العدد 4501 - الجمعة 02 يناير 2015م الموافق 11 ربيع الاول 1436هـ

سؤال.. في آخر المقال؟

سعيد محمد saeed.mohd [at] alwasatnews.com

أعترف بأنني استخدمت ذلك المصطلح من جيبي... «عار البلد»، في مقال سابق تحدثت فيه بكل صراحة عن أطراف التأزيم في البلد وأتباعهم والمطبلين والمصفقين لهم، فذلك العار، الذي لا يشرف في أي بلد في العالم لا حكومات ولا سلطات ولا يحزنون، يرقص حاملوه دائماً كلما رأوا مرحلة تأزيم جديدة تعصف بالبلاد. ولعل من المهم أن نقول للحكومة ولكل من يعنيهم الأمر ويعون المخاطر: أصحاب تلك النفسية لا يشرفون أحداً ولا حتى الأباليس.

ولنتحدث بصراحة، يعلم ولاة الأمر والمسئولون وأبناء العوائل الحاكمة بل وحتى أبناء الأباطرة والرؤساء، من هو المنافق اللاهث وراء مصالحه الشخصية وجيوبه الذي يتاجر بحب الوطن والولاء للقيادة برياء زائف، ومن هو العنصر الوطني المخلص الذي، ربما يكون صاحب لسان طويل وطبع مشاكس وعنيد، لكنه شديد الإخلاص للوطن ولأهله، مهما توالت التهم والافتراءات وأقيمت حفلات الزار فرحاً باتهامه وتشويه صورته بالعبارات التي لم يعد لها مكان إلا في عقول وعلى ألسنة جماعة «عار البلد».

الأمين العام لجمعية الوفاق الوطني الإسلامية الشيخ علي سلمان موقوف على ذمة التحقيق.. خير إن شاء الله! فكل صاحب عقل يدرك أن الشيخ علي سلمان شخصية وطنية معارضة ذات موقع وتأثير في الساحة الداخلية، لكن أن يتشفى جماعة العار والاتهامات والطائفية وأهل الشتائم القبيحة من شخصية وطنية، اختلفت أو اتفقت معها، ليصل الحال إلى تشغيل شبكات الكترونية في الخليج والعالم العربي والإسلامي للنيل حتى من أسرته! أعتقد أن في ذلك دليلٌ على أنه لو اجتمعت فلول «عار البلد» ما كانت لتصل إلى نصف صدقه وإخلاصه للوطن، مهما كان الخلاف العقائدي والسياسي بينه وبين مناوئيه.

وللتذكير، فإن تلك الجماعة (جماعة عار البلد) التي لا تشرف لا البلد ولا الحكومة ولا السلطات، يمكن أيضاً أن نضم معها أولئك الذين انتشروا إلكترونياً عبر وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي الحديث، بما فيهم من عور وعمى وقلوب شوهاء، ليستهدفوا أعراض الناس وحرماتهم، وخصوصاً الناشطين من سياسيين وحقوقيين وإعلاميين، مع أنه سبقتهما الكثير من ممارسات العار لاستهداف المخالفين، إلا أن جماعة «عار البلد» لا وطنية صادقة لهم، وهم ينشطون لفقدانهم القيم الدينية، ولإفلاسهم فكرياً وثقافياً واجتماعياً، وسقوطهم أخلاقياً.

هنا، في بلادنا العزيزة الغالية الصغيرة المساحة، والواضحة «التأزيم» سياسياً... خصوصاً مع نشاط مطلبي شديد متجدد - شئناً أم أبينا - لا يمكن من وجهة نظري الوصول إلى حل للأزمة إلا من خلال اتجاهين: الأول، وهو الرئيس المطلق الأصح: أن يكون الحوار بين السلطة والمعارضة «المعارضة ولا أحد غيرها»، والمسار الآخر، هو تصحيح العلاقة مع أي مكون من مكونات الشعب تعرض للظلم عبر تفعيل منهج الإنصاف والمصالحة، وتلك بلا ريب تشمل تطبيق توصيات البروفيسور محمود شريف بسيوني، ليس بمساءلة ومحاسبة وتوقيع العقوبات على من تجاوز القوانين وانتهك الحقوق وأغرق الوطن في الطائفية ومحاكم التفتيش والازدراء وتشجيع الصدام الطائفي ولي يد القانون... بل يشمل كل من أضرّ بالوطن... فليس كافياً أن نقول بأن هذا خائن، وذاك إيراني، وهؤلاء يقتلون الشرطة، وأولئك يصنعون القنابل والدمار... القصاص القصاص... نعم، كل ذلك يجب أن يجرى على فاعل حقيقي، لا على مواطن بريء كتب اعترافه بنجيع دمه تعذيباً!

