تشهد ليبيا الغارقة في الفوضى والتناحر على السلطة مزيدا من العنف بدءا بالنيران التي ما تزال مشتعلة في خزانات مرفا السدرة النفطي مرورا بتفجير سيارة مفخخة امام مقر مجلس النواب وانتهاء باسقاط مروحية.
وأعلن المتحدث باسم مجلس النواب فرج بوهاشم انفجار سيارة مفخخة قرب البوابة الخلفية لفندق دار السلام في طبرق، حيث مقر مجلس النواب، بينما كان النواب في الطابق الأرضي يعقدون اجتماعا.
لكن النائب طارق الجروشي قال إن النتائج الأولية للتحقيقات أظهرت أن الهجوم كان انتحاريا.
وقال النائب العضو لجنتي الدفاع والداخلية ان "الشهود واشرطة الفيديو فضلا عن العثور على أشلاء بشرية تفيد بأن الهجوم كان انتحاريا".
واوضح نجل قائد سلاح الجو العميد صقر الجروشي، الجروشي إن "السيارة اقتحمت البوابة الخلفية لمقر المجلس مسرعة قبل أن تنفجر وتتسب في إصابة ثلاثة نواب وآخرين".
وقال ان "محمد الواعر الورفلي النائب عن مدينة بني وليد، وناصر بن نافع النائب عن منطقة عين زارة بطرابلس، وعبد المطلب بن ثابت النائب عن مدينة البيضاء أصيبوا بجروح طفيفة نتيجة تواجدهم خارج القاعة لحظة الهجوم".
ويأتي الانفجار بعد نشر تنظيم "الدولة الإسلامية" في درنة شريط فيديو يتبنى فيه القصف الذي طال مطار الأبرق الدولي بشرق ليبيا بصواريخ غراد الاثنين.
وكان وزير الداخلية عمر السنكي حمل انصار "الدولة الإسلامية" مسؤولية تفجيرات سيارات مفخخة الشهر الماضي في مدينتي طبرق والبيضاء، خلفت ستة قتلى و21 مصابا.
وكان البرلمان المنتخب في 26 حزيران/يونيو قرر مساء الإثنين عدم المشاركة في الحوار الذي تعتزم الأمم المتحدة عقده في الخامس من الشهر المقبل اذا كان المؤتمر الوطني العام (البرلمان المنتهية ولايته) طرفا فيه، كونه من اعطى الأوامر لفجر ليبيا بالهجوم على الهلال النفطي.
ويتنازع السلطة في ليبيا برلمانان وحكومتان.
وفي 24 الشهر الحالي، اعلنت رئاسة مجلس الامن الدولي ان رئيس بعثة الامم المتحدة في ليبيا برناردينو ليون حدد الخامس من كانون الثاني/يناير 2015 موعدا للحوار بين اطراف النزاع الليبي بعد ان حصل على موافقتهم على "خارطة طريق".
من جهة أخرى، أسقط سلاح الجو التابع للحكومة المعترف بها من الأسرة الدولية مروحية لميليشيات فجر ليبيا التي تسيطر على طرابلس منذ آب/ أغسطس الماضي ما ارغم السلطات على اللجوء الى شرق البلاد، بعد ان انشات هذه الميليشيات أجساما موازية للحكومة والبرلمان.
وقال المتحدث الرسمي باسم غرفة العمليات العسكرية المشتركة في الهلال النفطي علي الحاسي ان "سلاح الجو اسقط مروحية تابعة لميليشيات فجر ليبيا أغارت مع طائرات أخرى صباح اليوم على القوات الحكومية المرابطة في الهلال النفطي قرب مرفأ السدرة".
وأضاف "اقلعت إحدى مقاتلاتنا من مهبط شركة راس لانوف للنفط الواقعة في الهلال النفطي ولحقت بالطائرات المغيرة وأصابت احدها خلال الهبوط في قاعدة القرضابية الملاصقة لمطار سرت الدولي".
واوضح أن فرق الإطفاء عاودت العمل للسيطرة على الحريق الذي اندلع في خزانات النفط في مرفا السدرة.
وقد اعلنت القوات الحكومية الاثنين أنصهار احد خزانات النفط الثلاثة في مرفأ السدرة وسالت منه الحمم المشتعلة ما يهدد أمام رداءة الطقس باحتراق جميع خزانات النفط في المرفأ.
لكن الحكومة المؤقتة أعلنت ليل الاثنين أنها وافقت على عرض قدمته شركة أميركية متخصصة لاخماد الحريق مقابل ستة ملايين دولار، على ان تصل البلاد في غضون خمسة ايام من ابرام العقد.
واندلعت النار في أول صهريج الخميس جراء قذيفة صاروخية أطلقتها ميليشيات "فجر ليبيا" من زورق بحري باتجاه المرفأ، ثم امتدت الى ست خزانات مجاورة من اصل 19 في المرفا.
وما تزال النار مشتعلة في خزانين لكن هناك مخاوف من انتقال النار إلى الخزانات الاخرى وعددها 12.
ويبلغ انتاج ليبيا من النفط حاليا 350 ألف برميل يوميا من حقول بحرية وحقول شركة الخليج للنفط التي تصب انتاجها في مرسى الحريقة بأقصى شرق ليبيا.
وكان الانتاج 800 ألف برميل يوميا قبل الازمة التي بدأت مع هجوم فجر ليبيا على الهلال النفطي في 13 الشهر الحالي.
إلى ذلك، رحبت الحكومة بإدانة الأمم المتحدة للهجوم على منطقة الهلال النفطي، وأكدت في بيان تلقت وكالة فرانس برس نسخة منه إن "العمليات التي يقوم بها سلاح الجو دفاعية شرعية هدفها حماية المدنيين ومقدرات الشعب من هجمات الجماعات الإرهابية".
وكانت بعثة الأمم المتحدة في ليبيا دانت على مدى يومين الهجمات على الهلال النفطي، والغارات الجوية التي استهدفت مصراتة، معتبرة أن هذه الهجمات وغيرها في كافة أنحاء ليبيا لن تؤدي إلا إلى تفاقم الوضع الأمني ولن تساعد على إنهاء القتال.
الله يرحمك
معمر كان صحيح رجل اهبل ولكن كان شعب عايش في امن وامان ولكن الان قتل و دمار