العدد 4507 - الخميس 08 يناير 2015م الموافق 17 ربيع الاول 1436هـ

مؤسسة غيتس في حملة "فن إنقاذ الحياة" لتشجيع التطعيم

الوسط (فضاءات) - جعفر الجمري 

تحديث: 12 مايو 2017

"فن إنقاذ الحياة"، حملة تتولاها مؤسسة غيتس وميلندا لتشجيع التطعيم. لم يكتفِ بيل غيتس بأن يكون أغنى أغنياء العالم منذ سنوات. لم يكتف بالتغيير الكبير والعملاق الذي أحدثه في عالم تقنية المعلومات، باعتباره رائداً من روّادها. لم يكتفِ بأن يكون واحداً من أكثر المؤثرين في عالم اليوم منذ منتصف ثمانينات القرن الماضي. ظلت المسئولية الاجتماعية والأعمال الإنسانية في صلب اهتمامه، وكرّس لها جل وقته، والنسبة الأعظم من ثروته، وهو ما صرّح به، بأنه سيترك لأبنائه ما يكفيهم، ولكنه لن يترك لهم الثروة كلها. وذلك ما حدّد ملامح ذلك الخيار منذ سنوات بإنشائه المؤسسة الخيرية الأكبر في العالم تحت مسمى مؤسسة بيل وميليندا غيتس، والتي قدرت أملاكها وأصولها بحسب أرقام العام 2007، بـ 37.6 مليار دولار أميركي، أي ما يتجاوز موازنات دول صغيرة.
بعد نجاح محاولته في استقطاب أهم مليارديرات أميركا في مشروع وقف جزء كبير من ثرواتهم للأعمال الخيرية؛ أطلقت مؤسسته مؤخراً حملة لاستقطاب الفنانين والكتاب لتشجيع التطعيم؛ وهو المشروع الأكبر وقلب اهتمام المؤسسة.
صحيفة "نيويورك تايمز"، سلطت يوم الأربعاء (6 يناير/ كانون الثاني 2015)، الضوء على الحملة في التقرير الآتي:
من الإنصاف القول، إن الفنانين، عادة لا يعرفون الكثير عن البكتيريا.المصور البرازيلي المولد، فيك مونيز يظل استثناء، مونيز، معروف بمواقفه ضمن أعمال غير تقليدية، عمل كمهندس بيولوجي لدى (MIT) (معهد ماساشوسيتس للتكنولوجيا)، وكذلك المصمم تال دانينو الذي يعمل على سلسلة من الصور عن الكائنات الحية المجهرية: الخلايا السرطانية، الخلايا السليمة والبكتيريا.
للوهلة الأولى، تبدو مثل تلك الاشتغالات وكأنها أنماط مزخرفة وملونة فحسب. في الواقع، إنها تمثل الاكتظاظ المعروف عن الكائنات الحية. بين آخر أعمال مونيز، طباعة باللون الوردي يمكن أن تجد مكانها كورق حائط؛ إلا أنها مصنوعة من مكونات خلايا الكبد المصابة بفيروس الوقس، وهو فيروس كبير ومعقّد ومغلّف ينتمي إلى عائلة الفيروسات الجُدَرِيَّة، ويستخدم في صنع لقاح الجدري.
سيكون للعمل الآن معنى آخر؛ إذ سيتم استخدامه في حملة جديدة على الإنترنت ستأخذ شعار "فن إنقاذ الحياة"، تنطلق برعاية مؤسسة بيل وميليندا غيتس، ترمي إلى تعزيز التطعيم في الوقت المناسب، ضمن جهد دولي لجمع الأموال لتطعيم الملايين، وخاصة في الدول الفقيرة.
الحملة، التي انطلقت على الانترنت يوم الأربعاء (7 يناير 2014) ستكون الأولى من نوعها التي تقوم بها المؤسسة بتكليف الفنانين لخدمة قضية هي في صلب اهتمامها. وتضم القائمة العالمية المصورين: آني ليبوفيتش، سيباستياو سالغادو، ماري إلين مارك؛ والكاتبين، شيماماندا، نغوزي أديتشي؛ وصناع السينما من بينهم مخرج الفيلم الوثائقي "مسيرة البطريق"، لوك جاكيه، والفرقة الفنية "اللعب من أجل التغيير".
