دعت دراسة علمية في جامعة البحرين إلى وضع أساليب التقويم البديل مكوناً أساسياً من مكونات المناهج الدراسية لمادة الكيمياء، وتضمينها في برامج الإعداد التربوي للمعلمين، والاهتمام بتدريب المعلمين والطلاب على استخدام أساليب التقويم البديل.
وقدَّم الدراسة الطالب في برنامج القياس والتقويم التربوي في الجامعة ناصر القحطاني، استكمالاً لمتطلبات نيل درجة الماجستير في القياس والتقويم التربوي.
ونوه القحطاني إلى أن أهمية التقويم البديل في ظل التحول الكبير في الممارسات والأفكار التعليمية من النظرية السلوكية التي تؤكد أن للطلاب أهدافاً محددة ومرتبطة بسلوك المتعلم القابل للملاحظة والقياس، إلى النظرية البنائية التي تؤكد بناء الطالب لمعرفته بنفسه وتوظيفها مما يجعل تعلمه ذا معنى، وهو الأمر الذي يتطلب تطويرا وتجديداً في استراتيجيات التدريس وعمليات التقويم وأدواته.
ولفت إلى تركيز الأدبيات الحديثة على ربط التقويم بالحياة وذلك من خلال تبني أنواع جديدة من التقويم أطلق عليها التقويم البديل، يتم من خلاله إعطاء الطلبة فرصا متعددة للتعلم، لإبراز مهاراتهم وتعميق معارفهم، وربط ما تعلموه بحياتهم اليومية.
وذكر الباحث القحطاني تعريفاً للتقويم البديل بأنه نوع من التقويم الذي يتطلب من المتعلم تكوين استجابات أو نتاج معين يكون دليلاً على اكتساب معارف ومهارات مرجوة، ويمكن أن يتخذ صيغاً مختلفة مثل: كتابة مقال موسع أو إجراء تجارب أو حل مسائل رياضية، مشيراً إلى أن من أساليب التقويم البديل: التقويم القائم على الأداء، وملفات الأعمال (البورتفوليو)، والتقويم الذاتي، وتقويم الأقران، والتقويم القائم على الملاحظة، والتقويم بالاختبارات الكتابية، والتقويم بالخرائط المفاهيمية.
وأفاد بأن دراسته تعد محاولة للتعرف إلى واقع استخدام أساليب التقويم البديل لدى معلمي الكيمياء من وجهة نظر المعلمين بمدينة الدمام بالمملكة العربية السعودية، من خلال الوقوف على أهميته ودرجة استخدامه، والصعوبات التي تواجهه، والفروق في درجتي الأهمية والاستخدام من خلال عدد من المتغيرات.
وجاءت الأطروحة موسومة بعنوان: واقع استخدام أساليب التقويم البديل لدى معلمي الكيمياء بمدينة الدمام من وجهة نظر المعلمين.
وناقشت لجنة امتحان يوم الخميس الماضي الباحث في أطروحته، وتكونت اللجنة من: عضو هيئة التدريس في قسم علم النفس في جامعة البحرين نعمان الموسوي مشرفاً، ورئيس قسم علم النفس في جامعة الكويت قاسم الصراف ممتحناً خارجياً، وأستاذ القياس والتقويم بجامعة البحرين خليل شبر.
وقال القحطاني إنه استخدم المنهج الوصفي؛ باعتباره المنهج الأنسب لبحث مشكلة الدراسة الحالية، ذلك لأن الأسلوب الوصفي في البحث هو أحد أشكال التحليل والتفسير العلمي المنظم لوصف ظاهرة أو مشكلة محددة، وتصويرها كمياً عن طريق جمع بيانات ومعلومات مقننة عن الظاهرة أو المشكلة وتصنيفها وتحليلها نوعياً وكمياً وإخضاعها للدراسة الدقيقة والتوصل إلى استنتاجات تساعد في فهم الظاهرة المطروحة للدراسة.
وقام الباحث ببناء وتطبيق استبانة مكونة من 50 عبارة؛ على عينة بلغت 68 معلماً بمدينة الدمام، وللإجابة على عينة الدراسة استخدم الباحث المنهج الوصفي، كما قام الباحث باستخدام عدداً من الأساليب الإحصائية.
ووجد القحطاني أن استخدام أساليب التقويم البديل من وجهة نظر المعلمين على درجة عالية من الأهمية، وأن استخدامهم لتلك الأساليب جاء بدرجة مرتفعة، كما أن هناك معوقات على درجة كبيرة من الصعوبة تحول دون استخدام هذا النوع من التقويم الاستخدام الأمثل، ومن أبرز هذه المعوقات قلَة الدورات التدريبية المتعلقة بأساليب التقويم البديل، وكثرة أعداد الطلاب في غرفة الصف، وكثرة الأعباء الإضافية الملقاة على كاهل المعلم.
وأظهرت نتائج الدراسة وجود فروق ذات دلالة إحصائية في متوسطات أهمية استخدام معلمي الكيمياء لأساليب التقويم البديل تعزى لصالح سنوات الخبرة الأعلى، كما أن هناك فروقاً ذات دلالة إحصائية في متوسطات درجة استخدام معلمي الكيمياء لأساليب التقويم البديل تعزى لنوع المؤهل التربوي ولسنوات الخبرة ولحضور الدورات التدريبية.
وأوصى الباحث بإعداد ندوات لزيادة قناعة المعلمين والطلاب وأولياء الأمور بأهمية استخدام التقويم البديل، وتضمين كتاب دليل المعلم لمادة الكيمياء بدروس تطبيقية، تستخدم فيها أساليب التقويم البديل المختلفة، حيث يساعد ذلك على إلمام المعلمين بها.
واقترح القيام بدراسات تجريبية بهدف الكشف عن أثر استخدام أساليب التقويم البديل على بعض المتغيرات المتعلقة بعمليتي التعليم والتعلم، كتحصيل الطلاب أو زيادة دافعيتهم أو تعزيز العمل التعاوني فيما بينهم.
رساله حلوة جدا واذا كانت موجودة الرساله كامل كنت اريد اطلع عليها لو سمحتم