نصنع إنجازاتنا بتفكيرنا

التعلم من الأخطاء: تختلف وجهات النظر... ليس بالضرورة أن يصر كلا الطرفين المعاكسين على صحة وثبوت وجهة نظره، وطريقة تفكيره، وأن يقتنع بأن فكرته هي الصحيحة دائماً والأخرى خاطئة تماماً.

فغالباً وجهات النظر أو الفكرة لعمل تصميم مبهر، وبناء هائل تلتفت إليه جميع الأنظار، وتتطلع إليه، وتتساءل عن كيفية إتمامه بطريقة مثالية ومبتكرة، لم يروا مثلها من قبل، تحتاج إلى أكثر من مجرد عقل واحد أو فكرة تقليدية وموجودة من قبل، مهما حاول الإنسان بجهد شاق إتمام شيء ما بطريقة مثالية وبكل الجهد والإخلاص والإرادة، لابد من وجود خطأ أو نقص في ناحية ما، لا يراها هو ولا يعيرها انتباها جديا؛ لأن الإنسان بطبعه يعتقد دائما عند إجراء عمله أنه متقن وصائب، لكن في الحقيقة قد تكون ناقصة، وذلك بسبب وهو كالآتي: العقل الواحد لا يستطيع إنجاز كل المهمات بطريقة صحيحة غالباً، لذلك يجب على الناس الذين يطمحون إلى النجاح التعاون والعمل معاً بجهد وهمة ونشاط؛ لصنع نجاح عظيم وليس جيداً فحسب.

وأحياناً هنالك أشياء صغيرة تدلنا أو خلل ما ينبئنا بوجود خطأ، فلولا خطأ العلماء ومحاولاتهم للاكتشاف والاختراع، وإصلاح الخطأ والتطوير، لما وصلت إلينا هذه الحقائق والقوانين كما نراها واضحة الآن وفي تطور مستمر لا يتكاسل، فغالباً لن تتعلم أداء مهمة أسندت إليك إلا إذا أخطأت بها سابقا ونبهك شخص ما على ذلك، وهكذا في كل مرة تنجز فيها عملا جديدا ستكون لديك خبرة، فستقل نسبة الأخطاء على المدى الطويل.

ومن هذا المنطلق... والعبرة من هذا المقال هي عدم الخوف من الوقوع في الخطأ والنظر إليه بطريقة سلبية، بل ستزداد ثقتك بنفسك وخبرتك كلما أنجزت عملاً وتعلمت من أخطائك السابقة. فلن تتقن عملك بشكل ممتاز ومتكامل، إلا إذا استفدت من تجاربك السابقة.

هيا عبدالله بوشقر

إياب آدم

جميعهن نساء... أما أنتِ فامرأة وخلف كل رجل عظيم امرأة

وجميعهم رجال... أما أنت فآدم... ليس في الكينونة سواك

الم يقطن آدم الجنة

بلى فعل... فطرد منها

وبأي حجة يطرد منها؟

بذريعة شجرة.

بل فتنته امرأة.

هو التمس من القدير امرأة تؤنس وحدته

وقد طرد بفتنتها

يا مسبب الأسباب.

أي أسباب؟

تبعده امرأة من الجنة فتدخله أخرى إليها.

لا إياب لآدم... صارت الأرض مستقرة حتى حين.

لك إليها عودة حين أرضى عنك يا ولدي.

وهل أنتِ راضية عني يا أمي؟

فقط حين تقسو وتدلف عن إلحاحك في طلب المزيد والمزيد من المال... فعذب اللسان لن يثمر في جيبك ثروة.

حواء الأزداني

نقتل البط... والذئاب تسرح وتمرح!

«البطة»... ذلك الطائر الوديع الذي يسبح في بحيرات بريطانيا وعلى ضفاف أنهارها، لماذا هي في كل مرة المعنية والمتهمة بنقلها عدوى مرض انفلونزا الطيور وتحديداً في كل من بريطانيا في مزرعة لتربية البط في قرية نافرتون، في يوركشاير شمالي إنجلترا وأخرى في مزرعة للدواجن في هولندا وبإصابة أخرى في ألمانيا حتى يصدر بحقها الإعدام فتعدم ستة آلاف بطة على رغم عدم جزم الأطباء البيطريين بما إذا كانت هذه الإصابة مرتبطة بإنفلونزا الطيور أم غيره من المسبب لعدوى المرض، وكذلك اعلان المفوضية الأوروبية أن من المرجح أن يكون سبب تفشي المرض في المزرعة البريطانية هو فضلات الطيور المهاجرة ومع جميع هذه التطمينات لم تشفع للبط قتلها ظلما وجورا، ولم ترأف قلوب القضاة بل رفعوا مطارقهم في المحكمة وأصدروا حكمهم السريع باعدام 6000 بطة جريمتها أنها ناقلة لمرض انفلونزا الطيور!

في المقابل، تنجو بعض الفئات من حثالات الشعوب والوحوش المنحطة خلقيّاً وسلوكيّاً «داعش» والقادمة من الدول الأوروبية والعربية والتي تحتضن في حاضنات عربية لتلهو وتعبث بالطبيعة فساداً ودماراً والذين يشككون في ذلك، أليس هناك شرائح كبيرة منهم يعيشون في الدول العربية والأوروبية قابعون في الفنادق والنزل الرخيصة والملاهي الخفية! وحينما طفح الكيل حملوا السلاح ونحروا الرقاب وقطعوا جثث العباد باسم الدين وتطهير البلاد والدين براء منهم ومن أفعالهم الشنيعة! أليس جديراً بالعالم أن يعدم هذه الفئة المنحطة عن البط بديلا! ليطهر البلدان ويحمي العباد منهم!

مهدي خليل

اغسل قلبك في ماء بحره

إن الإنسان مخلوق يشعر بما لا يراه ويتخيل ما لا تقع عليه حواسه، فيكتب لشعوره كلمات تعبر بمعانيها على خفايا نفسه ويرسم خياله بالأنغام، أو ليس القصد من الحياة أن يطمح الإنسان إلى ما وراء الموجود. إن الحقائق العظيمة لا تفهم من كائن بشري لآخر بواسطة الكلام، لكنها تختار الصمت بين النفوس لأنه إن أعطيت النفس الصمت لاقتحمت غمرات الليل، والنفوس هي العوالم، إن لكل عالمه فإذا أردت أن تعرف معنى الحب حقاً فادخل في غرفتك بالصمت حيث هي الرؤيا، انظر من خلال نوافذك واستكشف الفضاء الصامت بهدوء، هناك ستشعر بالأمان من المعاناة البشرية حيث لا يوجد وقت ولا مكان، لذا فلتكن ثقتك عظيمة لأن معنى الأبدية مختفية فيها، استشعر الصمت وأنت تجلس وحدك، سترى أفكارك كما لو كانت بحيرة ساكنة، نظيفة وشفافة، كل شيء واضح، عند إذن ستعرف أنك في الحقيقة لم تكن وحيداً قط في رحلتك، فعبّر عن حبك بإخلاص فأنت الآن أمامه، واغسل قلبك في ماء بحره فلا شواطئ له، فلا تجزع على ما فات، فأنت من العالم الجديد فهذه الأحداث أبدية، فكل ما في الوجود كائن فيك وبك، كل ما في الوجود كائن في داخلك وكل ما في داخلك موجود في الوجود، وليس هناك من حد فاصل بين أقرب الأشياء وأقصاها أو بين أعلاها وأخفضها أو بين أصغرها وأعظمها، ففي كل قطرة من قطرات ماء بحر المحبة الذهبي تكمن جميع أسراره.

علي العرادي