تمكن الشاب البحريني محمد المصري، من تطوير منهجية مؤشر حساب المؤشر الفرعي لمؤشر الأمم المتحدة للتنمية البشرية.

المصري، الذي يشغل حالياً وظيفة مستشار بمعهد اليونسكو للإحصاء في مونتريال بكندا، أوضح في حديثه إلى «الوسط»، أن المؤشر الذي اعتمدته الأمم المتحدة رسمياً، يستهدف حساب متوسط سنوات الدراسة للفرد في أي بلد، ليقيس بذلك المستوى التعليمي والثقافي في هذا البلد.

ورداً على سؤال عن مسيرته العملية التي تبدو متقدمة، قال «لا أرى في تفاصيل ذلك أية عبقرية، وقد تكون هي الجرأة التي قادتني للعيش والاستقرار في كندا، بعد إتمام الدراسة الجامعية فيها، متحدياً جملة تحديات بما في ذلك صعوبة الحياة هناك، والتي تمنع الكثيرين من الصمود وتضطرهم للعودة للبحرين»، ومعبراً في الوقت ذاته عن اعتزازه بانتمائه البحريني، ونشأته في قرية أم الحصم، ودراسته في المدارس الحكومية.

وأضاف «حين أنهيت مرحلة الدراسة الجامعية، تقدمت بطلبات التوظيف لمؤسسات في كندا، ووفقت للعمل في العام 2011 في وظيفة أقل بكثير من وظيفتي الحالية، حتى تمكنت لاحقاً من إنهاء مرحلة الماجستير والحصول على فرصة العمل كمستشار بمعهد اليونسكو للإحصاء».

وفي شرحه لطريقة احتساب المؤشر الفرعي لمؤشر الأمم المتحدة للتنمية البشرية، قال «يتطلب الأمر بيانات رسمية تتعلق بمعدلات التعليم في البلد لمن تتجاوز أعمارهم الـ 25 عاماًًًًً من المواطنين والمقيمين، ويشمل ذلك السؤال عن عدد السنوات التي قضاها كل فرد في المدرسة، ثم يقسم المجموع على عدد السكان لينتج المعدل التعليمي والثقافي في هذا البلد».

ولفت إلى أن المعدل البحريني يقارب الـ 9.5، وهذا يعني التعليم في البحرين يستقطع من عمر كل فرد 9 سنوات ونصف، الأمر الذي يمثل رقماً جيداً، متقدماً عربياً ومنافساً خليجياًَ، مردفاً «كلما ارتفع الرقم كان المؤشر أكثر إيجابية لصالح المستوى التعليمي في البلد»، ومشيراً إلى أن «أقصى المعدلات عالمياً موجود في بريطانيا ويبلغ «13.5».

وعن دلالات المعدل البحريني، أجاب المصري «يعبر ذلك عن إنجاز مجتمعي، فالمستوى التعليمي لأي مجتمع مسئول عن تحديد عدد من المستويات الحيوية فيه، بما في ذلك الصحة ومستوى دخل الفرد، وكلما زاد المستوى التعليمي كلما كان المجتمع قادراً على إدارة الدولة والوصول بها لمستويات متقدمة».

وتحدث المصري عن بعض التحديات التي تواجه احتساب المعدل، أبرزها غياب البيانات أو عدم دقتها، إلى جانب أعداد الوافدين في البلد، والذي يشهد على المستوى الخليجي، تغيرات بصورة مستمرة.

وكان المصري، ضيفاً على الفعالية التي نظمتها الجمعية البحرينية للإحصاء الثلثاء الماضي (6 يناير/ كانون الثاني 2015)، بمركز الرسالة الطبي في مدينة عيسى، بغرض منحه وسام الجمعية للتميز الإحصائي، واستعراضه للمؤشر والتطوير الذي أدخله على منجهية حسابه.

بدوره، قال رئيس الجمعية البحرينية للإحصاء جلال الماجد: إن الوسام الذي تقدمه الجمعية بشكل سنوي، بدأ مسيرته منذ العام الجاري، ويمنح نظير الإنجاز في المجال الإحصائي، وذلك من خلال تطوير وابتكار أساليب ومنهجيات جديدة في الإحصاء، تطبيقات الإحصاء واستعمالاته بصورة مميزة ومفيدة ومبتكرة، والاشتغال على المدى الطويل في التعليم الإحصائي.