المنامة - زهراء محمد
على رغم التحذيرات التي يطلقها أخصائيو التغذية في مختلف أنحاء العالم عن مدى خطورة الوجبات السريعة على صحة الأفراد، إلا أن شغف تناولها يزداد يوماً بعد يوم وأصبحت بدورها جزءاً مهمّاً في عاداتهم الغذائية اليومية، فقد عجّلت الوجبات السريعة في إفساد طبيعتنا والتي كانت تتمثل بصورتها الشائعة في تناول الوجبات المنزلية والتي لا تتعدى السعرات الحرارية فيها ربع ما تحتويه الوجبات السريعة.
فلماذا يلجأ الأفراد إلى هذه الأكلات السريعة؟ ومن هو المسئول عن ذلك؟ وهل يدركون التأثيرات الصحية الجانية السيئة لتناول مثل هذه الوجبات؟ وما هي الحلول المناسبة لذلك؟
على ضوء ذلك نسلط الضوء على هذه الظاهرة وطرح الحلول الممكنة لتجنبها من خلال لقائنا مع اختصاصيين.
يتناولها بشراهة ويجهل مضارها، هكذا وضح الطفل علي حسين (10 سنوات) ذلك بقوله: «بشكل يومي أتردد على مطاعم الوجبات السريعة لأن أعتبر أكلها لذيذاً»، وعند سؤاله عن سبب ابتعاده عن الطعام المنزلي قال: « هذا شكله أحلى وما أحسّه يضرني»!
في حين تقول مريم يوسف (طالبة في المدرسة 15 سنة): «أتناول الوجبات السريعة مع أصدقائي ولا أعتقد أنني أستطيع تركها فهي لذيذة بشكل لا أستطيع وصفه، وأنا لست بدينة ولا أشعر أنها تضرني أو تؤثر عليّ بشكل سلبي».
ويرى هادي البزاز (طالب جامعي 22 سنة) أن توفير خدمة التوصيل للمنازل هو السبب الذي جعله يُدمن على الوجبات السريعة فهي الوسيلة الأسرع والأسهل عند الشعور بالجوع بالإضافة أيضاً لطعمها الرهيب.
ومن جهتها، ذكرت منال حجيري (طالبة جامعية 25 سنة): «لا أستطيع مقاومة الوجبات السريعة وإعلان المطاعم بشكل دوري لوجبات جديدة هو ما يدفعني دائماً لتجربتها».
انجذاب الأطفال والشباب
أحد مسئولي مطاعم الوجبات السريعة فضل عدم ذكر اسمه قال: إن «أكثر مرتاديهم من فئة الأطفال والشباب».
بدورها قالت أخصائية التغذية منار الصالح، بشأن تناول الوجبات السريعة إن «وجود مادة» أحادي غلوتمايت الصوديوم» في الوجبات السريعة تُعطي لمتناوليها إشارات كاذبة للمخ بالشعور بالسعادة، وهذا وحده كفيل بأن يلجأ لها الأفراد»، وأضافت «غير أن أغلب متناوليها من الشباب ليس إلا في كونهم يقضون طوال يومهم في العمل أو الخارج ما يسبب في رفع نسبة تناول الغذاء في الخارج».
وعن انجذاب الأطفال لها تقول الصالح «تعوّد الأطفال على تناول هذه الوجبات عن طريق تعويد الأهالي أو الرحلات المدرسية لهذه المطاعم ما زاد من انجذابهم لتناولها على المدى الطويل»:
من المسئول؟
ترى زينب المبارك (ربة منزل) أن الاعلانات التلفزيونية المروجة هي المسئول الأول عن إدمان الأفراد للوجبات السريعة، في كونها تغري المستهلك بطريقة عرضها لهذه الوجبات وتحفزهم على ارتياد مثل هذه المطاعم.
ومن جهتها، صرحت أخصائية التغذية منار الصالح: «الشركات التي هدفها ترويج بضاعتها وربح المال على حساب صحة الناس هي بالطبع مسئولة، ولكن أيضاً متناولو الوجبات السريعة مسئولون من جهتهم في وضع الأعذار لعدم توافر الوقت أو بغية الترفيه عن أنفسهم وذهابهم لهذه المطاعم مع علمهم بأضرارها» وأضافت «نحن نقوم بواجبنا على أكمل وجه في توعيتنا للناس ولكن نستطيع القول إنه لا يوجد هناك رادع حقيقي يمنعهم من تناول الوجبات السريعة».