وربما كان من بين هذا المسار، حوار عام توافقي «للنظر في الأجواء التي سيحققها حوار السلطة والمعارضة» تماماً كما كان ومضى على غرار حوار التوافق الوطني في صيغته التي رأيناها (ملتقى أو منتدى لا أكثر ولا أقل)، على أن تكون الأهداف بالدرجة الأولى لدى السلطة والمعارضة، هي الاحتكام لمبادئ سمو ولي العهد السبعة، باعتبارها الخيار المتاح والأسلم لإنقاذ البلد، تيسيراً للجهد والوقت، وتحقيقاً للفائدة وإصابتها إصابة تامة.

يا جماعة، حكومة ومسئولين، معارضة وموالاة، إعلاماً وطنياً وإعلام سيئاً، يا ناس، لا يمكن الإستهانة بالأوضاع والمخاطر الأقليمية ونحول المجتمع البحريني الرائد في مجالات العلم والثقافة والفكر إلى مجتمع يستلذ بالصدام الطائفي والتفاهات. ولا يمكن أن يغيب عن الساحة شخصيات بحرينية من مفكرين ووجهاء ورجال أعمال ورجال فكر ونتركها لجماعة «عار البلد». لذا، أن تمارس حقاً من حقوقك المشروعة في التعبير عن رأيك بالوسائل التي كفلها الدستور، وتطالب بحقوقك متجاوزاً سياج الخيانة والارتباط بالخارج، لا يعد خيانة عظمى إلا في عقول عشاق التدمير والطائفية والتمييز والتأزيم ودولة «اللاقانون»، فيبقون مجرد راقصين على آلام الوطن، وبهذا هم من يسير إلى السقوط.

سؤال في آخر المقال: بكل صراحة: إذا كنتم لا تريدون كلام الحق وصوت الإخلاص للوطن الطيب وللمواطن الكريم، فلماذا تحبون المنافق والمطبل؟ الله أعلم.

إقرأ أيضا لـ "سعيد محمد"

العدد 4501 - الجمعة 02 يناير 2015م الموافق 11 ربيع الاول 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 22 | 5:07 م

      رد على زائر 8

      اقتباسا عن زائر 20 | زبدة القول هنا 2015-01-03 | 6:34 مساءً
      "شوف، هناك طبالة وهناك زماره وأيضاً هناك رقاصين، وأنا متيقن بأنك واحد من هؤلاء
      عاد انت أختار ما يناسبك من هؤلاء
      آخر كلمة هي شكراً للكاتب وشكراً للوسط"
      يعني الزبدة المزبدة, ان احنا ندري عنكم و انتم خسائر من ميزانية الدولة في نظري, الفلوس اللي تنصرف لكم لو تروح في زيادة الرواتب او عالاقل عالاقل تحسين البنية التحتية للملكة احسن. ما نقول الا الله كريم و من بعد الصبر فرج باذن الله

    • زائر 18 | 6:51 ص

      زبدة القول

      قرأت عمودك وأعدت قراءته ولكن هل تريد لأشخاص ألا يفرحو لحبس مؤزم ومحرض؟ فليفرح المؤمنون وأنت وأقرانك لكم ما تستحقون، أما مسألة وطنية علي سلمان فيكفي للرد عليها عرض عدد سفراته واستقوائه بالخارج حتى يعلم الجميع حله للوطن!

