وصف إمام وخطيب جامع مركز أحمد الفاتح الإسلامي، الشيخ عدنان القطان، حادثة الاعتداء على مقر صحيفة ساخرة في العاصمة الفرنسية، بأنها «تعد وإرهاب»، وأنها لا تمت بصلة لقيم ومبادئ الإسلام، مؤكداً على أن الإسلام يحترم النفس الإنسانية ويرعى حرمتها وكرامتها.
وقال القطان في خطبته يوم أمس الجمعة (9 يناير/ كانون الثاني 2015): «لقد تابعنا بالأمس القريب بكل أسى واستنكار شديد، الهجوم الإرهابي الذي تعرض له مقر أحدى الصحف بالعاصمة الفرنسية باريس، حيث أدى إلى سقوط العديد من الضحايا الأبرياء، وإزهاق أرواح الآمنين، كما سبقه ما وقع من قبل لرجال الأمن بالمملكة العربية السعودية أو مملكة البحرين أو ما يجري في اليمن والعراق وفلسطين وسوريا و أفغانستان وبورما من تعد وإرهاب وقتل وسفك دماء وعنف».
وأضاف «لا شك أن هذه الأعمال الإجرامية في أي مكان كانت، مستنكرة ولا يمكن قبولها تحت أي مبرر كان، وهي لا تمت بصلة للقيم والأخلاق والمبادئ التي جاء بها الإسلام».
وأوضح أن «ديننا الحنيف يحترم النفس الإنسانية، ويرعى حرمتها وكرامتها، ويحرم الاعتداء عليها، ويجعل القتل من أكبر الكبائر، ولا يجيز بحال القتل والتعدي على الأنفس البريئة بغير وجه حق».
وأكد أن «على أهل الإسلام أن يتحلوا باليقظة والوعي لما يتعرض له الإسلام والمسلمون في العالم من تهديدات ومخاطر وإساءات لدينهم ونبيهم، ولا يتسببوا في تشويهه، وعليهم أن لا يستجيبوا لاستفزازات المتعصبين المتطرفين، ولتكن مواقفهم عادلةً محسوبة، مع حسن تقدير للعواقب».
وبين أنه «لا يجوز بأي حال من الأحوال التعدي على أهل تلك البلاد التي سخر فيها بالإسلام، ويتسببوا في أذية المسلمين من أهل تلك البلاد والجاليات الإسلامية، فيفسدون ما لا يجوز لهم إفساده، وقد يقتلون أنفساً لا حق لهم في قتلها، وكل ذلك مما يريده أعداء الإسلام والمسلمين حين ينشرون ما يسيء لديننا ونبينا وقرآننا، مريدين بذلك استفزاز المسلمين وإخراجهم عن حد الاعتدال، وإبرازهم بمظهر الإرهابيين، الذين لا يفرقون بين ما يصلح وبين ما فيه الفساد، ألا فليتنبه لذلك، فإن الله لا يصلح عمل المفسدين».
وفي سياق خطبته، تحدث القطان عن الرحمة والتراحم، وقال إن: «الرحمة في معناها السامي، وأفقها العالي، صفة المولى تبارك وتعالى، والرحيم، اسم من أسمائه الحسنى...»، مشيراً إلى أن «كل ما يرى بين الناس من تراحم فهو أثر من آثار رحمة الله، التي أودعها في قلوب من شاء من عباده، فأرقهم قلوباً، وألينهم طباعاً، وأهذبهم سلوكاً، أوفرهم حظاً من هذه الرحمة».
وأضاف «أما قساة القلوب، وغلاظ الأكباد، وجامدو الأعين، الوحوش الكاسرة، والذئاب المسعورة، فهم بعيدون عن رحمة الله عز وجل، وهم أهل الشقاء».
وذكر أنه «لم تعرف أمة من الأمم عبر التأريخ، في سير عظمائها، وتأريخ رجالاتها رجلاً أعظم رحمة ولا أكثر رأفة ولا أشد شفقة من سيد ولد آدم، الحبيب المصطفى والنبي المجتبى، عليه صلوات الله وسلامه بأبي هو وأمي... حتى لازمته هذه الفضيلة في أحلك المواقف، وأصعب الأزمات، وهل هناك جريمة أكبر من محاولة قتله، ومع ذلك يغلب عليه رفقه، وتأبى نفسه العالية، المعاملة بالمثل، بل يستميح العذر لأعدائه، ويدعوا لهم دعاء الرحيم بأمته».