قلة الوعي وغياب الرادع الأسري
فضيلة المدني (معلمة) تحمل الأهالي المسئولية بالدرجة الأولى فتقول: «إن انصياع الأهالي لطلبات أبنائهم وارتياد مطاعم الوجبات السريعة معهم يعتبر المسئول الأول في إدمانهم لهذه الوجبات». وتُشدد قائلة «من الواجب علينا حماية أبنائنا من هذا السم القاتل الذي يودي بهم إلى الموت».
وتوافقها الرأي على ذلك أخصائية التغذية نور طرادة، فقتول: «التربية ونمط الحياة الذي يعيشه الفرد في محيط عائلته له مسئولية كبيرة في إدمانه على الوجبات السريعة، فنقص وعي الأهالي وانعدام الثقافة الغذائية من غير وجود رادع حقيقي أمام كل هذا سيصل بنا إلى أعلى مستويات الفكر الرجعي»!
سعر أقل!
نعيمة المبارك (خريجة جامعية) تقول: «أصبحت الوجبات السريعة متوافرة في كل مكان ولا تحتاج عناء الوقت والبحث، بالإضافة إلى أنها أقل سعراً من غيرها من الوجبات الصحية».
علي الكوراني (طالب جامعي) يقول: «ربما إلقاء اللوم على الغرب ليس صائباً ولكنني ألقي اللوم بصورة أوضح على التبعية العمياء للغرب». وأضاف «قلة المطاعم ذات الأكل الصحي وانخفاض أسعار الوجبات السريعة مقارنةً بها ليست إلا أسباباً رئيسية تؤدي إلى الإدمان».
أمراض جسدية لا تُعدّ
كيف أن للوجبات السريعة أن تستنزف الصحة الجسدية للإنسان، فإن أغلب الأمراض التي انتشرت في هذا الزمن يتم اكتشافها بوقت لاحق أن سببها الوجبات السريعة، فتقول أخصائية التغذية منار الصالح: «أحادي قلوتمايت وأحادي الصوديوم، تسميات كثيرة تختبئ خلفها هذه المادة بقصد التهرب من العملاء كتسمية أجيني موتو، وكذلك الملح الصيني كذلك خلاصة الخميرة، فكلها تسبب تلفاً في خلايا المخ وسرطان المخ على المدى البعيد، تسبب أيضاً تراجع في الذاكرة والزهايمر المبكر، ضعف وتراجع في القدرات العقلية، تسبب سرطان الثدي المبكر، وشلل الرعاش المبكر، تسبب تلف ثروستات الدماغ لضبط الوزن ويؤدي ذلك إلى فتح الشهية والرغبة بتناول المزيد، كما تسبب أمراض الكلى الضغط وارتفاع الكلسترول مرض السكر المبكر سكر الأطفال، وأيضاً الأزمات القلبية وتدمر الكبد وتسبب القرحة في المعدة الحساسية والحموضة وصداع وألم في منطقة الصدر».
الحزن والاكتئاب
لاشك أن للوجبات السريعة تأثيراً نفسياً كبيراً على الأفراد ولاسيما المراهقين والشباب، فتقول الأخصائية النفسية بمستشفى الطب النفسي رجاء حجيري: «كل المشاكل الجسدية تؤثر على الصحة النفسية فهناك دراسات كثيرة تبين علاقة وثيقة بين الشعور بالكآبة والخمول، وبين القلق زيادة ضربات القلب، وبين زيادة الوزن ومشاكل في الثقة بالنفس وانخفاض مفهوم الذات».
وأضافت «وفق العديد من الدراسات فإن الوجبات السريعة تصيب الأفراد وخصوصاً الأطفال بأمراض نفسية كالخجل والإحباط، كذلك الإدمان عليها يعمل على زيادة قسوة القلب، ونتيجة لذلك يضطرب معدل السكر في الجسم ويتصرف الإنسان بسلوكيات غير مرضية كسرعة الغضب والانفعال والحزن والاكتئاب، والتصرف بسلوكيات عنيفة وعدوانية».
