منحت الحكومة الإسلامية المحافظة في تركيا ترخيصا لبناء كنيسة جديدة في اسطنبول للاقلية السريانية، في أول خطوة من نوعها منذ إعلان الجمهورية التركية في 1923، وفقاً لما أعلنه مصدر حكومي لـ «فرانس برس» أمس السبت (3 يناير/ كانون الثاني 2015).
وقال المسئول الذي اشترط عدم الكشف عن اسمه «إنها المرة الأولى منذ قيام الجمهورية. لقد تم ترميم وإعادة فتح كنائس أمام الجمهور لكن لم يتم حتى الآن بناء أي كنيسة جديدة».
وأبلغ رئيس الوزراء أحمد داود اوغلو القرار إلى قادة الاقليات الدينية اثناء لقائه بهم في اسطنبول الجمعة.
وهناك أقلية مسيحية صغيرة تعرضت لهجمات أحياناً في تركيا، الدولة العلمانية التي يسكنها 99 في المئة من المسلمين وحيث يتهم النظام من قبل منتقديه بأخذ البلاد نحو «مزيد من الأسلمة».
ويبلغ عدد المسيحيين بين 90 إلى مئة ألف من أصل 76 مليون نسمة.
وفي العام 2007، لقي ثلاثة مسيحيين كانوا يعملون لدى دار نشر مختصة بالكتاب المقدس مصرعهم ذبحاً في شرق تركيا.
وقامت الحكومة التركية التي تسعى للانضمام إلى الاتحاد الاوروبي بمنح المزيد من الحقوق للأقليات الدينية وترميم الكنائس والكنس اليهودية والأديرة واعادت بعض ممتلكاتهم التي تمت مصادرتها العام 1936 .
وسيتم بناء الكنيسة في منطقة يشيل كوي المطلة على بحر مرمرة على أرض قدمتها بلدية اسطنبول التي يسيطر عليها حزب العدالة والتنمية الإسلامي، بحسب المسئول.
وسيتم تمويل بناء الكنيسة الذي سيبدأ في غضون أشهر من قبل مؤسسة تدافع عن حقوق السريان (الارثوذكس والكاثوليك) الذين يعيش غالبيتهم جنوب شرق تركيا ويقدر عددهم بعشرين ألف شخص.
وتقع منطقة يشيل كوي في الجانب الأوروبي من اسطنبول ويعرفها الأوروبيون باسمها القديم سان ستيفانو، ويوجد فيها ثلاث كنائس للأرمن والارثوذكس والكاثوليك.
وزار البابا فرنسيس تركيا لثلاثة أيام في أواخر نوفمبر الماضي وأعرب خلالها عن قلقه حيال المسيحيين في الشرق المهددين من قبل الجهاديين في العراق وسورية.
العدد 4502 - السبت 03 يناير 2015م الموافق 12 ربيع الاول 1436هـ