اعتقل العشرات من مدنيين وعسكريين اليوم الخميس (1 يناير/ كانون الثاني) في غامبيا وفق ما افاد مصدر مقرب من التحقيق أعلن كذلك العثور على كمية كبيرة من الأسلحة والمتفجرات على اثر "محاولة انقلاب" ضد الرئيس يحيى جامع.
وأكد مصدر مقرب من وكالة الاستخبارات الوطنية لوكالة فرانس برس ان "عشرات العسكريين والمدنيين اعتقلوا واخضعوا للاستجواب" بعد الهجوم الثلاثاء على القصر الرئاسي في بانجول. وتم الاتصال بهذا المصدر في العاصمة الغامبية من بيساو.
ولم تكشف هوية المعتقلين أو متى تم اعتقالهم.
وقال المصدر نفسه أن البعض منهم كانوا يقيمون في "أربع فيلات" في بانجول ومحيطها حيث كانوا يستعدون للانضمام إلى مشاركين آخرين في الهجوم.
وعثر المحققون أيضا على وثائق تتضمن خصوصا خطة الهجوم، بحسب هذا المصدر.
ووضع المحققون اليد أيضا في مرفأ بانجول على مستوعب يحتوي على "كمية كبيرة من الأسلحة الرشاشة المتطورة جدا والمتفجرات" ومعدات كانت ستستخدم "على الارجح" في الهجوم على القصر الرئاسي، وفقا للمصدر.
وأوضح أن هذه الترسانة كانت مخبأة في "حزمة بضائع". وقال أن "الذي قادنا إلى محطة المستوعبات في مرفأ بانجول حيث عثرنا على المخبأ هو مهاجم اعتقل" أثناء اضطرابات الثلاثاء.
وأضاف المصدر ذاته أن "التحقيقات تتجه الآن نحو منشأ المستوعب وخصوصا من يقف وراء" الهجوم.
واتهم الرئيس الغامبي يحيى جامع "إرهابيين" و"منشقين" تدعمهم قوى أجنبية بالوقوف وراء محاولة الانقلاب الثلاثاء في بانجول، وأكد أن الجيش بقي مواليا له.
وأكد الرئيس الغامبي ان ما حصل "ليس انقلابا عسكريا كما أطلقت عليه بعض وسائل الإعلام".
وقال في خطاب عبر التلفزيون الوطني ليل الأربعاء الخميس "انه هجوم نفذته مجموعة إرهابيين تدعمهم قوى لا أريد أن اسميها"، "منشقون يتخذون من الولايات المتحدة والمانيا وبريطانيا مقرا".
والهجوم الذي نفذه مسلحون ضد القصر الرئاسي في بانجول ليل الاثنين الثلاثاء أوقع ثلاثة قتلى بحسب حصيلة غير رسمية. وكان الرئيس آنذاك في زيارة خاصة إلى الخارج.
ويحكم جامع غامبيا بيد من حديد منذ عشرين عاما.
وقال في هذا الخطاب الذي جاء بعيد رسالة أولى انه لم تحصل "أي مشاركة من عناصر القوات المسلحة في غامبيا" في هذا الهجوم، لقد برهنت عن "ولاء حقيقي".
وبين المهاجمين "جنود كان تم تسريحهم (من الجيش). وكان احدهم قائدا للحرس الرئاسي (سابقا) ويعتقد، لأنه كان في هذا المنصب، انه يعرف كل شيء" عن القصر، كما أضاف جامع من دون أي توضيحات أخرى.
وبحسب مصدر عسكري، فان المهاجمين "كانوا بأمرة كابتن سابق يدعى لمين سنيه وهو منشق عن الجيش"، وكان بين الأشخاص الثلاثة الذين قتلوا، بحسب حصيلة غير رسمية.
وقد صدت القوات الموالية لجامع الهجوم على القصر الرئاسي بينما كان الرئيس في زيارة خاصة إلى دبي.
وقال يحيى جامع ايضا "لا يمكن لأي قوة أن تحتل هذا المكان ولا يمكن لأي شخص أن يزعزع هذا البلد"، وندد الأربعاء في أول تصريح علني له بالمتآمرين الذين يستهدفون "تغيير النظام بواسطة العنف".
ولدى عودته إلى البلاد بعد بضع ساعات من الهجوم، ظهر الرئيس بصورة مفاجئة في شوارع بانجول متنقلا في موكب بمواكبة مسلحة.
وبدأت الخشية من الردود الانتقامية تعم إرجاء البلد. فقد وصل مساء الأربعاء إلى بيساو أربعة ضباط يشتبه في أنهم شاركوا في محاولة الانقلاب، بحسب مصدر عسكري محلي.
وهؤلاء الضباط الغامبيون الذين لم تكشف هوياتهم "استسلموا للسلطات" العسكرية في غينيا بيساو لدى وصولهم إلى العاصمة.
ولم تكشف طريقة وصولهم إلى بيساو ولا حتى المكان الذي يتواجدون فيه الخميس.
وغينيا بيساو لا تتقاسم حدودا مع غامبيا البلد الذي تفصلها عنه السنغال. وغامبيا المستعمرة الانكليزية السابقة، تشكل جيبا في السنغال باستثناء القطاع البحري المطل على المحيط الأطلسي.
وأعرب مصدر دبلوماسي في بانجول عن قلقه وقال أن "الاتهامات تظهر من كل اتجاه". وعلق هذا المصدر لوكالة فرانس برس رافضا الكشف عن هويته أن "اسماء الشخصيات العسكرية والمدنية بدأت تظهر على طاولة وكالة الاستخبارات الوطنية" (جهاز الاستخبارات النافذ جدا في غامبيا). اخشي إن يقع أبرياء ضحايا هذا الإجراء لمجرد وشاية".
من جهته، رأى أبو بكري مبودج المسئول عن اللقاء الإفريقي للدفاع عن حقوق الإنسان، وهو منظمة افريقية مقرها في دكار، أن "هناك احتمالا أن يستفيد الرئيس جامع من هذا الوضع ليعمد إلى حركة قمعية".
واتهم نظام جامع في غالب الأحيان بانتهاكات لحقوق الإنسان أدت باستمرار إلى فرض عقوبات ضد معارضيه. وهدد مساء الأربعاء قائلا أن من يتحدون النظام "سيدفعون الثمن غاليا".