ومن جهتها، قالت مستشارة الطفل والعلاج الأسري صديقة حسين: «معظم الناس على بيّنة من الآثار السلبية للوجبات السريعة على الجسم، مثل زيادة في الوزن والسمنة، ولكن قليلاً منهم يعرفون على الأرجح آثارها على الدماغ مثل بقية الجسم، ويعتمد على العناصر الغذائية الرئيسية من الأطعمة الصحية ليعمل بشكل صحيح».
وتضيف أن «الوجبات السريعة تأثر على الناقلات العصبية في الدم، وهذه بدورها تسبب الاضطرابات النفسية لأن الأطعمة تحتوي على كمية كبيرة من الدهون غير المشبعة وتفتقر إلى الأحماض الدهنية مثل «أوميغا 3»، واحتواءها على نسب عالية من الكربوهيدرات الأمر الذي يؤدي إلى تقلبات السكر في الدم والتي بدورها تؤثر على الناقلات العصبية واضطراب في عمل الناقلات العصبية تؤدي إلى الاضطرابات النفسية مثل الاكتئاب ومرض الزهايمر، وذلك لأن المرضى لا تستهلك كمية كافية من الفيتامينات والمعادن الموجودة في الأطعمة الكاملة».
وتؤكد «الإدمان على هذه الأطعمة يؤدي إلى العديد من المشاكل النفسية لدى الأطفال لأنها تحتوي على نسبة عالية من الألوان الاصطناعية والمواد الحافظة مثل بنزوات الصوديوم التي تسبب مشاكل فرط النشاط وتعكر المزاج».
تهدد صحة الدماغ
وأضافت «وفقاً لمؤسسة الصحة النفسية بالمملكة المتحدة، التغذية تلعب دوراً حاسماً في الحفاظ على الصحة النفسية الجيدة، فالدماغ يتطلب توازناً من الأحماض الدهنية الأساسية، بما في ذلك أوميغا 6 وأوميغا 3 لتعمل بشكل صحيح، وقد تم ربط خلل في هذه المواد الغذائية المهمة لعدد من قضايا الصحة النفسية». وتابعت «أشار الخبراء إلى أن الوجبات السريعة تحتوي على الدهون غير المشبعة وأحماض أوميغا 6، ولكن قليل من أوميغا 3 ما يؤدي إلى إزاحة هذه الأحماض الدهنية أوميغا 3، ما يؤثر سلباً على صحة الدماغ».
علموا بمضارها فاستغنوا عنها
إن الاستغناء عن تناول الوجبات السريعة بعد إدمانها يُخلص الجسم من العديد من المشاكل التي كان يُعاني منها، ويوضح ذلك عباس الماجد (موظف): «عملت سابقاً في القطاع الخاص وكنت أتناول الوجبات السريعة بشكل يومي كوجبة غداء رئيسية كونها الحل الوحيد المتوافر ولا يوجد بديل، وبعد مُضي شهر تقريباً لاحظت التغيير الكبير الذي حدث بغض النظر عن زيادة الوزن المفاجئ والملاحظ إلا أنني شعرت بأنني بدأت بالوصول لمرحلة الإدمان فقد كنت أشعر بحاجتي لتناولها حتى في أيام العطل، وهذا من شأنه أن يجعلني أحاول تركها بشكل تدريجي».
وأضاف «بعد امتناعي عن تناول الوجبات السريعة شعرت بالفرق وإن لم يكن بشكل مباشر فقد بدأ وزني بالنزول وتخلصت من العديد من المشاكل في البطن، وتخلصت أيضاً من الشعور بالتعب والخمول الذي كان يصيبني سابقاً».
يقول أحمد محمد (25 سنة): «استغنيت عن الوجبات السريعة عند علمي بمدى خطورتها وعند انتشار العديد من الصور والفيديوهات التي تسيئ لبعض المطاعم، فشعرت بعد ذلك أن جسمي أصبح أفضل صحةً وأكثر نشاطاً».
