مع استقبالنا للعام الجديد 2015 تعزز شبكات التواصل الاجتماعي وتطبيقات الهاتف النقال من حضورها في حياتنا اليومية وعلى صعيد الأعمال، ومن غير المتوقع تراجع أو اختفاء شبكات بعينها وإنما ستواصل إنستغرام وفيسبوك وتويتر وغيرها كسب أرض جديدة كل يوم، لكن المكاسب لن تكون واحدة، وهذه اتجاهات عالمية، ويجب أن تنعكس في البحرين طبعاً.

حيث يواصل تطبيق إنستغرام صعوده الكبير على مستوى البحرين والخليج العربي والعالم مستفيداً من سهولة استخدامه من جهة والزيادة المضطردة في عدد الهواتف الذكية من جهة أخرى، مع الإشارة إلى أن هذا التطبيق لم يتجاوز «تويتر» و «فيسبوك» بعد في منطقتنا رغم أنه فعل ذلك في أوروبا بحسب إحصائيات صدرت منذ نحو شهر.

وخلافاً لما يذهب إليه بعض خبراء الإعلام الاجتماعي في المنطقة، أتوقع أن يحافظ «فيسبوك» و «تويتر» على الحصة الأكبر من الإعلانات على شبكات التواصل الاجتماعي، ذلك أن الإعلانات على منصة إنستغرام لن تكون مفعلة في منطقتنا قبل الشهر السادس من العام الجاري، وتحتاج إلى قرابة ثلاثة أشهر من الاختبارات، وثلاثة أشهر أخرى حتى يألفها المستخدمون، وهذا يعني أنها لن تصبح مفعلة قبل نهاية العام الجاري.

تطبيق «سناب شت» سيعزز مكتسباته خلال العام 2015، وسيجد طريقه إلى المزيد من الهواتف الذكية، وسيصبح عادة يومية عن المستخدمين كما هو إنستغرام أو تويتر حالياً، كما أنه من المتوقع بروز عدد أكبر من المواقع الإخبارية والإعلانية المختلفة والمنتديات الإلكترونية في البحرين.

فيما يتعلق بالمحتوى المنشور عبر وسائل التواصل الاجتماعي سنرى محتوى يركز على الفيديو والصورة والغرافيكس أكثر من التركيز على النصوص، وسيفضل المستخدمون أكثر فأكثر المحتوى الذي يروي قصصاً عن الفعاليات والمنتجات ويتفاعلون معه، وما لاشك فيه أن المحتوى الأصلي وليس المنقول هو من سيكون له النصيب الأكبر في الانتشار.

ولن تحقق الحملات الإعلامية / الإعلانية هدفها المنشود إذا لم تكن متكاملة، وتستثمر إمكانيات الإنترنت بشكل شامل، وتستخدم تويتر وفيسبوك وإنستغرام والمدونات والبريد الإلكتروني وتطبقات الهاتف المحمول.

وبالحديث عن المحتوى، فإنه من الصعب التنبؤ بالمواضع التي سيثيرها الناس عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لأن ذلك سيكون مرتبطاً بالأحداث على أرض الواقع، ولكن يمكن هنا تقديم نصيحة بأن إقامة فعاليات وإصدار قرارات واتخاذ إجراءات إيجابية سينعكس إيجاباً على محتوى مواقع التواصل الاجتماعي، والعكس صحيح.

وسنرى في العام 2015 أفضلية كبيرة للمحتوى المدفوع، أي المحتوى الذي يستخدم الأدوات الإعلانية لفيسبوك وتويتر ليصل إلى أكبر شريحة ممكنة مطلوبة، ويثير النقاش والتفاعل معها، وسيتوجب بشكل حاسم على أي مؤسسة تريد الوصول بفاعلية إلى جمهورها أن ترصد موازنة للإعلان عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

وأتوقع أنه لن يكون هناك مناص أمام المؤسسات والوزارات والشركات والجمعيات من استخدام إمكانيات الإعلام الاجتماعي بمهنية حتى تصل إلى جمهورها، كما سنشهد مزيداً من الاعتماد على المسابقات عبر وسائل الإعلام الاجتماعي.

أما على صعيد النادي العالمي للإعلام الاجتماعي، فيمكنني الحديث عن «استراتيجيات وخطط وأهداف» خلال العام 2015 وليس «تنبؤات»، حيث أخذ النادي على عاتقه أن يكون العام 2015 عام بناء شراكات استراتيجية طموحة مع مختلف الجهات والمؤسسات الحكومية بغية طرح برامج مشتركة متنوعة تعزز من ثقافة ومهارات العاملين في تلك الجهات والمؤسسات على استثمار الإعلام الاجتماعي وتحقيق الأهداف العليا للمؤسسة.

ويخطط النادي لفتح أبوابه على مصراعيها لبناء شراكات مع جهات حكومية وخاصة، بحيث يقدم لها برامج تدريب وتطوير أداء تلائم طبيعة عمل كل منها، ويساعدها على وضع استراتيجية عمل مؤسساتي مستدام في مجال الإعلام الاجتماعي.

وفضلاً عن مواصلة النادي لبرامجه ومشاريعه التي بدأها سابقاً على صعيد عقد منتدى رواد الإعلام الاجتماعي في يناير/ كانون الثاني الجاري، والمنتدى العربي للإعلام الاجتماعي الرقمي في يونيو/ حزيران المقبل، وبرنامج تمكين المرأة في الإعلام الاجتماعي، والشهادات الاحترافية، ومركز قياس أداء الحسابات على وسائل التواصل الاجتماعي، والبرامج المهنية وورش العمل وغيرها بالتعاون مع شركاء محليين وإقليميين ودوليين، فإن النادي سيطلق جملة من البرامج والمشاريع الجديدة في سعيه المتواصل لتحقيق هدفه الأكبر في أن تكون البحرين موطناً لصناعة الإعلام الاجتماعي في الشرق الأوسط.