رحلة مفاجئة تلبية لدعوة تلقيناها للقاء وزير الإسكان باسم يعقوب الحمر، حملتنا قبيل الانتخابات البرلمانية إلى المدينة الشمالية، حلم الفقراء والبسطاء من أبناء وطننا، وما دفعنا للقيام بهذه الرحلة طموحنا في معرفة الحقائق وفك رموز المعادلة المبهمة المرتبطة بواقع المدينة الشمالية التي ظلت أوتارها معزوفة رئيسية في سيمفونية الإعلام ردحاً من الزمن.
الرحلة حملت العديد من المفاجآت، تمثلت في المشاهد المتداخلة في بعدها الإجتماعي، وفي طريقنا إلى المدينة الشمالية ونحن نسير عبر الطريق التاريخي الذي يربط قرية باربار بقرية الدراز، المحاط بجمال المزارع المزدهرة بالخضرة والمكسوة بالنخيل والأشجار الرائعة في جمالها الطبيعي في الزمن الجميل، ونحن نتمعن في عمق الذكريات عادت بنا تلك المشاهد الجمالية إلى شقاوة أيام الصبا، حيث كنا نصارع أمواج البحر ونعتلي النخيل دون خوف في هذه البقعة التي تشكل جزءًا من تاريخ معيشتنا على هذه الأرض الطيبة. ونحن نسير في ذلك الطريق المليء بذكريات الماضي الجميل، كانت تبحر في مخيلتنا خليط من الأسئلة المتداخلة في بعدها الاجتماعي والاقتصادي والإنساني، محاطةً بسيمفونية الأمل في أن نستمع إلى أخبار تسر وتُجيب على الأسئلة الشائكة والمتشابكة حول المعضلة الاسكانية التي أرهقتنا جميعاً، والتي هي مصدر قلق للكثيرين من أبناء هذا الوطن ومجتمعاته المحلية الأصلية التي تحرص العديد من الاتفاقيات والمواثيق الدولية التشديد على أهميتها في صون الموروث الثقافي والاجتماعي والوطني للشعوب والأمم.
العلاقة مع مشروع المدينة الشمالية لم تبدأ بهذه الرحلة، بل بدأت حكايتها الأولى منذ بدأ التفكير في إقامة هذا المشروع ببعده الإنساني والاقتصادي والبيئي، وبكوننا أحد أطراف المعادلة في المشروع كنشطاء في المجال البيئي جرى دعوتنا بصفتنا رئيس «جمعية البحرين للبيئة»، وذلك ضمن وفد رسمي ضم نائب رئيس الجمعية سعيد منصور، وأمين السر العام سامي عباس، لحضور الاجتماع الخاص الذي جرى فيه عرض مخطط المشروع.
المحطة الثانية في حكاية علاقتنا بالمدينة الشمالية تمثلت في الحديث المشترك الذي جمعنا بالنائب السابق علي الدرازي في فبراير/ شباط 2014 في المنطقة البرية بالصخير، حيث البيئة الطبيعية الجميلة، يومها كان الحديث متناغماً مع طبيعة المكان، كموقع استراتيجي للتواصل الاجتماعي والراحة والإستجمام، والمدينة الشمالية كموقع اجتماعي مهم له خصوصيته في عمق ثقافة التاريخ الإنساني لمجتمع القرى المحيطة بالمدينة الشمالية التي ينبغي أن تكون موقعاً استراتيجياً ووسيلة للحفاظ على النسيج الاجتماعي للسكان الأصليين القاطنين على شريط الساحل الشمالي للمحافظة الشمالية. تلك الثوابت كانت مُوجهاً رئيساً في مضمون حوارنا، يومها عبّر الدرازي عن أمنيته في اعتماد خطة عمل ترتكز على أهداف موجهة تسهم في جعل بعض المواقع في المدينة الشمالية امتداداً طبيعياً للقرى المتاخمة لها، وأن تحافظ على النسيج المتأصل للمجتمعات المحلية في تلك القرى، مع التشديد على حق الطلبات الإسكانية من المناطق الأخرى في نصيبها من المشروع الاسكاني في المدينة الشمالية.
المنطقة المستهدفة لإقامة المشروع تمثل موقعاً استراتيجياً أصيلاً للنسيج الاجتماعي والمعيشي والاقتصادي والبيئي للقرى الواقعة على الشريط الساحلي الشمالي، حيث تكثر الشعاب المرجانية والفشوت والحشائش البحرية الغنية بالثروة السمكية. وكانت حتى وقت قريب مصدر رزق للمجتمعات المحلية القاطنة على ضفافه، ويمثل مكاناً طبيعياً للراحة والاستجمام، وممارسة الأنشطة الاجتماعية والتقليدية، وتلك العناصر جعلته يتميز بخصوصية اجتماعية مهمة، تمثلت في تعزيز التقارب بين مختلف أطياف النسيج الإجتماعي، وساهمت مهنة البحر التقليدية والحرص على صون بيئات الشريط الساحلي وتبادل المنافع وتنظيم مهنة الصيد البحري في ترسيخ التقارب وتعزيز العلاقة الإنسانية بين مختلف أطياف المجتمع المحلي لقرى الشريط الساحلي الشمالي.
