كشف بحث أعد مؤخراً من جامعة القصيم عن إحصائيات خطيرة تؤكد أن نسبة الطلاب صغار السن من دون 18 سنة الذين يقودون المركبات بالمملكة تمثل 87% من طلاب المرحلة الثانوية والمتعرضين للحوادث يمثلون 38%، وأن الحاجة تتطلب المزيد من الدراسات لكشف الكثير من الغموض ووضع الحلول التي تحد من الظاهرة التي تستهدف الشباب، وذلك وفق ما نقلت صحيفة الرياض السعودية اليوم الأربعاء (31 ديسمبر / كانون الأول 2014).
الأستاذ المساعد بكلية اللغة العربية والدراسات الاجتماعية بجامعة القصيم محمد بن إبراهيم الدغيري أكد أن الدراسة ركّزت على دور بعض المؤسسات التربوية بمنطقة القصيم في تنمية وعي الشباب بالمخاطر المرورية، والتي أوضحت نتائج حوادث المرور بالقصيم طبقاً لإحصائيات مرور القصيم لعام 1435ه بأن عدد الحوادث تجاوزت 29123 والمصابين 2076 والمتوفين 414 بمعدل حالة وفاة يومياً وهو معدل خطير جداً، مشيراً بأنه خلال الثلاث سنوات الماضية بلغت النسبة 230% من المشاركين بالحوادث بالقصيم دون سن 18 عاماً.
وأشار بأن نتائج الدراسة توصلت إلى أن عدد من النتائج ذات الأهمية التربوية التي توضح مدى وعي الشباب من طلاب المرحلة الثانوية بالمخاطر المرورية وواقع دور الأسرة والمدرسة في تنمية الوعي، وأن الدراسة اختارت عينة عشوائية عنقودية بلغ عددهم 160 طالباً وعينات 32معلماً من المعلمين بالمرحلة الثانوية، وأن الإحصائيات لحوادث المنطقة تثبت زيادة عدد الحوادث والمصابين وحالات الوفاة في العام 1434ه مقارنة بالعام 1435ه تشير إلى 19 حالة وفاة يومياً وهو مؤشر خطير جداً.
المستشار التعليمي بتعليم القصيم محمد الفوزان أوضح أن غرس الوعي المروري في نفوس الطلاب والمساهمة الفعالة في تحقيق السلامة المرورية خاصة وأن الطالب يقضي وقتاً طويلاً في مدرسته هو أمر ضروري لعلاج تفاقم الحوادث المرورية، مضيفاً بأن الطالب يحتاج إلى مزيداً من التعليم بقواعد وآداب القيادة الآمنة ومساعدته على فهم واستيعاب مفاهيم ومتطلبات السلامة المرورية.
وأضاف نشر الوعي بأهمية التربية المرورية في المؤسسة التربوية وتوضيح الواقع والخسائر المادية والبشرية لدى الطالب وكشف المشكلة التي تتحملها المملكة نتيجة لقلة الوعي المروري وضعف الالتزام بأنظمة المرور، مشيراً إلى أن ثقافة المجتمع مرورياً تحتاج إلى جرعات أكثر لوصول الرسائل المرورية لكل أسرة.
وأكد على ضرورة إدراج منهج دراسي لتعزيز الثقافة المرورية في الأجيال القادمة وأنها تمثل الرقي الحضاري لكل مجتمع يتّبع الأنظمة المرورية بحذافيرها، واصفاً الحركة المرورية المنظمة في كل مجتمع بأنها عنوان حضارته ووعيه، مشيراً إلى السلوكيات الخاطئة لدى قائدي المركبات وخاصة صغار السن والتي تؤكد غياب الوعي وضعف التشديد على المخالفين.
مدير مرور منطقة القصيم العميد عبد الله بن صالح السحيباني أكد المخالفات المرورية وفق إحصائيات معتمدة من إدارة مرور القصيم لعام 1435ه تنوعت بين السرعة الزائدة 21640 مخالفة، والقيادة بدون رخصة سياقة 12405 مخالفة، وعكس السير 6361 مخالفة، فيما بلغ مجموع المخالفات 174581 مخالفة، فيما لم يتم إدراج المخالفات المرورية المرصودة من الدوريات الامنية بالمنطقة.
وأشار إلى أهم أسباب الحوادث بالقصيم هو تجاوز السرعة وعدم احترام الإشارات المرورية والتوقف غير النظامي وعدم العناية بالمركبة، والتحدث في الجوال أثناء السير والدوران غير النظامي والتجاوز بطريقة غير نظامية والتفحيط وعكس السير والدخول أو الخروج الخاطئ من الطريق.
مضيفاً بأن الثقافة المرورية في حياتنا اليومية تحتاج إلى جرعات من الوعي المروري، داعياً إلى أن المناهج الدراسية والتوعية في كافة المجالات لفئات الطلاب تحت سن 18، مشيراً إلى أن الحوادث المهلكة للناس أشد ضراوة وألماً من الحروب الطاحنة.