العدد 4501 - الجمعة 02 يناير 2015م الموافق 11 ربيع الاول 1436هـ

2014... بدأ بـ «حوار» وانتهى بـ «مواجهة»

هاني الفردان hani.alfardan [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

دخلنا يوم الخميس الماضي العام الجديد (2015) مخلفين وراء ظهورنا عام 2014 بكل ما فيه من خيره وشره، وألمه وسعادته، وأفراحه وأحزانه.

نخلف وراء ظهورنا عاماً «دراماتيكياً» بتحولاته، ومراحله، وتقلباته السياسية، فقد شهد ذلك العام في مطلعه أملاً «رغم محدوديته» لحل أزمة سياسية خانقة، وشهد العام ذاته نهاية ذلك «الأمل».

في مطلع العام الماضي (2014) ومن دون أي مقدمات أعلنت جمعية الوفاق في (15 يناير/ كانون الثاني 2014) عن لقاء جمع ولي العهد النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، والأمين العام لجمعية الوفاق الشيخ علي سلمان، بحضور مساعده السياسي خليل المرزوق، والقياديين بالجمعية عبدالجليل خليل وجميل كاظم. تم خلاله الحديث عن دعوة أو مبادرة جديدة جادة للحوار.

ومن دون مقدمات أيضاً شهدت تلك الدعوة حملة «مجنونة» من قبل الرافضين للحوار، بلغت أشدها سياسياً في أروقة السلطة، وتم الحديث عن خلافات علنية بين القوى المتصارعة، ظهرت للسطح من قبل مجموعة مغردين «موالين» قد أعدوا من قبل لهذه اللحظة عبر اجتماعات رسمية من أجل توجيه ما قلنا عنه من قبل «ضربة استباقية» لأية محاولة جادة إصلاحية.

ما يمكن أن نسميه بـ «حوار ولي العهد 2014»، جاء في ظل وجود دعوات سابقة من سمو ولي العهد للحوار كانت في 2011، و2012.

المشهد التاريخي القريب يبدو أنه يعيد نفسه، فمبادرة «حوار ولي العهد 2011»، التي طرح فيها المبادئ السبعة المعروفة، انتهت مع إعلان حالة السلامة الوطنية بعد يوم واحد فقط من طرحها! أما مبادرة «حوار ولي العهد 2012» التي أعلن عنها في السابع من ديسمبر/ كانون الأول 2012 خلال افتتاحه منتدى حوار المنامة، فانتهت هي الأخرى بعبارة «فهمتموها غلط»، وحُوّرت بعد ذلك لحوار آخر وضعت معالمه وقوالبه السلطة وتسلم زمامه وزير العدل والشئون الإسلامية والأوقاف، حتى عُلّق في (8 يناير 2013).

«حوار ولي العهد 2014» كان غير واضح لمدة طويلة، في ظل اكتفاء سمو ولي العهد بظهور إعلامي واحد فقط في (15 يناير الماضي) بلقاء أطراف الحوار.

يوم الثلثاء 17 سبتمبر/ أيلول 2014 شهد نقطة تحول جوهرية في مسيرة «حوار 2014» عندما أعلن عن لقاء جمع ولي العهد، بقصر الرفاع بعددٍ من الأعيان وشخصيات المجتمع (من دون أقطاب المعارضة)، وتناول اللقاء ما تحقق من خلال تفعيل المشاركة الشعبية واستمراراً للأخذ بمنهج التوافق، وإطلاع الأعيان وشخصيات المجتمع وأخذ رأيهم حول ما تم التوصل إليه بالمحور السياسي في استكمال حوار التوافق الوطني والمتضمن إطاراً واضحاً يمثل قاسماً مشتركاً بين جميع الأطراف المشاركة. إذ كشف ذلك اللقاء عن مساحة «الاختلاف» بين السلطة والمعارضة حول الأزمة السياسية، وتحولت السلطة من لغة «التوافق» إلى «القواسم المشتركة» وطرحها مشروعاً سياسياً لم تقبله المعارضة، التي سارعت أيضاً بعد ذلك لتأكيدها مقاطعة الانتخابات النيابية في نوفمبر/ تشرين الثاني 2014.

