أبارك للجميع حلول العام الميلادي الجديد ومناسبة ذكرى مولد سيد البشر وخاتم النبيين، وكما هو الحال في نهاية كل عام ميلادي، تعوّدت أن أعمل جرداً للمقالات التي كتبتها في صحيفة «الشرق» من ناحية مواضيعها والقضايا المطروحة فيها، وقياس مدى حرية النشر، وكذلك ردود فعل وتعليقات القراء الأعزاء.
صحيفة «الشرق» نشرت مشكورةً 50 مقالاً من أصل 53 مقال رأي كتبته طوال العام الماضي، أي بنسبة 94 %، وهي أعلى من نسبة ما تم نشره العام الماضي الذي كان 91 %.
تناولت المقالات التي كتبتها مختلف القضايا والشئون المحلية والعربية التي عاصرناها طوال العام الماضي، من قيام «داعش» والحرب عليها، وحادثة قرية «الدالوة» في الأحساء، ومأساة اللاجئين السوريين، والتطورات السياسية في تونس وغيرها. وشكّلت المقالات السياسية النسبة الأعلى فيما كتبته بحوالي 17 مقالاً، تليها بالتساوي مقالات في الحقوق والثقافة والمجتمع ولكل منها 10 مقالات، و5 مقالات حول أبحاث ودراسات عن المملكة، ومقالتين عن شخصيات عربية ووطنية.
في التعليقات التي أتابعها في موقع صحيفة «الشرق»، نال مقال «حرية الصحافة» أكبر عدد من التعليقات، تلاه مقال «أمهات المؤمنين»، وحصل مقال «الطائفية تهدد الوطن» على أعلى نسبة قراءة في حينه بين مقالات الصحيفة. لاحظت أن كثيراً من تعليقات قراء موقع الصحيفة لا يركزون على محتوى المادة المكتوبة بل يزايدون على الوطنية من خلال طرح إثارات طائفية ممجوجة لا علاقة لها بالمقال ذاته.
التعليقات التي كانت ترد في مواقع التواصل الاجتماعي –بعد نشر كل مقال– وخصوصاً «تويتر»، تميل إلى الاتزان من خلال إعادة نشر التغريدات والتعليق المختصر عليها، مع أن هناك فئةً تحاول دائماً أن تجرَّ الموضوع إلى زوايا خارجة عن الفكرة المطروحة.
لعل أهم ما كان يفيدني هو ما يصلني من تعليق وتعقيب على المقالات عبر البريد الإلكتروني أو «الواتساب» من بعض القراء والزملاء الذين كانوا يتحفونني بآراء وأفكار وجيهة، وثقت علاقة وطيدة من التواصل الفكري والثقافي والاجتماعي.
وصلتني تعليقات عديدة حول مقال «لماذا يسود التوتر؟»، وكأنه فعلاً لامس هماً حقيقياً يعاني منه كثير من شرائح المجتمع، ما يعني أنها مشكلة قائمة وحقيقية. كما وردتني ردود فعل كثيرة مؤيدة لما ورد في مقال «قنوات الفتنة والكراهية»، وذلك يعبّر عن حالة نقد وسخط واسعة للقنوات الفضائية الطائفية وآثارها السلبية على السلم الاجتماعي.
المواضيع ذات البعد الإنساني كانت تلقى تفاعلاً إيجابياً ومنها «واجبنا تجاه الموقوفين» –مع أنه لم ينشر في الصحيفة- حيث عبَّر عديد من المعقبين الأعزاء على أهمية المبادرات المتعلقة بتفعيل العمل الجماعي لدعم الموقوفين وأسرهم. واعتبر المتواصلون من القراء مقال «داعشيون بيننا» من المقالات الجريئة التي تساهم في تعرية وتفكيك بنية التطرف ومنظومته الفكرية الظلامية.
انتقد بعض المتابعين ما كتبته في مقال «الحج والقيم السامية» من مدح وثناء للأجهزة الرسمية المعنية بإدارة شئون الحج، وانتقد آخرون أيضاً رؤيةً قدّمتها في مقال «العوامية التي نحب» التي بيّنت فيها توصيفاً للوضع هناك ودعوة واضحة للمعالجة.
وحيث أنني أحببت أن أخصّص هذه المقالة لردود فعل القراء على المقالات السابقة، فقد رأيت أن الأكثر كان يرى فيها نظرة تفاؤلية ونقداً بناء ورؤية إيجابية مستقبلية، وبعضهم يرى فيها مجاملةً للواقع الحالي وتماهياً معه. ووجهة نظري أنني حاولت أن أعرض ما أراه من أفكار وقضايا ضمن رؤية وطنية وبعد إنساني مؤطرة بمحاولة نقد الواقع الحالي سعياً لتطويره بما يخدم تعزيز الاستقرار والإصلاح وتطوير المنظومة السياسية والاجتماعية.
إقرأ أيضا لـ "جعفر الشايب"العدد 4506 - الأربعاء 07 يناير 2015م الموافق 16 ربيع الاول 1436هـ
اللهم
اللهم أبعد عن شعب البحرين كل سوءياكريم يارب وشكرا للكاتب
الله يبارك خطاك
صفة الاعتدال والوسطية هي دربك