ربما لا يعرف كثيرون أن البحرين سبقت عدداً من الدول التي أصبحت من كبرياتها اليوم، وتحديداً الصين في إجراء أول إحصاء سكاني تقديري، وذلك في العام 1870، كما سبقتها في إجراء أول إحصاء سكّاني رسمي، وذلك في العام 1941؛ إذ أجرت الصين أول إحصاء لسكّانها في العام 1954. وعلى صعيد الدول العربية، كانت البحرين سبّاقة في هذا المجال أيضاً؛ إذ سبقت في ذلك الأردن التي أجري فيها الإحصاء السكاني في العام 1952، والعراق في العام 1957، والكويت في العام 1957، وفلسطين في العام 1961، واليمن الديمقراطية في العام 1973، وقطر في العام 1970، والمملكة العربية السعودية في العام 1974، وسورية في العام 1960، ودولة الإمارات العربية المتحدة في العام 1968، والجمهورية العربية اليمنية في العام 1975. في «لمحات من تاريخ البحرين» للباحث خليل المريخي، يمكننا الوقوف على الإحصاء والسنوات التي أجري فيها لعدد من دول الخليج والدول العربية وعدد من دول العالم التي كانت سبّاقة في هذا المجال.

وبحسب الفصل الأول الخاص بالإدارة، ضمن الباب المخصص للإحصاء، وجاء تحت عنوان «أول إحصاء للنفوس»، يشير المريخي إلى أن الإحصاء التقديري الذي عرفته البحرين في فترة مبكرة من تاريخها، كان يستند إلى كتب المؤرخين الذين كانوا زائرين، وتحديداً في مطلع القرن التاسع عشر، والقرن العشرين، وهي لا تتجاوز التقديرات الشخصية، وتعتمد على المشاهدة والتخمينات، وفي أحيان تستند إلى تقارير تقديرية لا تقوم على أسس صحيحة.

الإحصاء الأول قبل 74 عاماً

قال الجهاز المركزي للمعلومات إن «70 عاماً (74 عاماً مع نهاية العام 2014)، تمر على مملكة البحرين وهي تشهد تعدادها التاسع من انطلاق أول تعداد سكاني رسمي في العام 1941، لتصبح بعد هذه المسيرة الدولة الرائدة في المنطقة في عمليات حصر السكان ولتكون الدولة العربية الأولى في استخدام السجلات الإدارية وعينة المسح الميداني في عمليات التعداد السكاني الحالية متماشية مع احدث الوسائل والطرق المعتمدة في دول متقدمة».

مصادر غير رسمية

تأخذنا مثل تلك المصادر التي تعتمد الجانب الشفهي، أو ما يصلها من تقديرات لا تستند إلى أسس تتبّع ورصد صحيحين، إلى العام 1863؛ إذ قُدَّر عدد «سكّان البحرين وقتها بـ 70 ألف نسمة، وفي مكان آخر، ذُكر أن عددهم في نهاية العام 1908 وصل إلى 100 ألف».

لم يقتصر الإحصاء على النفوس، بل اشتمل وبصورة تقديرية على البيوت والزراعة والحيوانات في العام نفسه.

بين العام 1941 - 1981

بالجدول المرفق في باب «أول إحصاء للنفوس...» نقف على الإحصاءات للفترة ما بين العام 1941 وصولاً إلى العام 1981، متضمنة البحرينيين والمقيمين. ففي يناير 1941، بلغت الإحصاءات 89970، على النحو الآتي: 74040 بحرينياً، و 15930 غير بحريني، وفي مارس/ آذار 1950 بلغت الإحصاءات 109650، على النحو الآتي: 91179 بحرينياً، و 18471 غير بحريني، وفي مايو/ أيار 1959، بلغت الإحصاءات 143135، على النحو الآتي: 118734 بحرينياً، و 24401 غير بحريني، وفي فبراير/ شباط 1965 بلغت الإحصاءات 182203، على النحو الآتي: 143814 بحرينياً، و 38389 غير بحريني، وفي أبريل 1971 بلغت الإحصاءات 216078، على النحو الآتي: 178193 بحرينياً، و 37885 غير بحريني، وفي أبريل/ نيسان 1981 بلغت الإحصاءات 350798، على النحو الآتي: 238420 بحرينياً، و 112378 غير بحريني.

