ذكرت صحيفة الراي الكويتية اليوم الأربعاء (7 يناير/ كانون الثاني 2015) أن «خدمة أبحاث الكونغرس» اعتبرت، في تقريرها الأخير، أن الكويت تلتزم الإجماع الخليجي في معظم الأمور، مثل مشاركة بَحرِيَّتها في قوات «درع الجزيرة» في البحرين في مارس 2011، و«تأييد إزاحة الجيش المصري في يوليو 2013 للرئيس محمد مرسي من الحكم».
وأشارت إلى النظام في الكويت خفف كثيرا من عوامل الاضطراب «لكنه لم يتخلص بالضرورة من أسباب الاضطراب» في البلاد، «فالكويت مجتمع ثري حيث لا ترغب غالبية المواطنين في المجازفة برفاهيتها الاقتصادية من اجل تغيير السلطة»، و«الحكومة قلصت الاضطراب بتطبيقها موازنات متخمة بالدعم وبزيادات المرتبات».
وانتقد التقرير ما اعتبره «إجراءات قمعية مثل سجن منتقدين في وسائل التواصل الاجتماعي» أو نزع الجنسية، معتبرا إنها أدت إلى «تلطيخ سمعة الكويت كدولة مجلس التعاون الخليجي الأكثر تقدمية سياسيا»، كما اعتبر أن السنوات التي شهدت مشاحنات أدت إلى شلل سياسي «ساهمت في الركود الاقتصادي مقارنة بجيران الكويت الخليجيين الأكثر حيوية اقتصاديا مثل قطر والإمارات العربية المتحدة».
ورأى التقرير أن نظام الكويت السياسي كان في وضع عدم استقرار بين 2006 و2013، «عبر ما بدأ كمعارضة برلمانية للسلطة وتحول لاحقا إلى اضطراب عام واضح في 2012 - 2013». وأدت الخلافات إلى حل متكرر لمجلس الأمة وإجراء انتخابات، كان آخرها في 27 يوليو 2013.
تلك الانتخابات الأخيرة، يقول التقرير، أنتجت مجلسا أكثر استعدادا للعمل مع الحكم، ما «بدأ فترة من العمل التشريعي والحكومي المتجدد حول قضايا طال انتظارها وأنهى معظم التظاهرات العامة».
وأشاد التقرير، الذي يتم إعداده لإطلاع أعضاء الكونغرس ومساعديهم، بدور الكويت في تثبيت أمن المنطقة ومكافحة التطرف. وقال إن «الكويت تلعب دورا محوريا في الجهود الأميركية الهادفة لأمن منطقة الخليج» بسبب «استعدادها للتعاون مع إستراتيجية الولايات المتحدة وعملياتها العسكرية في المنطقة، وبسبب موقعها القريب من إيران والعراق، وبسبب كونها ضحية عدوان عراقي سابق».
وتابع ان الكويت صارت أكثر أهمية بالنسبة للولايات المتحدة بعد انسحاب القوات الأميركية من العراق في العام 2011، اذ ساعدت على إعادة ادخال العراق في العالم العربي وهي «تدعم الجهود الأميركية لاحتواء القوة الإيرانية وفرض العقوبات على إيران».
كما أشاد التقرير بمشاركة الكويت في شراء وبناء تكنولوجيا الدفاع الصاروخية الأميركية الهادف لإقامة درع صاروخية لمجلس التعاون الخليجي، مشيرا إلى أن الكويت «تحافظ على علاقات سياسية واقتصادية طبيعية نسبيا مع إيران حتى لا تثير غضب الجمهورية الإسلامية».
وعن الحرب ضد التطرف، أوضح التقرير أن «الكويت تدعم الجهود التي تقودها الولايات المتحدة لهزيمة "داعش" عبر وضع قواعدها الجوية ومنشآتها العسكرية الأخرى في تصرف التحالف الذي تقوده أميركا ضد "داعش"، رغم أن الكويت نفسها لا تشارك في عمليات التحالف العسكرية ضد التنظيم». كما أن التقرير أشار إلى ما اعتبرها تباينات أميركية - كويتية حول مزاعم مسئولين أميركيين تقول أن لا قدرة لدى الكويت لوقف تدفق الأموال الكويتية الخاصة لمتطرفين في سورية. ويضيف التقرير أن حكومة الكويت «تدعم الثورة التي يقودها السنَّة في سورية بالمساعدات الإنسانية فقط».