المؤشرات الرئيسة لثوابت العلاقة الانسانية التي تربط المجتمعات المحلية في قرى الشريط الساحلي الشمالي مع المنطقة التي يجري تشييد المدينة الشمالية، كان حضوره بارزاً في الحوار مع وزير الإسكان بعد أن فرغ من تبيان جوانب محددة عن المشروع الاسكاني في المدينة الشمالية، ويتداخل ذلك مع الهم الإجتماعي والقلق الذي يحيط بأمل أبناء القرى المتاخمة، حيث أن جميعهم عاشوا جل حياتهم على هذا الشريط الساحلي، ومارسوا مهنة الصيد البحري وعاشوا كأسرة واحدة، لذلك كان الحرص على بقائهم قريبين من بعضهم سيد الموقف في الأسئلة التي وُجّهت للوزير، وجسّدت ما يشبه النداء للحفاظ على بقائهم أسرةً واحدةً ولم شملهم في موقع اجتماعي يجمع أسرهم.
النسيج الاجتماعي تضعه في الاعتبار في التخطيط الإسكاني العديد من الدول، ويمثل ركيزةً رئيسةً في خطط إمارة الشارقة الإسكاني على سبيل المثال، وذلك ما شهدناه خلال زيارتنا للمجمع السكني في «وادي الحلو» بمدينة كلباء في الشارقة، والذي شيّد بتوجيهات حاكم الشارقة، ويضم المجمع أسراً مكوّنةً من الأخوة وأبناء العم والأقارب والجيران، وكانت المنازل متقابلة، وقد عزّز ذلك الحفاظ على وحدة المكوّن الاجتماعي. ذلك النهج ثقافة أصيلة في مجتمعنا البحريني نتمنى أن يؤكد حضوره في المدينة الشمالية.
إقرأ أيضا لـ "شبر إبراهيم الوداعي"العدد 4500 - الخميس 01 يناير 2015م الموافق 10 ربيع الاول 1436هـ
إياك اعني
تتحدث عن النسيج الاجتماعي وانت الذي هربت من القرية وبنيت لك قصرا خارجها !!!! وهمية مني لك ، أنا لا يهمني ان كان جاري بوذيا ام يهوديا منامياً كان ام حديا ،رفاعياً ام ستراوياً ، مسلما ام لا دينيا ... ما يهمني ان احصل على سكن لي في وطني ويذهب النسيج الاجتماعي الذي تبت فيه الى الجحيم .
سنابسيون
اللي فهمته من كلامك تبي المدينه الشماليه لك والى عائلتك وجيرانك ومعارفك !! اق.....، في ناس عيونها على بيت بيتين او كم بيت في قرية صغيره لكن انت ما شاء الله تبي مدينه كامله لأهلك ومعارفك وجيرانك ! والله عيب ...
أنا لله وانااليه راجعون
كل اسبوع : الشارقة والشارقة وحاكم الشارقة !!! ما السر وراء ذلك ؟؟؟!!
ما هذا ؟؟؟؟
انه والله لسرد مكاني وزماني لاحاسيسك ومشاعرك تجاه البحر والبساتين وما تحويه ....... وهو ليس مهما لدينا نحن معشر القراء ما دمت قد اخترت عنوانا لخاطرتك لا علاقة لنا به ولا بالمدينة الشمالية... عموما ما دمت قد قابلت الوزير وتشرفت بذلك فهل لك ان تطلعوا عن موعد استلامها لبيئتنا فيهاومتى سيتم الانتهاء من المشروع كلية ؟؟ ام هذا لم يدر بخلدك السؤال عنه ؟؟؟ ونصيحة مني لك : دع عنك الشارقة التي تقحموها في كل ( خاطرة ) أسبوعية فهي مدينة خليجية وليست المدينة الفاضلة .
الصراحة زينه
شكلك سيد شبر تمبى اتقول لا تسكنون في الشمالية غير من ديرتكم وحواليها وخل باقي القرى ياكلون تبن . قولها بالصراحة...
منهم واليهم
أنتم تم بيعكم الارض وفوق هذا الإسكان هي من تشتري للمواطن البيت
نسيج تخص من ؟
هذه التسهيلات غريبة
بارك الله بك سيدي
ولاكن النسيج الاجتماعي الآن في بعض المناطق اختلط ممن لايعرفون نسيجنا في الاصل وكأنه كوكتيل .