    • زائر 20 زائر 18 | 10:34 ص

      زبدة القول هنا

      شوف، هناك طبالة وهناك زماره وأيضاً هناك رقاصين، وأنا متيقن بأنك واحد من هؤلاء
      عاد انت أختار ما يناسبك من هؤلاء
      آخر كلمة هي شكراً للكاتب وشكراً للوسط

    • زائر 17 | 6:32 ص

      واضح المقال

      موب معقولة ملاحضتك يا خوي... المقال واضح والمشكلة بين المعارضة والحكومة فنصف المجتمع الآخر للأسف محد من قياداتهم ثقة يحمل صوتهم شطار حق لفلوس والشيكات والأراضي و يتركونك وهوب نشادين فيك وهم محسوبين على الحكومة أي شي تقوله لهم... سمعا وطاعة حاضرين طال عمرك... ذي الحقيقة بدون زعل

    • زائر 16 | 6:08 ص

      صراحة

      روعة موضوعك ياريت كتاب الحكومة يجوزون عن الفتن والطائفية من كتاباتهم الشيطانيه ويتعلمون كلام الله الحق فى شعبهم كل هاده اسونه لاجل الفلوووس اين الانسانيه اين الضمير كفاكم كذب فى مقالاتكم لقد زرعتون الفتنه بينه احبائنا السنه كفاكم ظلم هل الفلووس ستنجيكم من عذاب الله الله لايرضى بالظلم اوتعوا يا كتاب الحكومة محد راح ينفعكم فى دنياكم الي العمل الصالح

    • زائر 15 | 5:28 ص

      محب الوطن الحل ليس بتفريق المواطنين مذهبين هذه كارثة 1245

      صباح الخير للجميع ماغير اتحاد المواطنين يحل الأزمة السياسية وهل بالطائفية يجيء الخير ونشوف لبنان سوريا العراق اليمن والله لو طال الزمن لا يصلون إلا إلى الفراق والتناحر والكراهية فلماذا لا نتعض من الصدام المذهبي فيهم ونقسم الشعب شيعة وسنة هذه الحقيقة وليست معارضة وموالاة وكل جمعية تسمى باسمها الصحيح االمذهبي وهل من وراء الخلاف الديني في السياسة غير الفتنة فهل في سبب غير هذا يمنع اتحادنا والله البحرينيين معروفين بطيبتهم

    • زائر 13 | 4:47 ص

      الحقيقة

      السلطة تريد جيشا من المنافقين المتسلقين الكذابين بالرغم من معرفتها لهم وبكذبهم هذا لا يهم المهم ان يقفوا الى جانبها

    • زائر 12 | 4:11 ص

      المقال جدا" قوي

      نعم الحقودين ، الشماتين، و الطائفيين في قلبهم غل على المعارضة وتم إظهاره بعد اعتقال سماحة الشيخ علي سلمان وهم لا يعتبرون من الماضي و ياما ارتدت عليهم الصفعات وليس بالأمور الداخليه فقط وإنما أيضا بالخارج كما حصل لميولهم كداعش المجرمة ! وصدق من قال ( أن لم تستحي فافعل ما تشاء ) وليس لديهم أي نقطة حياء و سنرى من سيضحك بالنهاية يا أصحاب الأقلام الصفراء :)

    • زائر 10 | 2:41 ص

      لا اتفق مع علي سلمان

      أستاذ سعيد صباح الخير لك وللجميع.. ليت مع طائفة علي سلمان ولا اتفق معه في الكثير من الأمور ومع ذلك لا أراه إلا سياسياً محنكا وطنياً مخلصاً والتهم الموجهة إليه كلها التسع لا يمكن اثباتها عليه إطلاقاً وأعتقد أنه يتوجب على العائلة الحاكمة التخلص من المنافقين والمستشارين الجهلة واستبدالهم بالمخلصين من أبناء الشعب

    • زائر 9 | 1:08 ص

      بارك الله فيك

      هنا مربط الفرس. الحل بسيط وهو معاملة الجميع سواسية بدون تمييز ولكن هؤلاء يريدون كل شيء. هم كما قلت. عنوان المقال والسؤال آخر المقال

    • زائر 8 | 12:19 ص

      انت تطلب إلغاء نصف المجتمع

      الا تستحي من ما تقول انت تطلب إلغاء نصف المجتمع و كأنه لا وجود لهم و ليس لهم حقوق أبداً ؟

    • زائر 7 | 11:31 م

      يحبون جماعة العار

      لأن الطيور على أشكالها تقع.

