كثر الحديث عن زراعة الخلايا الجذعية أو ما كان يعرف سابقاً بزراعة نخاع العظم ونجاحها المطرد حيث أصبحت ضرورة لعلاج بعض الأمراض.
إن أول عملية لزراعة الخلايا الجذعية أجريت في العام 1968 في الولايات المتحدة الأميركية ومنذ ذلك التاريخ طرأ تطوّرٌ هائل في هذه التقنية بفضل الأبحاث العلمية والتقدّم التقني في الحقل الطبي.
في الأسطر التالية معلومات مبسطة عن هذا الموضوع:
ما هي الخلايا الجذعية؟
هي الخلايا الخلايا الأولية غير المتخصصة والتي منها تتكون الخلايا المتخصصة التي تبني الأنسجة والأعضاء في الجسم. وهي اللبنات الأساسية لإنتاج أنواع أخرى من الخلايا التي يتكون منها الدم والأنسجة، والعضلات، والمناعة والجهاز العصبي والقلب وغيرها من الأجهزة. والخلايا الجذعية لجهاز الدم هي خلايا ذات مقدرة على التكاثر والتحول، لذا بمقدورها إنتاج جهاز دموي جديد في جسد المريض الذي تتم عملية الزرع له.
توجد الخلايا الجذعية في نخاع العظم وهو ذلك السائل الإسفنجي الذي يملأ الجزء الداخلي من العظام وهو المكان الذي تنتج وتخزن فيه خلايا الدم، كريات الدم البيضاء وكريات الدم الحمراء والصفائح الدموية.
والعظام التي تحتوي على أكبر قدر من الخلايا الجذعية هي عظام الحوض وعظمة القص والفخذ وكذلك توجد الخلايا الجذعية في المشيمة وتعرف الخلايا الجذعية من الحبل السري.
ما هي عملية زراعة الخلايا الجذعية؟
هي عملية نقل الخلايا الجذعية السليمة من شخص مطابق في الأنسجة إلى شخص آخر، أو إلى الشخص نفسه في حالة الزراعة الذاتية.
- زراعة ذاتية: حيث يتم فيها نقل الخلايا الجذعية من وإلى المريض بعد إعطائه علاجاً كيماوياً. وهذا النوع يستخدم غالباً لمرضى بعض الأورام الصلبة.
- زراعة من متبرع قريب: ويكون أحد الأشقاء من الأم والأب نفسيهما وذلك بعد عمل تحليل مطابقة الأنسجة.
- زراعة من متبرع غير قريب: من البنوك العالمية للخلايا الجذعية في حالة عدم توفر قريب مطابق.
- زراعة الحبل السري: ويتم فيها أخذ الخلايا الجذعية من الحبل السري بعد الولادة وحفظها في بنك الخلايا الجذعية حتى يتم نقلها لمريض محتاج.
ما هي الأمراض التي تستخدم زراعة الخلايا الجذعية لعلاجها؟
- أمراض سرطانية: كسرطان الدم (الليمفاوي أو النقوي) بنوعيه الحاد والمزمن، سرطان الغدد الليمفاوية، مرض هودجكن.
- أمراض وراثية: كفشل نخاع العظم الوراثي أو المكتسب، فقر دم البحر الأبيض المتوسط (البيتا ثلاسيميا)، فقر الدم المنجلي وبعض أنواع أمراض الاستقلاب الوراثية.
- أمراض نقص المناعة: كنقص المناعة الوراثي.
- أما المشاكل المستعصية مثل أمراض الضمورالعضلي بأشكالها والجلطة الدماغية والقلبية والشلل الدماغي والشلل الرباعي والنصفي وإصابات الحبل الشوكي ومرض باركنسون وغيرها فمازال العلاج بالخلايا الجذعية في طور البحث والدراسة والنجاحات الموجودة هي نجاحات جزئية.
ونرى هذه الأيام وجود إعلانات عديدة في عدة بلدان أو على شبكة الإنترنت عن نجاح زراعة الخلايا الجذعية لمثل هذه الأمراض إلا أن تلك التجارب هي تجارب غير مقننة ولم تصل إلى حد البرهان العلمي الذي يؤكد فعالية هذا العلاج.