رغم الحديث عن أن لا أزمة سياسية في البحرين، وأن الأمور عادت لطبيعتها بعد أحداث 14 فبراير/ شباط 2011، إلا أن الواقع يؤكد عكس ذلك، فالأزمة السياسية بلغت أشدها بين الغريمين السلطة والمعارضة، فما لم تقدم عليه السلطة في أوج قوتها وحملتها الأمنية في منتصف مارس/ آذار 2011، مع إعلان حالة السلامة الوطنية وحملة الاعتقالات الواسعة التي طالت قيادات ورموز سياسية ونشطاء وجملة التجاوزات السياسية والقانونية والحقوقية التي وثقها تقرير لجنة تقصي الحقائق، أقدمت عليه في نهاية العام 2014 وذلك باعتقال من يعتبر، ويعرف محلياً وحتى دولياً بقائد المعارضة البحرينية الأمين العام لجمعية الوفاق الشيخ علي سلمان.

في فترة السلامة الوطنية، ارتكبت السلطة وباعترافها أخطاء جسيمة سياسياً واجتماعياً وحقوقياً، وثقها تقرير السيد بسيوني، واعترفت بها السلطة رسيماً، ومع ذلك بقيت قيادات الوفاق تمارس دورها السياسي، مع بعض المضايقات «البسيطة» تمثلت في الاستدعاء والتحقيق والمحاكمات ومنع من السفر.

التفسير المنطقي لاعتقال الشيخ علي سلمان يؤكد أن البحرين تعيش أزمة سياسية «ملتهبة مخفية» تساوي أو تفوق ما عاشته في العام 2011 من أزمة «ملتهبة علنية»، وهو الأمر الذي جعل من السلطة تقدم في نهاية 2014 على ما لم تستطع وتحاشت فعله في 2011.

إقرأ أيضا لـ "هاني الفردان"

العدد 4501 - الجمعة 02 يناير 2015م الموافق 11 ربيع الاول 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 29 | 8:21 ص

      الرهان

      الرهان يجب أن يكون على الشعب لا على دول هي أصلا تحتاج لمن ينقذها من شرها فلا أمريكا ولا الدول المجاورة ولا بريطانيا تريد خير لشعوب المنطقة الكل يبحث عن مصالحه , ويدعون كذبا عندما يتحدثون عن تهدئه وضبط النفس ومن جهة أخرى هم يباركون التأزيم وخلق الفتن والنزاعات بين الحكومات الشعوب .

    • زائر 28 | 6:45 ص

      اجهاض الحوار قبل الولاده .

      لان الارضيه لم تكن مناسبه تماما . ( ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب ومن يتوكل على الله فهو حسبه ان الله بالغ أمره قد جعل الله لكل شيء قدرا ) صدق الله العلي العظيم سبحانه . تحيه لزائر 20 و21 على الكلام الرائع .

    • زائر 26 | 5:44 ص

      رد على الدوسرى و5

      انتم لاتريدوون الخير للبلد انتم .......لاجل مصالحكم الاخ هانى كلامه صحيح وكلام الحق لا احد من الظلام يشتهيه الحكومة لاتريد احد ان يشاركها فى اموال الشعب المظلوووم فتفعل اى شى من الظلم للمحافضة على سرقاتها لاكن شعب البحرانى ماراح يتنازل عن حقوقه الى يوم الدين سناخد حقوقنا باذن الله

    • زائر 24 | 5:19 ص

      رقم 8 الجمهورية التي تعنيها حققت نصرا على ربعك الصهاينة وحققت ايضا

      ساهمت في تحقيق النصر لحزب الله ثم للاخوة الفلسطينيين والذي تخلى العرب عنهم ووقفت مع نظام الأسد لأنه وقف معهم ولأنهم يعرفون هدف اطاحة نظام الاسد وهو ضرب ظهر المقاومة. ثم وقفت مع الحكومة العراقية وأوقفت المدّ الداعشي ووقفت مع الثورة اليمنية وحققت لهم ما يطمحون له

    • زائر 22 | 4:08 ص

      عندما تكتب تيصيب الحقيقة دوماً

      مقالاتك دائماص في كبدة الحقيقة

    • زائر 19 | 2:35 ص

      صبرا صبرا

      أتوقع أن الأزمة الملتهبة في البحرين ستستمر لما بعد 2015..فأزمة عمرها مآت السنين ليست بهذه السهولة حلها و لكن يجب أن لا نيأس،و لا نستكين و لا نضعف و نستمر بالمطالبة بحقوقنا و أن لا نتنازل عن مطالبنا حتى و أن طالت بنا المدة و تخلت عنا الأمم كما هو حاصل اليوم… و كما انتصر دم الحسين ع على يزيد المعلون سننتصر بدمائنا و تضحياتنا

