل، لكن قلوب الكثيرين ستكون متعلقة بهذه المباراة الافتتاحية الهامة لمنتخبنا.

المنتخب قادم من مشاركة سلبية في خليجي 22 بالرياض، ولو أن الأمور استمرت كما هي منذ انتهاء تلك البطولة إلى يومنا هذا فربما تكون درجة الاهتمام بمنتخبنا أقل، لكن هنالك بعض المتغيرات تفرض علينا ترقب مباراة الغد مع زيادة واضحة في نسبة التفاؤل بتحقيق نتائج إيجابية، وبالتأكيد أبرز هذه التغييرات قيادة المدرب مرجان عيد للمنتخب منذ البداية، بعد أن تم تعيينه قبل آخر مباراة في خليجي 22، وأيضاً إسناد مهمة المساعد لعيسى السعدون، ومن ضمن المتغيرات عودة بعض اللاعبين وإن كان هذا الأمر محدوداً، ثم ماحصل في المباراتين الوديتين من تفوق كبير على المنتخب السعودي بالأربعة وبعدها الانتصار على الأردنيين بهدف، وهذا ماشكل دفعة معنوية كبيرة للغاية لمنتخبنا قبل مباراة الغد.

الكل يعلم أننا سنلعب ضد منتخب هو الأول من ناحية التصنيف على صعيد القارة الآسيوية وهو المرشح رقم 1 للتأهل للدور الثاني عن مجموعتنا، ولكن هذه الأمور لن يتم الأخذ بها إذا ماكان ماسيحصل على أرض الملعب مُغايراً، فكلنا نأمل أن يكون منتخبنا على الموعد ويفرض اسمه هو الآخر على الإيرانيين، ونحن سبق أن قارعنا أقوى فرق القارة وأعتاهم وتفوقنا عليهم في بعض المناسبات، وصحيح أن ذلك كان بمنتخب أقوى لدينا، لكن هذا لايعني أننا غير قادرين الآن على الظهور بصورة جيدة من جديد.

لانُريد المبالغة أو (الضحك) على أنفسنا بأننا أفضل من الإيرانيين الذين شاركوا في المونديال الأخير، ولكن نقول أننا أمام 90 دقيقة لابد أن نستغلها بحسب إمكاناتنا وأن نظهر فيها بصورة فنية مميزة تمسح ماكنا عليه في مشاركاتنا الأخيرة، الخسارة واردة مثلما الفوز، ولكن مانأمله أن نستعيد جزءاً من هيبتنا، فإن خسرنا نخسر بشرف وبأداء ممزوج بالروح القتالية، وألا نكون (الطوفة الهبيطة) في مجموعتنا، ساعة الجد حانت واقتربت، وثقتنا كبيرة في لاعبينا، فهل سيسعدوننا قبل تناول غداء الغد؟