ما هي مراحل الزراعة؟
- مرحلة ما قبل الزراعة: ويتم إعطاء المريض العلاج الكيماوي مع أو بدون العلاج الإشعاعي بحسب حاجة المريض. حيث يعمل هذا العلاج التحضيري على تدمير الخلايا السرطانية في حالات الأمراض السرطانية ولإيجاد مكان في نخاع العظم للخلايا الجديدة في حالة أمراض الدم الحميدة وكذلك لإحباط الجهاز المناعي لتخفيض فرص حدوث رفض للخلايا الجذعية المزروعة.
- مرحلة تجميع الخلايا: يتم تجميع الخلايا الجذعية من المتبرع بإحدى طريقتي:
- الأولى تؤخذ فيها الخلايا عن طريق نخاع العظم من عظمة الورك الخلفية للمتبرع تحت التخدير الكامل ما يستدعي تنويمه قبل وبعد السحب لأيام قليلة. ويتم سحب الخلايا عن طريق إبرة خاصة بذلك، ويستغرق هذا الإجراء ما بين 30 إلى 60 دقيقة. قد يشعر المريض بعد ذلك بآلام بسيطة يحتاج معها المتبرع أخذ مسكنات الألم.
- الطريقة الثانية: عن طريق الدم الخارجي (الطرفي) حيث يتم تجميع الخلايا الجذعية من دم المتبرع بعد إعطائه إبراً منشطة للخلايا تؤخذ تحت الجلد لمدة 5 أيام على الأقل يومياً مع عمل تحليل دم يومي ويتم بعد ذلك إدخال إبرة في وريد ذراع المتبرع تجمع بها الخلايا الجذعية ثم يتم إرجاع باقي الدم مرة أخرى إليه. ولا يحتاج المتبرع في هذه الطريقة للتنويم في المستشفى ولا للتخدير العام كما لا تؤثر كمية الخلايا الجذعية المأخوذة على المتبرع فسريعاً ما يعوضها الجسم.
- مرحلة الزراعة: لا تعتبر زراعة الخلايا الجذعية عملية جراحية حيث يتم نقل الخلايا للمريض عن طريق قسطرة وريدية مركزية في الصدر وذلك بعد تجميعها من المتبرع مما يشبه نقل الدم المعتاد، وتستغرق هذه العملية ما بين 2 - 4 ساعات، حيث تأخذ طريقها إلى نخاع العظم.
- مرحلة ما بعد الزراعة: يترتب على المريض البقاء في المستشفى تحت العزل الوقائي حتى ارتفاع المناعة حيث يكون أكثر عرضة من غيره للإصابة بالعدوى باختلاف أنواعها. وتستغرق هذه الفترة من أربعة إلى ستة أسابيع داخل المستشفى. وهي فترة حرجة جداً بالنسبة للمريض؛ فقد يحتاج فيها إلى الدعم المستمر بالدم والصفائح وتكون فيها المناعة ضعيفة جداً (بسبب العلاج) وفي حال حدوث أي ارتفاع في درجة حرارة المريض، فإنه يُعطى الكثير من المضادات الحيوية المناسبة لمنع إصابته بأي عدوى مرضية. ثم تتم متابعة المريض بعد خروجه من المستشفى عن طريق العيادات الخارجية. ويبقى المريض على أدوية مساعدة لتثبيت الخلايا الجذعية لمدة تتراوح بين 3 و6 أشهر بحسب حالة ووضع المريض.
ما هي أهم المضاعفات الجانبية للزراعة؟
- من المضاعفات الجانبية للزراعة رفض الجسم لخلايا المتبرع وهو قابل للعلاج في أغلب الحالات.
- يكون المريض عرضة للإصابة بالعدوى والالتهابات بصورة كبيرة. لذا من الضروري جداً اتخاذ العديد من الاحتياطات الوقائية لمنع انتقال العدوى إلى المريض بإذن الله تعالى.
- المهاجمة (مهاجمة الخلايا المزروعة لجسم المريض) وهي من أهم مضاعفات الزراعة ولها علامات مختلفة نذكر منها: احمرار في الجلد مع أو بدون حكة، ارتفاع في أنزيمات الكبد، إسهال شديد، استفراغ شديد، حكة في العينين وجفاف شديد والتهاب في الصدر. وفي حالة حدوث المهاجمة لابد من التدخل الطبي المستعجل لمنع حدوث مضاعفات أخرى.