وتابع «هكذا يعمل أصحاب القلوب الكبيرة، والنفوس الأبية، فهم إلى الصفح والعفو أقرب منهم إلى الضغينة والانتقام، كما لم يسجل في تأريخ هذه الأمة ومواقفها في السلم والحرب، مواقف الجبروت والتسلط، والعنف والتشفي، بل لقد نهى الإسلام عن المثلة والغدر، وقتل النساء والصبيان والضعفاء والرهبان، وهذا سر انتشار هذا الدين، ورفرفة راياته خفاقة في جميع أرجاء المعمور، في فتوحات المسلمين وانتصاراتهم الباهرة، وكلما سادت الرحمة أفراد المجتمع، وحياة الأمم، نعمت وأمنت واستقرت، وكلما سلكت مسالك العنف والقسوة والغلظة، عمت الفوضى وانخرق سياج الأمن، وحصل من الخراب والدمار للبلاد والعباد، والفتن والمحن والتدخلات الخارجية ما لا يعلمه إلا الله، والمستقرئ للتأريخ والمتأمل في الواقع، يتبين له ذلك الأمر بجلاء، ولله الحكمة البالغة في خلقه وكونه، وهو أحكم الحاكمين».
وأردف قائلاً: «قد لا يدرك المرء أبعاد هذه القضية إلا عند الأزمات والمصائب، وقد لا يشعر بآثارها، إلا عندما تحل به الفواجع والنكبات، فعندما يصاب المسلم بمصيبة، كفقد عزيز لديه، ويحيط به المحبون، هذا يعزي، وذاك يواسي، وثالث يصنع طعاماً، والكل يدعو، والجميع يشاطر الأحزان، فهذا زائر، وذاك يهاتف، وثالث يبرق ويرسل، في مقدمة هؤلاء، ولي أمر رحيم، وعالم مشفق، ومسئول صادق،ومحب صدوق، وقريب ملتاع، كل ذلك يجلي الرحمة بأسمى معانيها، ويؤكد أن المجتمع المسلم، هو مجتمع التراحم بحق وكفى، كما يجلي حكم هذا الدين، ومحاسن هذه الشريعة، وأنها رحمة كلها في السراء والضراء، فينسى المصاب مصابه، وتخفف الرحمة أحزانه، ويدعو للجميع بعظم الأجر والمثوبة،والسلامة من كل سوء ومكروه».
وأوضح أن «جوانب الرحمة كثيرة، ومجالاتها واسعة، يشترك فيها الجميع، فالراعي الرحيم من يحدب على رعيته، ويسعى في الخير لهم، ويدرأ أسباب الشر عنهم، والعالم الرباني بنشر علمه، والداعية المخلص بحسن أسلوبه، والتاجر الأمين يصدق في تعامله، والموظف الرحيم يجد في وظيفته، وييسر معاملات مراجعيه، وهكذا الأب والأم الحانيان يحسنان تربية أولادهما، وهكذا... وعلامات صدق الرحمة وسلوك سبيل التراحم، كلمة هادفة، وابتسامة حانية، وقلب لين، ودمعة ساخنة، ومعاملة طيبة، وسلوك حسن، وسعي في مصالح الآخرين، وحب للخير لهم، في بعد عن الظنون السيئة، والخصال الذميمة، والكلام القاذع، والنقد اللاذع، وإيذاء الغير قولاً وفعلاً».
ورأى أن «هناك فئات في المجتمع جديرة بالرحمة أكثر من غيرها، وفي مقدمة هؤلاء الوالدان، لا سيما عند كبر سنيهما أو مرضهما، فهم أجدر الناس برحمة أبنائهم وبرهم بهم، ولكن أين الرحمة من قلوب من لم يأبه بوالديه، ويسعى في عقوقهما، ولا يستغرب هذا في زمن جفت فيه منابع الرحمة عند كثير من الناس إلا من رحم الله، فأهملوا آباءهم وأمهاتهم، بل لم يتورع بعضهم في تركهم في دور الرعاية والعجزة بلا سؤال ولا عناية،نعوذ بالله من الخذلان».
وواصل القطان حديثه عم مستحقي الرحمة، قائلاً: «من الجديرين بالرحمة ذوو الأرحام والأقارب والجيران، وبين الرحم والرحمة اشتقاق في المبنى، فيجب أن يكون بينهما تلازم في المعنى، ونعوذ بالله من حال من وصلت بهم الأمور، مع أقاربهم وجيرانهم، إلى القطيعة والهجران لأتفه الأسباب، كذلك يجب أن تسود الرحمة بين الزوجين، وينبغي الرحمة بالأولاد، كما ينبغي الرحمة بالأيتام، فالإحسان إليهم، وكفالتهم من أزكى القربات، ومما يثير الرحمة ويعالج قسوة القلوب».
