يأمل رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الذي يستعد لخوض حملة انتخابية في الحصول على بعض الدعم لمشروع إصلاح الاتحاد الأوروبي من المستشارة الألمانية انغيلا ميركل خلال زيارتها اليوم الأربعاء (7 يناير/ كانون الثاني 2015) للندن.
وتأتي زيارة ميركل التي تستمر يوما واحدا وتشمل تفقدها معرضا حول ألمانيا، في إطار جولة لها على عدد من العواصم بهدف تمهيد الطريقة لقمة مجموعة السبعة التي ستعقد في بافاريا في 7 و8 يونيو/ حزيران.
وقال الزعيمان في بيان مشترك قبل محادثاتهما في مقر الحكومة داوننغ ستريت "علينا أن نقوم بالمزيد لجعل الاتحاد الأوروبي أكثر استقرارا وتنافسية مما هو عليه اليوم".
وأضافا "علينا أن نبذل المزيد من الجهد للاستفادة من إمكانيات السوق الموحدة وخفض القوانين التي تعوق الأعمال".
ومن المرجح أن تثار في المناقشات رغبة كاميرون في الحد من تدفق المهاجرين من الاتحاد الأوروبي إلى بريطانيا قبل الاستفتاء الذي يقترح إجراؤه على عضوية بلاده في الاتحاد بحلول 2017.
وفي نوفمبر/ تشرين الثاني، حدد كاميرون خططا لخفض مخصصات الرفاه الاجتماعي للمهاجرين من دول الاتحاد الأوروبي في محاولة لمنعهم من المجيء إلى بريطانيا، إلا انه اقر أن ذلك سيتطلب مراجعة معاهدات الاتحاد وما يمكن أن يحدثه ذلك من اضطرابات في عواصم الدول الأعضاء.
وقالت ميركل أنها ستعارض أي طعن في مبادئ حرية حركة العمالة بين دول الاتحاد كما عارضت أي تغيير في المعاهدات.
وحذر رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر في سبتمبر/ ايلول كاميرون من التعرض لحقوق الأوروبيين الذين يعملون بشكل قانوني في بريطانيا.
ولكن وقبل أربعة أشهر من الانتخابات العامة التي يشكل فيها حزب استقلال بريطانيا المعارض للاتحاد الأوروبي وللهجرة تحديا حقيقيا لحزب المحافظين بزعامة كاميرون، يعاني رئيس الوزراء من ضغوط للتحرك بشان الهجرة.
وحذر كاميرون من انه لا يستبعد أي شيء في محاولاته لتطبيق إصلاحات، ويطالب البعض في حزب اليمين الوسط بان تنسحب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
وصرح كاميرون لصحيفة في عطلة نهاية الأسبوع الماضي أن "المجالات الرئيسية هي حماية السوق الموحدة .. وحق الفيتو على القواعد ومجموعة إجراءات حول الرفاه الاجتماعي".
وأضاف "إذا نظرتم إلى ردود الفعل على كلمتي بشان الرفاه في المانيا وخطاب أو اثنين آخرين في عواصم أوروبية، سترون انه مرحب به على نطاق واسع. ألمانيا تريد أن تبقى بريطانيا في أوروبا".
إلا أن ميركل تواجه مشاكل عديدة أخرى بينها المسيرات الضخمة المناهضة للهجرة في ألمانيا، والأزمة مع روسيا بسبب أوكرانيا، واحتمال خروج اليونان من منطقة اليورو في حال فوز اليسار المتطرف الانتخابات في وقت لاحق الشهر الحالي.
ورغم أن ألمانيا تتزعم الإصلاحات في الاتحاد الأوروبي، ترى صحف بريطانية أن صبر المستشارة الألمانية اخذ في النفاد من زيادة تشكك البريطانيين بجدوى انضمامهم إلى الاتحاد الأوروبي.
وكتب روجر بويز المحرر الدبلوماسي في "التايمز" إن "مساعي الحكومة البريطانية المتزايدة للخروج من الفوضى الأوروبية تضاهي زيادة الانزعاج الألماني من الرؤية البريطانية الضيقة".
إلا أن المتحدث باسم كاميرون قلل من أهمية التقارير بان المفوضية الأوروبية تعارض جزءا مهما من اقتراحات كاميرون لإعادة التفاوض تتضمن الطلب من الباحثين عن وظائف في بريطانيا من الاتحاد الأوروبي الحصول على عرض عمل قبل حضورهم إلى البلد.
وقبل المحادثات، سيزور كاميرون وميركل معرض "ألمانيا: ذكريات امة" المقام في المتحف البريطاني ويتحدث عن تاريخ ألمانيا خلال القرون الستة الماضية.