المناطق وكثافة السكَّان في العام 1981

وبالعودة إلى تعداد السكَّان العام 1981، وضمن 11 منطقة التي تغطي البحرين وشملها التعداد وهي: الحد، المحرق، المنامة، جدحفص، المنطقة الشمالية، سترة، المنطقة الوسطى، مدينة عيسى، الرفاعان الشرقي والغربي، المنطقة الغربية، وجزر حوار، نقف على الأرقام الآتية: بيّنت الأرقام أن الحد حَوَتْ 7111 نسمة، المحرق: 61853، المنامة: 121986، جدحفص: 33693، المنطقة الشمالية: 22117، سترة: 22993، المنطقة الوسطى: 16776، مدينة عيسى: 21275، الرفاعين الشرقي والغربي: 28150، المنطقة الغربية: 14503، وجزر حوار: 21 شخصاً.

شائعات/ طرائف

مع عدم وعي الناس في تلك الفترة الزمنية بأهمية التعداد السكّاني، وتزامنه مع قيام الحرب العالمية الثانية، رافق عملية التعداد كثير من الشائعات التي لم تخْلُ من طرافة، وأغلبها يصبّ في خانة إرباك الناس والتشويش عليهم كي لا يتجاوبوا مع الموظفين الذين تم تخويلهم بالإحصاء، من بين تلك الشائعات بحسب «لمحات من ماضي البحرين»، أن «الحكومة تنوي من وراء التعداد تسجيل القادرين على حمل السلاح من أبنائها، وذلك بإلحاقهم بالجيش البريطاني للمشاركة في الحرب العالمية الثانية؛ بينما قالت شائعة أخرى، إن الحكومة تنوي فرض ضرائب لغرض بناء بلديات في مختلف أنحاء البحرين، أما الشائعة الثالثة فقد ذهبت إلى أن الحكومة تنوي التفتيش على البيوت لمعرفة الحالة الصحية فيها؛ إذ من المعروف أن الناس كانوا يخبّئون أولادهم المصابين بالجدري خوفاً من نقلهم إلى المحجر الصحي». بروز مثل تلك الشائعات نبّه الحكومة في التعدادات المقبلة إلى القيام بمزيد من حملات التوعية والتثقيف، ووضع المواطنين أمام الأهداف التي يسعى إليها التعداد؛ الأمر الذي آتى ثماره في السنوات اللاحقة، وبات أمراً اعتيادياً مع مرور الوقت.

مقارنات «الوسط» للعام 2010

بالعودة إلى الإحصاءات التي أعلنها الجهاز المركزي للمعلومات بتاريخ 6 فبراير/ شباط 2011، يتبيّن أن مجموع عدد السكان بلغ 1,234,571 مقابل 1.106.509 في العام 2010.

صحيفة «الوسط» من جانبها، اشتغلت على المقارنات لتحديد حجم الطفرة التي حدثت خلال عام، للفترة ما بين فبراير 2010 وفبراير 2011، بحسب ما بيّنه تقرير الزميل حيدر محمد.

وأوضحت مقارنات «الوسط» وجود «طفرة كبيرة في عدد المواطنين بلغت أكثر من 30 ألف مواطن خلال عام واحد فقط (بين فبراير 2010 وفبراير 2011). كما كشفت وجود زيادة كبيرة في عدد الأجانب بلغت 148 ألفاً و804 أجانب خلال عام أيضاً».

كما تكشف الفروقات «بين عدد السكان في البحرين خلال العامين (2007 - 2011) أن عدد البحرينيين شهد ارتفاعاً بمقدار 38953، فيما قفز عدد الأجانب إلى 148804 استناداً إلى الأرقام التي أعلنها وزير شئون مجلس الوزراء وقتها، الشيخ أحمد بن عطية الله آل خليفة، في رده على سؤال النائب السابق الشيخ علي سلمان في العام 2007. كما بيّنت الإحصاءات السكانية الجديدة المعلنة وصول عدد البحرينيين من غير المسلمين إلى ألف و170 مواطناً.

تبقى الإشارة إلى أن البحرين أجرت التعداد السكاني في الأعوام الآتية: 1941، 1950، 1959، 1965، 1971، 1981، 1991، 2001، 2010.