وفي تجربتها بيان المبارك تقول: «كنت ارتاد هذه المطاعم بدون تردد وشعور، فأحسست بتراكم الدهون في جسمي وشعرت بالأرق بسبب هذه الوجبات، في حين أنني عندما أصابني تسمم غذائي بسببها استغنيت عنها وشعرت حينها أن تركيزي أفضل وأن نومي قد انتظم».
في حينها ذكرت فاطمة العرادي: «كنت أقضي غالبية يومي في الجامعة، وكنتُ أتناول الوجبات السريعة لأنها الوجبات الوحيدة المتوافرة، فقد تضررت كثيراً، ارتفع لديّ الكلسترول بشكل كبير جداً ازداد وزني بشكل ملاحظ ما أدى إلى خربطة في الهرمونات، فانقطعت عني الدورة الشهرية لمدة ثلاثة أشهر، وبعد سنة كاملة رجع كل شيء إلى طبيعته عندما قمت بالعلاج اللازم».
معًا نحمي أبناءنا
من الصعب أن يستغني الأفراد عن تناول الوجبات السريعة بشكل مباشر، لذلك يجب التدرج في عملية حثهم على تركها، فمن جانبها تقول أخصائية التغذية منار الصالح: «يستطيع متناولي الوجبات السريعة بقناعتهم التقليل منها تدريجياً إلى أن يتركوها بشكل نهائي فإن الإكثار من تناول الفواكه والسلطات قبل الأكل وشرب 12 كوب ماء في اليوم يساعد على الشعور بالشبع». وعن تنظيم الوجبات تقول الصالح «لن يستطيع الأفراد ترك الوجبات السريعة بشكل مباشر لأنها أصبحت ظاهرة واستحواذ عقل، لذلك يجب أن يكون هناك تنظيم تدريجي في تناولها مرة كل أسبوعين إلى أن تصبح مرة واحدة بالشهر إلى قطعها بشكل نهائي».
الرقابة
وللحد من تفاقم هذه الظاهره تقول الصالح: «يجب أولاً على الدولة وبالأخص البلدية أن تفرض رقابتها على هذه المطاعم لمنع هذه المواد الضارة وغيرها من حقن وهرمونات». وأضافت أن «دور الأهل أيضاً في رقابة أبنائهم في عدم الإفراط في تناول هذه الوجبات والاستغناء عن الطعام الصحي من أجل النمو الصحي لأجسادهم وسلامة عقولهم».
العدد 4507 - الخميس 08 يناير 2015م الموافق 17 ربيع الاول 1436هـ
Fast food
I think they are yummy and I eat it once a week but I know that they are bad
السبب الامهات الكسولات
الي ما يوفرون الاكل حق العيال و لا الازواج
ملاحضة
بس لاحضت شي بلنسبة شفت البعض يقول يوم اكلت من الوجبات السريعة زادوزني هكم الناس ضرب بلخمس في لعيوش واللحم مال البيت وكل واحد صايروش متنة الاعتدال في الاكل شي مهم والمواضبة في ممارسة الرياضة
للأسف المدارس والروضات تشجع عليها
للأسف بعض المدارس والروضات تقوم بعمل رحلات مدرسية الى مطاعم الفاست فود، حدث ذلك لابنتي في احدى المدارس وقد ازعجني ذلك كثيرا، لأن الرحلات المدرسية يجب ان تشتمل على الجانب التعليمي والتثقيفي وليس ملء البطون بأكلات ليس فيها منفعة.
مو بس مضره للصحة
مو بس مضرة للصحة قول خساير افلوس لأن الوجبة الواحدة أقل شيء دينار
الوجبات السريعه ومضارها
موضوع جميل و مفيد للصحه
الصورة تجوع
اغرتني صورة البرجر .. اليوم طالع اكل ..
تو الناس شباب
تو الناس قبل عشر سنوات سوه واحد امريكي من تكساس تجربة على نفسه باكل ثلاث وجبات من ماكدونالدز يوميا لمدة شهر و قد امره الاطباء بالتوقف في منتصف الطريق لان كبده تاثر بذلك و اضرت صحته كثيرا ،نشر البرنامج و ادى البرنامج الى رفع قضايا عديدة على شركات الوجبات السريعة و لا سيما ماكدونالدز لنصحكم بمشاهدته كاملا اسم البرنامج super size me