العدد 4499 - الأربعاء 31 ديسمبر 2014م الموافق 09 ربيع الاول 1436هـ

2014 العام الأكثر دموية في النزاع السوري

قتل أكثر من 76 ألف شخص في أعمال عنف في سوريا خلال سنة 2014، العام الأكثر دموية في النزاع منذ منتصف (مارس/ آذار 2011)، والذي شهد تناميا لنفوذ التنظيمات الجهادية في كل من سوريا والعراق.

في العراق، سجلت أيضا اكبر حصيلة لضحايا أعمال العنف منذ سبع سنوات، وبلغت أكثر من 15 ألف قتيل في 2014.

ولمناسبة عيد رأس السنة، تفقد الرئيس السوري بشار الأسد قواته في احد أحياء العاصمة الذي يشهد معارك ضارية مؤكدا أن "العيد يكون بالانتصار". في الوقت نفسه، تم تناقل شريط فيديو على الانترنت تظهر فيه مواطنتان ايطاليتان مخطوفتان في سوريا تطالبان حكومتهما بالمساعدة على تحريرهما.

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان انه وثق مقتل 76021 شخصاً منذ بداية العام الفائت وحتى تاريخ (31 ديسمبر/ كانون الأول 2014) في أعمال عنف في سوريا.

في 2013، بلغت حصيلة قتلى النزاع 73447، و49394 في 2012، و7841 في 2011.

وأوضح المرصد الذي يستند إلى شبكة واسعة من المندوبين والمصادر الطبية في كل المناطق السورية، أن بين القتلى 17790 مدنيا، 3501 منهم من الأطفال.

بالإضافة إلى 15747 مقاتلا معارضا و16979 جهاديا، غالبيتهم من غير السوريين.

كما تتضمن الحصيلة مقتل 12861 جنديا في قوات النظام، و9766 من المسلحين السوريين الموالين لها و2512 من المسلحين غير السوريين بينهم 345 من حزب الله اللبناني.

في العراق، ذكرت مصادر حكومية أن أكثر من 15 ألف شخص قتلوا خلال عام، غالبيتهم من المدنيين. وتشكل الحصيلة ضعف تلك التي سجلت خلال العام 2013، والأكبر منذ 2007. وسقط الضحايا في معارك وتفجيرات دامية.

وشهد 2014 هجوما كاسحا لتنظيم "الدولة الإسلامية" في سوريا والعراق حيث سيطر على مساحات واسعة، وأعلن إقامة "الدولة الإسلامية" انطلاقا منها، منصبا عليها زعيمه أبا بكر البغدادي "خليفة".

وفي وقت تتواصل أعمال العنف في مناطق عدة في سوريا، عبر الأسد عن أمله في أن يحمل العام 2015 "الانتصار".

جاء ذلك خلال تفقده مجموعات من الجيش السوري في حي جوبر في شرق دمشق الليلة الماضية، بحسب ما ذكر الإعلام الرسمي.

وأفادت وكالة الأنباء "سانا" أن الأسد وبمناسبة حلول العام الجديد "قام بزيارة إلى جوبر التقى خلالها مع جنود وصف ضباط وضباط الجيش العربي السوري".

وبث التلفزيون السوري في وقت لاحق شريط فيديو طويلا، ظهر فيه الرئيس السوري وهو يصافح جنودا وضباطا داخل متاريس ودشم، وعلى دبابات وآليات جند.

وكان الأسد يكرر لكل مجموعة "كل عام وانتم بخير... طبعا لا احد يشعر بالعيد، كل الدنيا حرب، لكن في كل مناسبة، هناك أمل جديد".

وتابع "العيد يكون بالانتصار، لا عيد سواه".

ونقلت "سانا" عن الأسد قوله "إذا كانت هناك مساحة من الفرح باقية في سورية، فهي بفضل الانتصارات التي تحققونها في مواجهة الإرهاب".

ومنذ (سبتمبر/ أيلول) ، بدأت قوات النظام مدعومة من حزب الله اللبناني عملية عسكرية واسعة لاستعادة حي جوبر في شرق العاصمة، من مقاتلي المعارضة الذين يسيطرون عليه منذ صيف 2013. وتدور في الحي معارك تعنف حينا وتتراجع أحيانا بين الطرفين اللذين باتا يتقاسمان السيطرة على الحي.

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان الخميس عن "مقتل ما لا يقل عن 25 عنصراً من قوات النظام والمسلحين الموالين لها وإصابة العشرات الآخرين بجروح الأربعاء، في اشتباكات مع كتائب إسلامية وجبهة النصرة (تنظيم القاعدة في بلاد الشام) في حي جوبر".

ويكتسب حي جوبر أهمية كبرى كونه مفتاحا إلى ساحة العباسيين في وسط دمشق. وبالتالي، يسعى النظام بإلحاح إلى إبعاد خطر المعارضة المسلحة عن العاصمة.

كما انه مفتاح استراتيجي بالنسبة إلى المعارضة، كونه يقع عند مدخل الغوطة الشرقية، معقل المعارضة السورية المحاصر من قوات النظام.

من جهة أخرى، تلقى 28 معارضا سوريا دعوة من روسيا لعقد اجتماع متوقع في منتصف كانون الثاني/يناير بهدف التحضير لحوار محتمل مع النظام، كما أعلن مصدر في المعارضة السورية في المنفى لوكالة فرانس برس الخميس.

وفي ظل تنامي نفوذ التنظيمات المتطرفة في سوريا، يبقى الخطر قائما على مصير عشرات الصحافيين والعاملين في منظمات إنسانية من الغربيين، المحتجزين لدى احد هذه التنظيمات.

وفي هذا الإطار، تناقلت حسابات عدة على مواقع التواصل الاجتماعي على الانترنت الخميس شريط فيديو تظهر فيه للمرة الاولى مواطنتان ايطاليتان فقدتا في سوريا منذ (أغسطس/ آب) ، مطالبتين حكومتهما بالتحرك لمساعدتهما.

وتم تصوير الفيلم على الأرجح في (17 ديسمبر/ كانون الأول)، بحسب ما تشير لافتة كتب عليها التاريخ حملتها احدى الرهينتين في الشريط. وتم بثه على الانترنت ليل الأربعاء الخميس.

وبدت المرأتان الشابتان إمام جدار ابيض، وقد ارتدتا رداء اسود طويلا مع غطاء على الرأس يحجب الجبين وجزءا من الوجنتين.

وتحدثت إحداهما باللغة الانكليزية قائلة إنهما فانيسا مارزولو وغريتا راميللي، الايطاليتان اللتان خطفتا في شمال سوريا على ايدي مسلحين لم تعرف هويتهم. وطالبت الحكومة الايطالية بإعادتهما إلى منزليهما قبل عيد الميلاد، مشيرة إلى أنهما تواجهان "خطرا كبيرا".

ولا شيء في الشريط يدل على هوية المجموعة التي تحتجز الشابتين. إلا أن تعليقا مكتوبا بالعربية ورد تحت الشريط وفيه "احتجاز جبهة النصرة لموظفتين ايطاليتين لمشاركة حكومتهما في التحالف ضدها".

وأعلنت وزارة الخارجية الايطالية في (أغسطس/ آب) أن عاملتين في منظمة "حريتي" الإنسانية خطفتا في سوريا، مشيرة إلى إنهما ليستا لدى تنظيم "الدولة الإسلامية".

 





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً