اختارت صحيفة «تايمز» البريطانية المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل «شخصية العام 2014»، بسبب جهود الوساطة التي تبذلها بين روسيا والغرب!
الاختيار جاء في مقال افتتاحي تحت عنوان «لا غنى عنها»، حيث أشادت بما أسمته «نفوذ ميركل على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين»! وأضافت: «إنها المرأة التي نحتاجها في عالم مليء بالرجال الخطرين... لقد ساعدت الغرب في التركيز على أهمّ قيمه»!
الاختيار يقوم على النظرة الغربية المتمركزة حول الذات، والتي ترى أوروبا مركز الكون. ومن شأن القارات الأخرى أن تختار لنفسها من تراه يستحق لقب «شخصية العام» عن جدارة واستحقاق، ليس بسبب نفوذها على شخصية رئيس آخر وإنما بما تنجزه وتتحلى به من صفات وقدرات.
ونعترف بأننا في الشرق ليس لدينا شخصيات وقيادات تاريخية كبرى، فدولنا - العربية خصوصاً - مفروزة على محاور متحاربة، ما فتئت تتقاتل بينها لتصفية حسابات بين رؤسائها كما كان يتقاتل زعماء القبائل قبل الإسلام، أو السلاطين وملوك الطوائف في القرن الهجري الثاني. والكل يتكلم عن انهيار النظام الرسمي العربي وشيوع الفوضى والدمار. وآخر خبر أوردته وكالات الأنباء هو الاجتماع الطارئ لمندوبي الدول العربية لمناقشة تفجّر الإرهاب في ليبيا، بعد أن تعاونوا على البر والتقوى وإسقاط أخيهم المناضل المعمّر القذافي!
لا زعامات تاريخية إذاً ولا قيادات كبيرة بمستوى هذه المرحلة، ولا صنّاع حدث. و «شخصية العام» هي من تصنع الحدث، وفي هذه الأيام الجهة الوحيدة التي تصنع الحدث، اسمها «داعش»! و «داعش» تنظيم عسكري «غامض»، تم دعمه من قبل جهات «غامضة»، وصرفت على تمويله عشرات المليارات من الدولارات، وكانوا يأملون أن يضع همته في إسقاط زميلٍ آخر لهم، ولكن «داعش» خدعهم جميعاً، وانقلب عليهم ليهدّدهم جميعاً بالالتهام، فرداً فرداً، وأخذ يطاردهم بيتاً بيتاً كما يفعل التمساح، وهو يضحك في إثر الجميع.
«داعش» إذاً الذي يستحق شخصية العام 2014، كتنظيم طبعاً، وإلا فإن زعيمه المدعو أبوبكر البغدادي هو الآخر لا يستحق هذا اللقب الكبير، لأنه تكشّف عن غباءٍ كبير. فقد تصرّف بحماقةٍ مثل أدولف هتلر، يريد أن يحارب العالم أجمع، وينتصر على الجميع، فألّب عليه الجميع حتى داعميه وأنصاره ومحبيه!
«داعش»، التنظيم إذاً هو شخصية العام 2014 عن جدارةٍ واستحقاق، فقد نجح في قلب المعادلات الإقليمية والدولية، وغيّر مسار الشرق الأوسط، الذي استطاع أن يوحّد الأعداء المتنافرين ويُجلسهم على طاولةٍ واحدة، ويرغم دولاً على تغيير سياساتٍ استمرت لعقود، ويعيد ترتيب التحالفات وإعادة تركيب المحاور السياسية!
«التايمز» اختارت ميركل، لأنها «ساعدت الغرب في الحفاظ على أهم قيمه»، أما «داعش» فنجح في تذكيرنا بأسوأ ما يحتويه تاريخنا من قصص القتل والبطش، التي كانت تجري في حروب الجاهلية، وما يرويه تاريخ السلطنات في الإسلام من سبي النساء وحكايات الجواري والإماء، وأعاد تمثيل مشاهد قطع الرؤوس على الطبيعة، وتعليقها على بوابات المدن الكبرى، مثل دمشق وبغداد والقاهرة.
إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"العدد 4504 - الإثنين 05 يناير 2015م الموافق 14 ربيع الاول 1436هـ
رد على زائر 11
هل قد تحقد على السيد نصر الله سيد نصر الله الوحيد فى العالم الي نصر شعب لبنان وشعب فلسطين وحمى مقام السيده زينب عليها السلام من الكفرة الدواعش انصحك ان تقرا الحقائق وتغسل كبدك كن الاحقاد والكاتب شريف ومنصف الله ينتقم من القتلة والكفار والظلمة
مهتم
اجترم وجهة نظرك . هذا ما تعتقده أنت ، اما الرأي الآخر هو ان حسن نصر الله وحزبه لم ينصروا الشعبين اللبناني أو الفلسطيني . ما عمله هو احتلال بيروت بقوة السلاح و قتل الشعب السوري . اما الشعب الفلسطيني فلم يستلم غير البيانات التي لا تسمن أو تغني عن جوع .
جيش السورى
اقول انه حمى مقام السيدة زينب عجل اش خانة جيش السورى ولا انته ما تعترف بهم مادام جيش السورى موجود فى سوريا هذى مهتهم مب مهمة حزب من الخارج قول الصراحة رايح ادافع عن طائفته (ولاية الفقيه)و يساعد بشار العلوى موالى لايران و يقتل الشغب السورى (السنة)الذى وقف ضد احتلال الايرانى لبلده
زائر 12
رجاء تقرا تعليقي مرة ثانية.. اعتقد انك ما فهمته...
المقال ...
مع احترامي لوجهة نظر الكاتب ولكني اعتقد بانه اغفل شخصية غيرت المعادلة التأريخيه بشكل غير مسبوق. فحين ان الغرب وامريكا وما يسمى بداعش قد دأبوا جميعا على تغيير خريطة المنطقه جغرافيا وسياسيا وتغيير جغرافية القوى المسيطرة في المعادلة الاقليمية, حينها برزت شخصية اسمها السيد حسن نصر الله وبرز حزب يسمى حزب الله فغير وبدد كل ما خطط له الغرب وغيرهم في الشرق الاوسط. ارجوا اني كنت منصفا.
هؤلاء
هؤلاء الظلمة من سلالة يزيد يريدزن الناس تسكت عن حقوقها او تسجنهم وتقتلهم انهم جنوود الشيطان لو كانو حقا مسلمين ويخافون الله ما فعلو هاده الاجرام فى شعوبهم المشتكى لله
شكرا لداعش
لقد ذكرونا بأسوأ ما في تاريخنا الاسود من مجازر وقتل ومذابح. شكرا لداعش!!!
كيف نحصل على قيادات؟؟؟
كيف نحصل على قيادات و حكوماتنا العربية هم أسود الغاب الذين يفترون لحوم الآخرين ليبقوا ....، هم لا يهتمون بتنمية الانسان و لا حتى بتوفير أساسيات الحياة، فيكف ننتظر ظهور قيادات ممن يبحثون عن الخبز؟؟!
بطل العام
دعموه ومولوه وانقلب عليهم