    • زائر 17 | 1:54 ص

      محب الوطن 1000

      صباح الخير للجميع الجمعيات الدينية السنية والشيعية تتخليان عن عنصريتهم المذهبية التي لا يمكن أن يلتقيا مع بعض بسببها فكيف تكون ديمقراطية هذا مستحيل بوجودهم فعلى المواطنين جميعاً أن يتحدوا والدها إلى السلطة وطلب جمعيات مدنية وطنية تحتضن الكل بغير هذا لايمكن ان تحل الصعاب

    • زائر 16 | 1:51 ص

      الإقليم .. كلمة السر

      ما استوعبناه طوال الفترة الماضية أن الأحداث المحيطة في الإقليم لها الأثر الأكبر في صنع الواقع الداخلي .. أي توافق إقليمي على اقتسام الكعكة في المنطقة سينتج عن خاسرون ورابحون .. لأن هناك أغبياء وأميين حين دعاهم الوطن ليربح الجميع استداروا لداخل نفوسهم السوداء ..التحولات القادمة ستكون صادمة .. لكنها قادمة

    • زائر 15 | 1:41 ص

      محب الوطن الأزمة لايمكن ان تحل مع الموقف الخاطئة للسلطة والجمعيات الدينية 0935

      صباح الخير للجميع النهج الخاطئ المتبع لأطراف الأزمة والصلب والعناد لبعض لا يمكن أن تصل البلد الى بر الامان ولو طال الزمن السلطة تتحمل العبء الأكبر وتنسى أحداث الثمانينات وتحتضن المواطنين جميعاً بالمساواة وعدم التمييز ورفع معيشة الكل وتكون الكفاءة هي المعيار الأوحد للوظائف يتبع

    • زائر 13 | 1:25 ص

      كاتبنا العزيز

      ربط ممتاز... ولكن والتاريخ يؤكدان ان السلطة حزمت امرها قي المواجهة

    • زائر 11 | 12:17 ص

      هو مواطن عادي

      هو مواطن عادي و من حق النيابة ان تستدعيه و تستجوبه حاله حال اي مواطن ثاني

    • زائر 10 | 12:04 ص

      در الرماد

      الأجتماعات مع المعارضة فقط لطقوس التي يريدها النظام ..... اذا قرب وقت الفورملا صارت لقاءات و كذلك الأنتخابات البرلمانية صار تغازل من النظام لأنجاح الأنتخابات . ولما صار عكس ما تتمناه السلطة تم الأعتقال حكومة جدا ....

    • زائر 9 | 11:20 م

      حسيمة

      إرتكبت أعمال جسيمة في السلامة الوطنية إعتقال الرموز ومداهمة البيوت وهدم المساجد ...............وماتحاشته 2011 فعلته 2014 بإعتقالها الرمز.............

    • زائر 8 | 11:11 م

      الاح هاني

      خلك واقعي معارضه تستمد أفكارها من رجال الدين الذين لايحملون مؤهلات حتي القرآن مب حافظينه وصارت تتبع جمهورية منبوده من المجتمع الدولي من وين تتوفق أو تحقق طموح إلي متعلقين فيها

    • زائر 7 | 11:07 م

      والعام 2015

      بدأ 2015 بمواجهة تعسفية ضد المعارضة ونأمل أن تكون نهاية العام استقرار بعد انفراجة للأزمة لصالح المطالب العادلة والمشروعة لشعبنا وهزيمة أعداء الإنسان الذين يرفضون العدل والمساواة بين أبناء الوطن لانتماءاتهم الخارجية التي جاءوا منها

    • زائر 6 | 10:59 م

      النكران لا يغني من الحقيقة شيئا

      النكران والتنكّر لحقيقة الأزمة السياسية لن ينفع بشيء والبحث عن الولاءات في مؤسسات خاضعة للدولة ايضا لن يجدي وهو نظام عتى عليه الزمن.
      في البحرين مشكلة سياسية واضحة وشعب يطالب بأدنى حقوقه اما ان تعطوه او فليكن الوضع على ما هو عليه فلا يوجد من هو مستعد للتنازل عن حقّه، هذا ليس كلاما وانما واقع الشارع يقول ذلك، انتم لا تريدون معرفة هذه الحقيقة او تتجاهلونها هذا شأنكم والذنب ذنبكم ودمار البلد عليكم

    • زائر 5 | 10:54 م

      راي

      يااخ هاني لقد فشل الحوار مع الشيعه في جميع الدول العربيه وليس البحرين فقط لان الشيعه لايؤمنون بالوطن فهم منغلقون داخل الطائفه ياتمرون بمراجعم الدينيه المرتبطه باايران ويعيشون في اجترار الاحزان والمظلوميه فلايمكن لاي دوله تثق فيهم

