العدد 2468 - الإثنين 08 يونيو 2009م الموافق 14 جمادى الآخرة 1430هـ

الإدارة الرياضية

محمد عباس mohd.abbas [at] alwasatnews.com

رياضة

تلعب الإدارة الرياضية دورا محوريا في التطوير الرياضي وفي الارتقاء بمستوى الألعاب الفردية والجماعية كون الإدارة هي المسئولة عن وضع الخطط والاستراتيجيات وهي المسئولة كذلك عن تنفيذها بالاستفادة من كل الإمكانات المتاحة أمامها، كما هي من تقوم في النهاية بتقييم العمل واستخلاص العبر.

من هذا المنطلق فإن الإدارة الصحيحة تمثل القلب النابض للرياضة، وفي حال حصل ناد أو اتحاد رياضي على إدارة ناجحة فهو لابد سيكون في المقدمة.

الإدارة باتت علما يدرس في أعرق الجامعات، والإدارات الرياضية الناجحة هي مثال يحتذى حول العالم حتى في السياسة. فلقد اشتهرت المؤسسات الرياضية العالمية ومنها اللجنة الأولمبية الدولية والاتحاد الدولي لكرة القدم بقوة إداراتها وبعدالتها في التعامل من دون تمييز أو محاباة وهو ما انعكس على صدقيتها بين الجميع.

الإدارات الرياضية الدولية فرضت سلطتها على الدول المارقة رياضيا من خلال اجبارها على إجراء الانتخابات ومنعها التعيين في الاتحادات الوطنية متحدية سلطة الحكومات!

محليا، نحن نعاني من ضعف الإدارات الرياضية التي تنقصها الحيلة أيضا في الكثير من الأحيان، كما تنقصها الكفاءات القادرة على تحويل التراب إلى ذهب بالاستفادة من الفرص المتاحة واستثمارها أفضل استثمار.

وهذا لا يعني أننا لا نملك الكفاءات، وإنما بالعكس نحن نمتلك أفضل الكفاءات ولكن التهميش الذي يطالها والتشكيك يدفعها إلى الانزواء بعيدا في ظل سطوة المال والنفوذ على الواقع الرياضي.

الكثيرون يستفيدون من الرياضة سياسيا واجتماعيا من خلال ما تتيحه لهم المواقع الرياضية من مكانة اجتماعية، في حين أن المصيبة في أن هناك من يحاول الاستفادة من المواقع الرياضية لأجل الحصول على (الفتات) مثل السفر إلى الخارج أو التملق أو غير ذلك.

ومثل هؤلاء يزيحون في طريقهم كفاءات مميزة لأن مصالحهم الضيقة فرضت ذلك.

وعندما تضمحل الكفاءات في الإدارات الرياضية، تدار الأمور وتتخذ القرارات بالأسلوب الفردي وبالفرض لأن الآخرين غير قادرين لمحدودية قدراتهم على التأثير أو الاعتراض، فينزوون في إحدى الزوايا ويوقعون على القرارات التي اتخذها غيرهم.

وتنتج عن ذلك مشكلات متتالية تؤثر على الواقع الرياضي، وتؤثر على جميع القطاعات الأخرى المرتبطة بالرياضة، فتزداد المشكلات وتقل الإنجازات، ويزداد الصراخ الإعلامي والظهور بمناسبة أو بغير مناسبة للتغطية على الاخفاق.

نحن لا ننكر محدودية إمكاناتنا المالية في البحرين لدعم القطاع الرياضي، ولكننا في حدود المتاح قادرون على استغلال ما هو موجود بشكل أفضل لو أتيحت الفرصة للخبراء الحقيقيين بتولي المسئولية الرياضية.

انتخابات اللجنة الأولمبية البحرينية نتمنى أن تكون بداية لتصحيح الخلل في الوضع الإداري الرياضي، من خلال تقديم أصحاب الخبرة والكفاءة والنزاهة على أصحاب المصالح، وعندها سنتمكن من التطور والارتقاء.

إقرأ أيضا لـ "محمد عباس"

العدد 2468 - الإثنين 08 يونيو 2009م الموافق 14 جمادى الآخرة 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً