العدد 4501 - الجمعة 02 يناير 2015م الموافق 11 ربيع الاول 1436هـ

مظاهر عادات فصل الربيع في الريف البحريني

المظهر الاول:

التقليد الذي درج عليه الأطفال والفتية والفتيات عند غروب اليوم الأخير من صفر بالتوجة جماعات وزرافات إلى براحات وبراري القرى؛ لاشعال النار في اكوام متفرقة من أعواد نباتات الأعشاب البرية الجافة المعروفة في اللهجة القروية بـ «القضقاض» وغيرها من الأعشاب وأغصان الاشجار الجافة الأخرى كالسعف حيث تتحلق كل مجموعة حول كل كومة على حدة وتتقافز عليها والنار مشتعلة مرددين:

حرقناك يا صفر

على طوير واعتفر

حرقناك يا صفر...

يابو المصايب والكدر

اطلع يا صفر عنا

وخلنا اليوم نتمنى

او طلع صفر واميمتي سالمة

عدوة امي في القبر نايمة

ولا شك في ان هذا المقطع الاخير يعبر عما كان يموج في المجتمع النسائي حينذاك من نميمة وخصومات متبادلة لا تتورع خلالها احيانا النساء عن اقحام اولادهن فيها، وان كان جانب كبير من هذه العادة السيئة مازال متبقياَ الى يومنا هذا، سواء في المجتمع الريفي ام المجتمع المدني، لا بل ما زالت تسود قطاعات واسعه من مجتمع الرجال.

ولا شك في ان عادة اشعال النيران تشاركنا فيها فئات من المجتمعات الخليجية الأخرى والمتماثلة معنا في الثقافة الشعبية الدينية، كالكويت والمنطقة الشرقية بالسعودية ومناطق جنوب العراق حيث يقوم الأطفال والفتية عند غروب هذا اليوم الاخير من صفر ايضاَ باشعال سعف النخيل وهو يحترق مرددين:

راح صفر

جانه ربيع

يا محمد يا شفيع

طلع صفر

واحنا سلامات

وسواء تعلق الأمر بممارسة هذا التقليد في البحرين ام في العراق ام اي مجتمع خليجي آخر فانه عادة ما يصاحبه قيام النسوة ايضا في مثل هذا اليوم بجمع الأواني الفخارية او غيرها من الأواني الصينيه أو الأواني الأخرى والأثاث والحاجيات المستهلكة لرميها خارج المنزل او اتلافها او تكليف الاطفال بحرقها ضمن كومات حرائقهم المشتعلة المشار اليها انفا.

والراجح للمتأمل في مسلكيات ومظاهر هذا التقليد، كاشعال النيران والقفز عليها واتلاف الحاجيات القديمة، أن هذا التقليد وافد علينا من تقاليد وعادات الشعب الايراني في عيد النيروز حيث مازالت تمارس هذه الطقوس من قبل قطاعات غير قليلة من الايرانيين، ولا سيما منذ عهد الرئيس السابق محمد خاتمي الإصلاحي، والأرجح ان تسرب هذا التقليد الينا جاء في فترة تزامن فيه فصل الربيع حيث عيد النيروز خلال شهر مارس مع شهر ربيع الهجري وحيث إن فئة واسعة من الشعب الايراني تتشابه في ثقافتها الشعبية الدينية مع ثقافة ريفنا البحريني.

المظهر الثاني

وهو تقليد عادة ما يمارس في مطلع شهر ربيع، والمتمثل فيما يمكن أن نطلق عليه كذبة اول ربيع الموازية لكذبة اول إبريل، حيث يلجأ الأطفال والفتية والنسوان الى ايقاع اصدقائهم او معارفهم بمقالب تصديق كذبة مثيرة وحينما تنطلي على المكذب عليه يجرى الترديد عليه تقريعاَ وتباهياَ بانطلاء الكذبة عليه:

احا خله وياه... خليه يداعس وياه

اي بمعنى دعه يتعفر صريعا من الحرج ضحية لسذاجته بانطلاء الكذبة عليه.

وكما نرى فان هذا التقليد ايضاً يرجح أن يكون شعبنا اقتبسه وتأثر به من تقليد كذبة ابريل الغريبة حيث جذورها ايضا تعود الى هذا الموسم من الربيع.

العدد 4501 - الجمعة 02 يناير 2015م الموافق 11 ربيع الاول 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 10:04 ص

      ياسلام

      اللة يرحم والديك دكرتني بي ايام الطفولة والمرح
      اللة يرحم اهل الزمان الاولي

اقرأ ايضاً