والقصد من عملهم، هو أن تنتشر الحملة هذه المرة بشكل فيروسي؛ ولكن بالمعنى الرقمي، وسيتم تبادلها على وسائل التواصل الاجتماعي من خلال الوسم (هاشتاغ) #VaccinesWork في محاولة لاستلهام الحوار حول هذه القضية الإنسانية وجمع التبرعات.
وقال رئيس برنامج التنمية العالمي في مؤسسة غيتس، كريستوفر الياس: "نريد الحصول على تفاعل باستمرار الحوار، لأنه من السهل أن تتولى هذه الأدوات المنقذة مهمة منح الحياة".
تأمل المؤسسة بأن تكون الفنون وسيلة من وسائل تذكير الناس بواجبهم الإنساني. وأضاف الياس "نحن لن نذهب إلى قراءة افتتاحيات العلوم في الصحف". إذا نجح البرنامج، فيمكن أن يكون نموذجاً لمشاريع أخرى لمؤسسة غيتس.
جاءت الفكرة من مستشارة المؤسسة كريستين مكناب التي قالت: "ما الذي يجعلني أبكي... ما الذي يجعلني أفكر" إنه العصف الذهني في محاولة البحث عن سبل جديدة لتعزيز اللقاحات، ويمكن لذلك أن يتحقق "إنها الأفلام، الكتب، وصالات العرض"، تلك التي ستضطلع بالمهمة والدور.
دعت مكناب وفريقها الفنانين لاقترح أي من الأمراض التي يجب أن تبحث وسبل المعالجة. بعض الفنانين دفعوا رسوماً رمزية لتغطية النفقات. بعض تقدم بحقوق التأليف والنشر، وتبرع آخرون بريع أعمالهم.
المشروع تم توقيته ليكون على رأس جدول اجتماع يوم السابع والعشرين من يناير الجاري في "غافي"، تحالف اللقاح، وهو شراكة دولية بين القطاعين العام والخاص في برلين. وسيتم عرض بعض الصور في المؤتمر، والتي تهدف إلى جمع 7.5 مليارات دولار من المانحين للمرحلة المقبلة من برنامج "غافي للتنمية".
يذكر، أن مؤسسة بيل وميليندا غيتس، هي مؤسسة خيرية، أسسها بيل ومليندا غيتس في العام 2000، وتضاعف حجمها بمجيء وارن بافت في العام 2006. ومن الأهداف الرئيسية للمؤسسة على الصعيد العالمي، تعزيز الرعاية الصحية والحد من الفقر المدقع؛ وفي الولايات المتحدة، توسيع فرص التعليم والوصول إلى تكنولوجيا المعلومات. قدرت أملاك المؤسسة بـ 37.6 مليار دولار أميركي وفقاً لأرقام 11 يوليو/ تموز 2007.
كانت المؤسسة في بدايتها يمولها بيل غيتس بـ 126 مليون دولار، وذلك في العام 2000، ونمت خلال أول عامين لها من خلال التمويل إلى 2 مليار دولار.
في 25 يونيو/ حزيران 2006، تقدم وارن بافت (ثاني أثرى أثرياء العالم بعد بيل غيتس) بما يقرب 10 ملايين سهم من أسهم ببيركشاير هاثاواي من الفئة "ب" بقيمة 30.7 مليار دولار في 23 يونيو 2006.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 1:46 ص

      يستحق هذا الرجل كل الشكر والثناء

      إنما الدين المعاملة، لك كل إحترام وتقدير يا سيد بيل جيتس.
      أما الجزاء والعقاب فهو من الله عز وجل.

اقرأ ايضاً