العدد 4505 - الثلثاء 06 يناير 2015م الموافق 15 ربيع الاول 1436هـ

الهجوم على "شارلي إيبدو" يأتي على الأرجح ردا على نشر رسوم عن النبي محمد

يبدو من المرجح ان استهداف مكاتب صحيفة شارلي إيبدو بباريس اليوم الأربعاء (7 يناير/ كانون الثاني 2015) جاء في سياق تنفيذ المهاجمين لتعليمات قد تكون صدرت عن تنظيم داعش، للانتقام من الصحيفة التي نشرت رسوما اعتبرت مسيئة للنبي محمد في 2006.

وأمكن من خلال شريط فيديو لمصور هاو التقطه أثناء الهجوم من سطح مجاور للصحيفة سماع احد القتلة في لباس اسود وبيده بندقية كلاشينكوف وهو يهتف "الله اكبر"، ثم مسلح آخر يقول "قتلنا شارلي إيبدو" وذلك قبل ان يصفي أحدهما برصاصة شرطيا جريحا كان ممددا على الأرض.

ومنذ تسع سنوات وهذه الأسبوعية الساخرة عرضة لتهديد تيارات الإسلام المتطرف.

وتعرض مقرها للحرق في 2011 وتم توعد مديرها بقطع رأسه.

كما صدرت في الأشهر الأخيرة العديد من الدعوات عن متطرفين إسلاميين في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لمهاجمة فرنسا بسبب انخراطها العسكري في العديد من الجبهات.

وتشارك فرنسا في الغارات الجوية التي يشنها التحالف الذي تقوده واشنطن على مواقع تنظيم داعش في العراق.

وفي افريقيا تشارك فرنسا بقوة في التصدي للإرهاب من خلال ثلاثة آلاف عسكري نشرتهم في خمسة بلدان في افريقيا في منطقة ما وراء الصحراء.

وقال لوي كابريولي القائد السابق لقسم مكافحة الارهاب في جهاز الامن الداخلي الفرنسي (دي اس تي) "من البديهي انه منذ نشر أول رسم ساخر لمحمد فان شارلي (ايبدو) باتت رمزا وهدفا".

وأضاف "لم ينسوا أبدا ولم يتسامحوا مع ما يعتبرونه اهانة عظمى. وان اختيار هذا الهدف محمل بالمعاني فهو استهداف لعلمانيين تجرءوا على السخرية من النبي. والأمر في أعينهم أشبه بالانتقام الإلهي".

ويقول الخبراء أن ذاكرة الإرهابيين الإسلاميين ليست قصيرة وحين يختارون هدفا لا ينحرفون عنه أبدا على مر الأعوام.

وفي هذا السياق هاجموا مرتين مركز التجارة العالمي في نيويورك ففي المرة الأولى هاجموا بشاحنة مفخخة سراديب المبنى في 1993 ثم دمروه في 2001.

ولائحة الأهداف التي لا تتغير، يروج لها في مواقع الانترنت التابعة للتيارات الإسلامية المتطرفة وفي تسجيلاتهم ومنتدياتهم وخطب قادتهم. ومن ثم فان أمر تنفيذ المهام المرتبطة بها متروك لمن يستطيع من عناصر هذه التيارات.

ويضيف كابريولي "السؤال المطروح الآن هو هل نحن إزاء عملية معزولة على غرار عملية محمد مراح (في جنوب فرنسا في 2012) أم أنها بداية سلسلة عمليات؟ وهل دخلنا في بعد جديد مع خلية انتقلت إلى الفعل؟ وهل سندخل في دورة عنف كتلك التي شهدتها باريس في الثمانينات؟".

ويتابع "الامر الاكيد هو انه يتعين العثور على هؤلاء القتلة وبشكل سريع. وانا على يقين ان الاجهزة حركت كافة مصادرها وكافة انظمة المراقبة لديها".

وفي نهاية تشرين الثاني/نوفمبر تم بث سلسلة من اشرطة الفيديو على الانترنت تظهر شبانا فرنسيين متطرفين انضموا الى تنظيم داعش في سوريا وهم يحثون مرشحين للقتال على الاقتداء بهم او اذا لم يتمكنوا من ذلك "قتل الكفار" وزرع الرعب والقلق في نفوسهم داخل المجتمع الفرنسي.

ولذلك فان السلطات ابدت خشيتها منذ اشهر من حدوث هجوم من هذا النوع من قبل مسلح او اكثر باسلحة حربية. وهو ما ادى الى تعزيز المراقبة للاماكن العامة في احتفالات آخر السنة.

وفي فرنسا هناك الف شخص على صلة بالشبكات الاسلامية المتطرفة في سوريا والعراق بينهم نحو 400 ينضوون ضمن تنظيم داعش او جبهة النصرة التابعة للقاعدة. وهناك نحو 120 عادوا الى فرنسا بعد ان تلقوا تدريبا على القتال وشاركوا في معارك او شهدوا وقائع بالغة العنف.

 





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 2 | 2:34 م

      كلمة

      هذا جزاء من يتعدى على مقام النبي محمد صلى الله عليه و آله

    • زائر 1 | 11:40 ص

      الله يعين مسلمين فرنسا

      بعد هذا الهجوم الدامي سينعكس على اخوتنا المسلمين في فرنسا واوربا
      وخاصة من الأحزاب العنصرية ضد كل ماهو عربي واسلامي؟؟

اقرأ ايضاً