وأخيراً لابد أن نشير أن هناك بعض المفاهيم الخاطئة والشائعة بين الناس والتي قد تثير الخوف وتجعل المريض متردداً في اتخاذ قرار إجراء عملية الزراعة، منها على سبيل المثال:
- أن عملية التبرع قد تسبب الشلل أو العقم للمتبرع بعد التبرع.
- أن المتبرع قد يصاب بالمرض نفسه الذي يعانيه المريض.
- أن مرضى السرطان فقط يحتاجون إلى زراعة الخلايا الجذعية.
- أن الخلايا الجذعية تُنقل للمريض بعملية جراحية.
- أن المريض سيبقى في المستشفى ستة أشهر لإجراء عملية زراعة الخلايا الجذعية وسيكون ذلك تحت إجراءات عزل مشددة.
- أن المريض يبقى على أدوية الزراعة مدى الحياة مثل بقية زراعة الأعضاء كالكبد.
إقرأ أيضا لـ "خلود خليفة السعد"العدد 4507 - الخميس 08 يناير 2015م الموافق 17 ربيع الاول 1436هـ
هم يزرعون و...
ايضا يزرعون الخلايا . هم يزرعون الخلايا الجذعية لمحاربة الامراض الفتاكة و القضاء عليها و....يزرعون الخلايا الارهابية لقتل الابرياء في الشوارع بالمفخخات والقنابل . الغريب في الامر ان >>>> وهم يزرعون الخلايا يتهمون غيرهم بها فتفجيرات سامراء مثلا سنة 2006 اتهم ا>>> فيها ...وايران رغم ان المسجد الذي دمر كان شيعيا !! تفجيرات 11 سبتمبر عام 2001 اتهم فيها ...اليهود وامريكا رغم ان القاعدة قد اعترفت بها ! الم اقل لكم ان ...
علي جاسب . البصرة
شكرا جزيلا لك دكتورة
دكتورة ماهي صحة المعلومات المتداولة عن إمكانية علاج داء السكري عن طريق الخلايا الجذعية وهل يصلح هذا العلاج للنوعين الأول و الثاني وهل العلاج نهائي أي يشفى المريض بعد خضوعه له تماما .... و شكرا جزيلا لك مرة آخرى
متابعة
العلاج بالخلايا الجذعية ما زال في بدايته....يجب ان نحيط المريض بمضاعفاته بدلا من رسم صورة وردية للعلاج....تحول بعض الخلايا لبؤرة سرطانية أمر وارد....h............................القصد هو الحيطة والحذر وشكرا
السرطان من المضاعفات التي لا يذكرها الطبيب
ادخل stem cell therapy complication لتجد إمكانية حدوث السرطان cancer....من له القدرة على تحمل التخوف من إمكانية حصول السرطان يستطيع ان يقامر بحياته...هو أمر غير مؤكد بل احتمال وارد.
شكرا لكم دكتورة
شكرا للمقال الرائع ولكن ماذا عن مرض السكري؟؟ هل الخلايا الجذعية تتسبب بالشفاء ام لا؟؟ مرض السكري الاسرع انتشارا في العالم ومن اخطر الامراض...ارجوا من الله سبحانه وتعالى ان يزيحه عن كل مريض يارب..اللهم صل على محمد وال محمد..
شكرا .. للمبدعة خلود
شكرا د.خلود كفيتي ووفيتي بس أتمنى ما يكون اخر مقال .. متابعين لجديدك يشغف..
شكرا جزيلا
مقال ممتاز ومفيد .. شكرا جزيلا
من وحي خبرة
الزراعة عادة ما تفشل في العلاج ولكنها تقلل من عوارض المرض وهو أمر نوعا ما إيجابي للمريض كذلك مبالغ إجراء العملية مبالغ فيها وخيالية ،، خلاف ذلك هناك فعلا مدة طويلة يجلس فيها المريض في المستشفي مدتها شهرين أو أكثر
نريد توضيح
ارجو منك ان توضح اكثر لنا ؟ ماهي الخبرة التي عندك حتى نعتمدها ؟
مقال جيد ولكنك نسيت يا دكتوره ذكر مضاعفة خطيرة وهي
إمكانية حصول المريض على السرطان بعد عملية الزرع.
عفوا؛ ماهو مصدر معلومتك؟!
العالم قطع اشواط ايجابية في مسألة الخلايا الجذعية من مختلف النواحي وكانت نتائج ايجابية ومبهرة وليس فيها ماذكرت من مضاعفات فارجوك ان تتحقق من مصدرك.
تحياتي