إسرائيل ولها مِن شنها الحرب على سورية هدفان، الأول هو إسقاط النظام القائم في سورية المعادي لها المتحالف مع إيران وحزب الله وإقامة نظام آخر بديل يشبه إلى حد كبير النظام المصري في عهد حسني مبارك، نظام يعترف بإسرائيل ويقيم معها علاقات سياسية. والثاني هو أن يحل بسورية ما حل بليبيا من ضعف وتمزق وتناحر وتقاتل بين الأحزاب والطوائف والأعراق ويتيح الفرصة لإسرائيل لأن تبسط سيطرتها الكاملة على الجولان وضمها إليها ومحاصرة حزب الله.
الولايات المتحدة الأميركية والدول الأوروبية، هذه الدول تربطها بإسرائيل روابط عضوية وشعوبها ترى إسرائيل جزءاً منها ويهمهم أمنها وسلامتها وتفوّقها على خصومها أيضاً تشاركها العداوة لإيران وسورية وحزب الله لذلك شنوا الحرب على سورية لإسقاط النظام القائم بها وإقامة نظام آخر بديل يضمن لهم مصالحهم ويعترف بإسرائيل ويتصالح معها ويقيم معها علاقات سياسية.
تركيا ولها مِن شن الحرب على سورية هدفان، الأول هو أن تنضم لمجموعة الدول الأوروبية وذلك في اتفاق بينما وبين الولايات المتحدة الأميركية يقضي بأن تساهم تركيا في إسقاط النظام السوري القائم وبعد ذلك تنضم لمجموعة الدول الأوروبية وهذا هدف تسعى تركيا لتحقيقه منذ زمن بعيد. أما الثاني فهو أن يحل بسورية ما حل بليبيا من ضعف وتمزق وتقاتل بين الأعراق والطوائف والأديان فتكون الفرصة مواتية لها بأن تحتل الشريط الحدودي السوري بكامله بعمق عشرات الكيلومترات يمتد من البحر المتوسط حتى الحدود السورية العراقية.
الأردن، إنه قليل الموارد المالية ويقوم اقتصاده على المساعدات التي تقدمها له الدول العربية الغنية التي تسير في فلك الولايات المتحدة الأميركية تلك الدول لا تقدم المساعدات للأردن إلا بشروطها وأهمها أولا: أن يغض الأردن الطرف عما ترتكبه إسرائيل من جرائم بحق الفلسطينيين والمسجد الأقصى المبارك. ثانياً: أن يشارك الأردن بفاعلية في الحرب على سورية خلافا لما يتبناه الشعب الأردني العربي العروبي. ثالثاً: الأردن يخشى لو لم يتعاون مع الذين يشنون الحرب على سورية أن تسلمه أميركا لإسرائيل لتجعله الوطن البديل للفلسطينيين كما صرح بذلك بعض المسئولين الإسرائيليين.
لبنان وله شأن آخر فهو منقسم شعبياً وحكومياً بشأن الحرب على سورية، فقسم منهم يؤيدون النظام السوري ويتفقون معه ويدافعون عنه وهم المقاومة اللبنانية والمؤيدون لها وقسم يقف ضد النظام السوري ويتعاونون مع كل من يشن الحرب عليه ويسعى لإسقاطه وهم أتباع أميركا وحلفائها.
واخيرا الدول العربية، وقد شاركت في الحرب على سورية بدافعين، الدافع الأول هو تنفيذ أوامر أميركا التي تعول عليها كثيراً في حمايتها من الأخطار الداخلية والخارجية. أما الدافع الثاني فمنطلقاته طائفية وصار همها الوحيد هو إسقاط النظام وسخرت لذلك جميع إمكاناتها المالية والسياسية والإعلامية وأنفقت في هذا السبيل مليارات الدولارات ولم تجن شيئاً مما قامت به سوى سواد التاريخ الذي سيسجل على العرب والمسلمين بأنهم مع أميركا شنوا حرباً شعواء على سورية ودمروها وتركوا إسرائيل تفعل ما تشاء في فلسطين والمسجد الأقصى المبارك من تخريب وتدمير وتفعل ما تشاء بالفلسطينيين من تقتيل وتشريد.
محمد علي رضي
الأمر باختصار
«لن يَصِلَ القطار»...
«لن يَصِلَ القطار»
كم مرة قالوا لنا...
صاحوا بنا...
في الليلِ والنهار
كم مرةٍ توقّفوا... تأفّفوا
تأسفّوا أنَّ الرصيفَ هار
والسقفَ في انهيار...
لا جدوى من تحديقنا
في سكّة القطار...
ما ثمّ فرصة لنا بأن نصل
ولا مجالَ للرجوعِ
اليومَ للديار
كم مرة قالوا لنا: تفرّقوا
واتفقوا...
وفتّشوا عن مركبٍ
يُقلّكم... أو فاركبوا حِمار
أو فالجأوا لغار...
لكنّنا لم نرتدع... لم نقتنع
ولم نصدّق أبداً أن ينتهي المسار...
وأنّ ذا لرأفةٍ بنا وبالصغار
قلنا لهم لن نرتحل...
لن نترك الجوار
سوف نظلُّ هكذا
حتى نرى القطار...
ما ثمّ ما يزعجنا
ونحن في انكسار...
ظهورنا قد أصبحتْ جُزءاً من الجدار...
عيوننا قد ألِفتْ عواصفَ الغبار
قلوبنا.. واقدة... كالشمس في القفار
وصوتنا كصمتنا ليسَ له اعتبار
فما الذي جدّ هنا...
لنتخذ قرار...
وما الذي يُخيفنا
من ذلك المسار...
حياتنا - منذ خلقنا -
كلها انتظار.
جابر علي
الله يقدرني وأصد
اللي على البعد قدّرك
ويصبّر أشواقي بعد
اللي في شوقك صبّرك
هي صعبة بالأول أكيد
لكن نهاية مُعترك
أصلح إلي وأصلح إلك
ما عندنا أي شي مشترك
الحب بيذبحنا نعم
وفي شوقه قلبي يعذرك
لكن نهايتنا ألم
أفضل من الحين أخسرك
ولا نشـتبك وأتنـفسك
وما عيش دون أتصورك
ولا نلتقي جمر بجمر
يأسرني وأدري يأسرك
مدامنا ما نتفق
أحسن لقلبي يهجرك
من قبل ما شوفك نَفَس
وما عيـش دون أتعطرك
ما عيش من دون أهمسك
وأتخيلك وأتذكرك
أدري بيذبحني البُعِد
وأدري جفاي يمرمرك
ويمكن أصيح إبلا سكوت
لين المدامع تحضرك
يمكن أشوفك هالحياة
وبجروح صدري أسهرك
وابكي وأبكي وأنتـحب
وأجمع طيوفك وأنثـرك
يمكـن أناديك بوجع
وقلبي بحالي يخبرك
وأمانة صوتي لو بكى
لـَ يرجّعك لا يكسرك
إبعد وإبعد صدّني
وخل الجفى هو آخرك
ما دام قصتنا وجع
أفضل من الحين أخسرك
بنت المرخي
العدد 4499 - الأربعاء 31 ديسمبر 2014م الموافق 09 ربيع الاول 1436هـ