في المحرّق حيث عمارات اللؤلؤ تشهد على قرون من الاشتغال الحضاري في مملكة البحرين وفي وقت ينطلق العام الجديد 2015م تحت شعار "تراثنا ثراؤنا"، أقيمت مساء أمس الأربعاء (7 يناير/ كانون الثاني 2014)، ندوة مفتوحة تحت عنوان (التّراث الإنسانيّ العالميّ مختبرٌ للفنون: مسارٌ ما بين البحرين والعالم) وذلك في موقع تراث عالمي لمسار اللؤلؤ، عمارو يوسف عبد الرحمن فخرو، الواقعة في المحرق.
وكان برفقة الحضور جاء من كافة أطياف المجتمع البحريني ومن مؤسسات المجتمع الأهلي، كل من من علاء الحبشي – مستشار التّرميم بالثّقافة والسّياحة، د. حازم طه حسين – أستاذ مشارك في تصميم الاتصالات البصرية بكلية الفنون والتصميم بالجامعة الملكية للبنات و مشاركة الدكتور منير بوشناقي مدير المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي.
وبدأ علاء الحبشي حديثه بالإشارة إلى أن الثقافة عملت على تسجيل 17 موقعاً على قائمة التراث العالمي ضمن مسار اللؤلؤ، مؤكداً أن كل موقع لديه خطة إدارة تلتزم بها مملكة البحرين أمام منظمة اليونيسكو.
وأوضح حبشي أن كل موقع سيوضّح جزءا مختلفاً من تاريخ مدينة المحرق ومهنة صيد اللؤلؤ، مردفاً أن مستويات الترميم في التعامل مع المباني في مسار اللؤلؤ سوف تتراوح ما بين أعادة تهيئة كاملة كسوق القيصرية، حتى القيام بترك الموقع من دون أي أعمال ترميمية كأطلال عمارة يوسف عبد الرحمن فخرو، والتي سيكون فيها مركز الزوار الثاني لمسار اللؤلؤ، بعد مركز زوار قلعة بوماهر.
كما أشار حبشي إلى أن الثقافة تلتزم، ضمن مشروع مسار اللؤلؤ، على المحافظة الوزارة على المدينة بشكل كامل وليس فقط مسار اللؤلؤ، تأهيل مباني قديمة، مراقبة أعمال الهدم والبناء في المنطقة المحيطة بالمسار.
من جهته توقف حازم طه حسين عند قراءات عمرانية، تراثية، وفنية عالمية تتناول الأعمال الفنية المركبة في مواقع التراث الإنساني العالمي، مؤكدا على أهمية إعادة طرح الفنون بشكل جديد لجذب المتلقى ووضعها في محيطها الذي يعطيها رونقها وقيمتها الثقافية.
كما تطرق حسين إلى مصطلح "إعادة الخلط" في الفن، وهو ما يميّز الأعمال الفنية الجديدة، معطياً أمثلة عالمية من فنانين اعتمدوا إعادة الخلط في عروضهم وأعمالهم الفنية.
وفي ختام حديثه قدّم حسين رؤية نقدية فنية للأعمال التركيبية في موقع قلعة البحرين والذي يستمر حتى منتصف أبريل 2015م، وعمارة يوسف فخرو من خلال معرض "إعادة التدوير" الذي تبنّته الثقافة والسياحية منذ الشهر الماضي.
أما مدير المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي منير بوشناقي فأكد في مداخلته أن المنطقة العربية تفتخر بوجود المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي في مملكة البحرين، والذي تم تدشينه عام 2012م تحت إشراف رئيسة مجلس إدارة المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي الشيخة مي بنت محمد آل خليفة. كما تطرق في حديثه إلى أهمية تسجيل المواقع التي تحمل "قيمة عالمية استثنائية" في قائمة التراث العالمي لمنظمة اليونيسكو والتي انبثقت عن اتفاقية عام 1972م والتي وافقت عليها 192 دولة حول العالم، مشيراً إلى أن الوطن العربي يحتوي على 76 موقعاً مسجلاً على قائمة التراث العالمي من ضمنها موقعي قلعة البحرين وطريق اللؤلؤ.
وأشار بوشناقي كذلك إلى أن منظمة اليونسكو قد شجّعت الدول لتقديم مساعدات في إدارة المواقع المدرجة على قائمة التراث العالمي، وذلك بعد تقدّم الدول حول العالم لتسجيل مواقعها التي تتمتع بمزايا ثقافية وحضارية استثنائية.
وكانت الثقافة قد تبنّت فكرة مجموعة من فناني البحرين في إقامة ورشة "إعادة التدوير" بعمارة يوسف عبد الرحمن فخرو بالمحرق، حيث توافقت فكرة الورشة الفنية مع مرئيات الثقافة لهذه العمارة التاريخية والتي سيقام في أحد أركانها مركز زوار مسار اللؤلؤ. كما ستحتوي عمارة يوسف فخرو على أرشيف صناعة اللؤلؤ في البحرين، بجانب قاعة معرض دائم لصناعة اللؤلؤ التاريخية، وقد قام بتصميم هذا المركز فريق معماري بلجيكي عالمي،
يذكر أن عمارة يوسف عبد الرحمن فخرو هي واحدة من ثلاث عمارات واقعة في الطرف الغربي من سوق القيصرية والمدرجة في قائمة التراث العالمي لموقع "صناعة اللؤلؤ: الشاهد على اقتصاد جزيرة المحرق" والمعروف محليا بمسار اللؤلؤ. عمارة يوسف عبد الرحمن فخرو مملوكة من قبل ديوان صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن حمد آل خليفة، وقد أناب ديوان صاحب السمو الملكي الكريم معالي الشيخ حمد بن محمد بن سلمان آل خليفة لإبرام اتفاقية مع وزارة الثقافة يهب فيها العمارة للمنفعة العامة ولترميمها وإعادة استخدامها كمركز للوزاور يخدم مسار اللؤلؤ.