    • زائر 6 | 11:15 م

      كلام في الصميم

      شكرا للكاتب،،
      وعلى فكرة مجموعة من جماعة العار تشوفهم يوميا مهمتهم الرد في تعليقات الوسط بالتهجم على رموز وجماهير المعارضة.. بس نفسي أعرف كم رواتبهم ههههه

    • زائر 11 زائر 6 | 2:54 ص

      دينار إلى عشرة دينار

      التعليقات في الصحف وتويتر دينار..
      في المواقع الإلكترونية.. موضوع الشتم والتكفير خمسمائة كلمة بعشرة دنانير..
      إدارة شبكات الهجوم والتشويه بكل الوسائط.. 300 دينار شهريا..
      أخوكم : واحد منهم سابقا والكاتب يعرفني لأن كنت طالب عنده

    • زائر 5 | 11:09 م

      لقد شتموه في السابق بأقذر الألفاظ وهو في الخارج ثم عاد واصبح نائبا في البرلمان

      يبقى الشيخ علي سلمان رجل وطن مخلص مهما قيل ويقال ويحال الى التحقيق فهو رجل الشرف والنضال السلمي ورميه بحجارة هؤلاء هو دليل على انه قمّة من قمم الوطن. والا لو لم يكن كذلك فلما تقرّب هؤلاء بشتمه ولأنه شخص مؤثر في الحراك البحريني وحافظ للحراك من الانزلاق نحو العنف

    • زائر 4 | 10:47 م

      .....

      تم صرف ملايين للمؤزمين وهي تعلم مدى نفاقهم واستعملتهم كورق حمامات لتنظيف مابعد قضاء الحاجه

    • زائر 3 | 10:39 م

      مقال مع قهوة الصباح

      اضاف مقالك لإفطار الصباح نكهة الماضين - القلوب الصافية من الحقد الطائفي، من بنوا البحرين الحاضرة وزرعوا بنياتهم الطيبة توفيق ونجاحات هذه البلد الفريد في تلاوينه وخليط معتقدات مكوناته، أبشرك يا أستاذ سعيد إنّ هذا البلد سيبقى بل هو باق كالبحر بصفائه على عهده مهما لوثته "بقع الزيت" وفي باطنه الجواهر تتلالئ وسرعان ما يعود لصفاءه وعطاءه عندما يتم البيان ويأذن الله وينقشع عنه ظلم الأخ لأخيه الإنسان. أخوك المحب لك ولقراءاتك أبوخالد.

    • زائر 2 | 10:08 م

      لا تخف ولا تحزن هم للأستخدام مرة واحدة فقط

      قلنا ونعيد الحكومة تعرف أن هؤلاء مطبلين ومنافقين وكتاب مناسبات لا وطنية لهم ولا أخلاق لهم ولا يحبون البلد وإنما هم أفاقون يحبون مصالحهم الشخصية ويحبون المناصب ويحبون المال حبا جما ، والحكومة تعرف ذلك جيدا وليس خافيا عليها وتعتبرهم ورقة تلعب بها، أشبههم بمحارم ورق الكلينكس تسخدمهم السلطة ومن ثم ترميهم في سلة المهملات. حتى أنهم يعرفون ذلك جيدا واعترفوا بذلك في تقريرهم المشئوم ويعرفون أنها فرصة لهم ولابد من اقتناصها فقد لا تعود لهم مرة أخرى. الحكومة لا تستطيع أن تكرة المطبلين والمعارضين في آن واحد.

    • زائر 1 | 10:02 م

      هم يبغون هذا هم الامرون

      كلهم ريموت كنترول هم مأمرون وينقدون لكأنك تؤذن في خرابة ونقول لن يهزنا شتمهم فالعيب فيهم ومن أمرهم ومن غطاهم وهم معروفون

اقرأ ايضاً