وأضاف «كذلك تنبغي الرحمة بالمرضى والمعاقين وذوي العاهات، فهم جديرون بالرحمة والإحسان والزيارة والدعاء، والرحمة بفئة الخدم والعمال، وذلك بالرفق بهم، وعدم تكليفهم ما يشق عليهم، وعدم التأخر والمماطلة في إعطائهم حقوقهم ومرتباتهم».
ودعا أرباب الشركات والمؤسسات والمقاولات والأعمال التجارية وخدم البيوت، إلى أن يتقوا الله ولا يظلموا هؤلاء المساكين، ويؤدوا لهم حقوقهم، قبل أن يفجأهم الأجل.
ولفت إلى أن من الفئات المستحقة للرحمة والرأفة، خصوصاً في هذا العصر، فئة المظلومين والمضطهدين في بعض بلاد العرب والمسلمين، ممن تسلط عليهم الطغاة والجبابرة، فأراقوا دماءهم، وتحكموا في رقابهم ومقدراتهم؛ وأساءوا وطغوا وبغوا وظلموا واستخفوا بحرماتهم، إزهاق أرواح، وهتك أعراض، وتمثيل وإذلال، وحصار وتجويع وإحراق، وقصف للمساجد والمنازل الآمنة، وأعمال إجرامية شنيعة، لم يرحموا امرأة ولا طفلاً ولا شيخاً مسناً، تناثرت الأشلاء، وتبعثرث الأعضاء، ومزقت الأجساد، واعتقل وعذب الأبرياء، وساموا الناس العذاب والنكال، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم... والمستضعف والمظلوم له حق النصرة على إخوانه المسلمين.
وفي سياق الخطبته، أثنى القطان على جلالة الملك والحكومة على توجيهاته، للمؤسسة الخيرية الملكية، في دعم ومساعدة الأشقاء السوريين، وتلمسه لاحتياجاتهم ومعاناتهم، في ظل الظروف الجوية والبرد القارس، جعل الله ذلك في ميزان حسناته يوم يلقاه.
العدد 4508 - الجمعة 09 يناير 2015م الموافق 18 ربيع الاول 1436هـ
الملكي
وجريمة سبايكر يا طويل العمر شلون عنها ؟؟!! وجريمة تفجير في احتفال مولد النبي (ص) قبل يومين خاطرنا نسمع رأيك
قالوها عذاري تسقي البعيد وتخلي القريب
ابي تعليقكم على هدم المساجد .. يمت للاسلام بصلة أو لا ؟؟؟؟
افيدونا ....
شيخي الجليل تحياتي لك
شيخنا الجليل شكرا لك على خطبك الثمينة ولكن ألا ترى أن بلادنا وشعبنا بحاجة إلى توعية ونصح أكثر من باريس وغيرها ؟ نصلح شأننا ثم ننظر في أمور غيرنا فإن صلح شأننا صلحت باقي الأمور مالنا ومال الغير صحيح من لم يهتم بأمور المسلمين فليس منهم ولكن يجب أن نصلح وضع بلدنا وشعبنا ثم الآخرين وأما الرحمة فشعب البحرين انت تعرفه كل المعرفة فأي مظهر من مظاهر العنف دخيل علينا حاول ان تنصح حديثي الجنسية البحرينية فقد نالنا الأذى منهم وأما عون غيرنا فنحن نحتاج إلى العون والفائض أن وجد يذهب لغيرنا شكرا لك
لقطان: «حادثة باريس» تعدٍّ وإرهابٌ ولا تمتُّ بصلة لقيم ومبادئ الإسلام
وهل مايحدث في العراق من تقتيل وتفجير منذ الاطاحة بالطاغية المقبور من الاسلام في شيئ .
لماذا كل هذه السنين لم تأت على ذكرها في خطبك ؟
ياشيخ هذا العمل الجبان مدان من جميع الرسالات السماوية ولاكن الاقربون اولى بالمعروف .
اعمل لدنياك كأنك تعيش امدا واعمل لآخرتك كأنك تموت غدا
نتاج جماعتك
ماذا عمل باسلامنا العظيم لو احد محسوبة من هؤولا المجرمين من مذهب اهل البيت لسمعنا بداءة المحسوبين عليكم من وعاظ السلاطين والكتابة المنافقين لكن نحمد اله على نعمة الولاية هم نتاج مدرسة فكرية متطرفة كانت ولا زالت تحصل على الدعم الرسمي لتلك الدولة الداعمة لها ماليا وإعلاميا وكل شيء لقد تم تدمير إسلامنا العظيم