    • زائر 25 زائر 5 | 5:37 ص

      لأخير في نجواهم

      الله سبحانه الواحد الأحد الذي ليس له ولي يعطي الانسان علي نيته خير أو شر

    • زائر 3 | 9:57 م

      وهل انتهت المطالب

      لم يقدموا اي تنازلات في الماضي لم يكون الوقت مشكلة لديهم فشهور قصيرة وينتهي موضوع تلك المطالبة حقبة العشرينيات الخمسينيات وغيرها سجن ونفي وتنتهي الامور عملوها والشهور اصبحت سنوات ونفس السيناريوهات السابقة وبنفس الإخراج نحاول مقاومتها للنتزع حقوقنا فلقد طال زمن الاستفراد واستعباد البشر ونقول مع ظلم العالم لنا متفائلين بالنقبل فلقد تطولت قضيتنا في بحر هذا الاسبوع والاستنكارات في صحيفتكم الموقرة من أندية ومأتم وغيرها دليل فسنكون مطالبنا كسنة العراق فليسوا افضل منا نحن شيعة البحرين

    • زائر 2 | 9:50 م

      اعتقال الشيخ علي سلمان رجل الدين الشيعي و زعيم المعارصة

      هناك حالة عداء للشيعة قبل 2011 بكثير ربما يدأت في الثمانينات و حالة العداء تأخذ شكل اجراءات و قرارات تستهدف عزلهم و تهميشهم فمن الصعب ان يكون المحقق و القاضي محايدا

    • زائر 20 زائر 2 | 3:41 ص

      قال تعالى : ( ومن يتوكل على الله فهو حسبه )

      قال تعالى : (فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً . إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً)
      ( فإن مع العُسر يُسرا ) هذا الكلام خبر من الله عز وجل ، وخبره أكمل الأخبار صدقاً ، ووعده لا يخلف ، فكلما تعسر عليك الأمر فانتظر التيسير .
      فينبغي للعبد أن يُحسن ظنه بالله، وأن يُقوى يقينه بفرج من عنده سبحانه ، فهو عز وجل عند حسن ظن عبده به،وأن يبذل أسباب الفرج من الصبر والتقوى وحمد الله على كل حال، قال الله تعالى: ( وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا . ذَلِكَ أَمْرُ اللَّهِ أَنْزَلَهُ إِلَيْكم...)

    • زائر 21 زائر 2 | 3:54 ص

      قال تعالى : ( ومن يتوكل على الله فهو حسبه )

      ومن لطائف أسرار اقتران الفرج بالكرب ، واليُسر بالعُسر : أن الكرب إذا اشتد وعظم وتناهى وحصل للعبد اليأس من كشفه من جهة المخلوقين ، وتعلق قلبه بالله وحده ، وهذا هو حقيقة التوكل على الله ، وهو من أعظم الأسباب التي تُطلب بها الحوائج - فإن الله يكفي مَن توكل عليه ، كما قال تعالى : ( ومن يتوكل على الله فهو حسبه )
      أن شاء الله سنة (2015) خير الى البشرية مع مولد النبي عيسى (عليه السلام) نبي التسامح ، ومولد النبي محمد(صلى الله عليه وآلة وسلم)نبي الرحمة ،وتنصيب الأمام المهدي (عليه السلام) منقد البشرية .

    • زائر 27 زائر 2 | 5:47 ص

      ههههههههه

      أي تنصيب أي مولد بتم علي حالك ليوم القيامه إذا هذا تفكيرك

    • زائر 1 | 9:41 م

      الشعب اسقط جميع الجمعيات المعرضة

      بعد الحشود الكبيرة من الناخبين والمرشحين في الانتخبات التشرعية
      يكون الحوار تحت قبة البرلمان فقط وهم النواب المرشحين من الشعب

    • زائر 18 زائر 1 | 2:35 ص

      البرلمان الحالي

      لم يأتي البرلمان الحالي بحلته الا بعد دماء سفكت وازهقت ارواح واستلم مناصب الامانة العامة ابناء من شهروا بالمعارضة ووصفوها بالعمالة وكل الاوصاف الدنيئة المنحطة. والمشهد يتكرر ولا دخان من غير نار. فلولا وجود مشاكل غائرة في الشعب لما تظاهر الناس وطاليوا بابسط الحقوق. ابسط الحقوق حق الوطنيين في تقلد المناصب العامة في الدولة ولكن الواقع يؤكد على استثناء فئة كبيرة من الشعب عبى اساس مذهبي في مختلف المراكز الا ما شذ وندر بينما يفتح الباب على مصراعيه للاجانب من مختلف الجنسيات ولا ياخذها مواطن من فئة

اقرأ ايضاً