العدد 4497 - الإثنين 29 ديسمبر 2014م الموافق 07 ربيع الاول 1436هـ

وفاة رضيعة لأبوين من فئة الصم بنوبة قلبية وتعطل جهاز التنبيه حال دون شعورهما بها

عادت الشابة ليلى محمد، من فئة الصم، للتو من غرفة ابنتها الرضيعة «زهراء» التي تبلغ من العمر ما يقارب شهرين، واستلقت على سريرها لتأخذ لها غفوة، ولم تكن تعلم أن اللحظات السابقة التي قضتها مع طفلتها الرضيعة هي اللحظات الأخيرة لهما معاً. إذ إن زهراء توفيت إثر تعرضها لنوبة قلبية فجر أمس الإثنين (29 ديسمبر/ كانون الأول 2014) فيما لم يستيقظ الزوجان، وكلاهما من فئة الصم، إثر تعطل الجهاز الخاص بتحويل الذبذبات الصوتية للطفلة إلى اهتزاز عند الأم، وذلك بداخل الشقة التي يقطنون فيها بالمالكية.

ولم يكن من السهل لـ»الوسط» الالتقاء بالأبوين، كونهما من فئة الصم، كما أنهما للتو قد فقدا طفلتهما الرضيعة، ولكن ما يسَّر اللقاء هو وجود مترجمة تحادثهما بلغة الإشارة وتخبرنا بما يقولان.

وتأتي التفاصيل كما يرويانها لـ «الوسط»، أن ليلى اعتادت السهر في كل ليلة لمراقبة طفلتها الرضيعة؛ تداعبها عندما تستيقظ، وترضعها وتحاول تهدئتها بعد أن تتعب من اللعب حتى تنام من جديد، ولا يقتصر الأمر على ليلى وحدها، إذ يشاركها في تحمل تلك المسئولية زوجها حميد منصور، وقد رزقهما الله الطفلة زهراء منذ أقل من شهرين، ولديهما طفلة أخرى اسمها فاطمة.

وقال الزوج إن زوجته عادت مؤخراً إلى الشقة بعد أن مكثت 40 يوماً في منزل والدتها، لرعاية مولودتها الجديدة زهراء، مضيفا أن زوجته استيقظت مرتين وذهبت للاطمئنان على الطفلة، وذلك إثر عمل الجهاز الذي يعمل على تنبيه الوالدين ببكاء الطفلة، إلا أن الجهاز في المرة الثالثة لم يعمل فيما يبدو.

وأضاف «كل الأمهات والآباء يسرعون إلى أطفالهم الرّضع حينما يكونون بحاجة إليهم، وإن كان قليلاً، وخصوصاً في الليل. أما نحن فنعتمد على هذا الجهاز الذي يعمل على تحويل الذبذبات الصوتية التي تحدث بالقرب من طفلتي زهراء، وغالباً وقت حاجتها للرضاعة، إلى اهتزاز نسمعه في الجزء الآخر التابع له في غرفتنا، وتحديداً بالقرب من والدتها».

وتابع «لا نعلم ما الذي جرى للجهاز، وظلت زهراء وحيدة إلى أن فارقت الحياة، وقد أشار الطبيب الشرعي إلى أنها سليمة لكن فيما يبدو أنها تعرضت لنوبة قلبية أدت إلى وفاتها».

وعن الأكثر إيلاماً، قال حميد: «بعد رحيلها، لا نستطيع مناداتها ولا توديعها كما يفعل أغلبية الناس في وداعهم لأحبائهم، وحتى شقيقتها فاطمة لم تعد تستطيع اللعب مع زهراء بعد اليوم ولا مناغاتها، وهي متوجعة جدًّا لهذا الفقد، إذ إنها كانت دوماً تحلم باليوم الذي تكبر فيه زهراء لتلعب معها كما تريد».

وختم الزوج حديثه مطالبا الجهات الرسمية بزيادة «الدعم لفئة الصم حتى يتمكنوا من شراء أجهزة تناسب احتياجاتهم، وتلبي متطلبات الحاجة لأطفالهم، وخصوصاً لمن هم في مثل حالتنا، كما أود الإشارة إلى حالة ابنتي فاطمة، وهي تحتاج لزراعة قوقعة؛ لأنها تعاني هي الأخرى من الصمم، وعليه فإنها بحاجة إلى زراعة قوقعة للتغلب على المشكلة لكي تصبح طفلة عادية وتتكلم».

وأضاف «إن وزارة الصحة تماطل وتضع ملف زراعة القوقعة في الأدراج على رغم مرور اكثر من 3 سنوات، وهي بحاجة إلى زراعة قوقعة بشكل سريع وعاجل، وذلك لما له من أثر كبير في العلاج بشكل مبكر، وكلما تمت زراعة القوقعة بشكل مبكر استفادت الطفلة وتحسن نطقها وأصبحت طبيعية».

إلى ذلك، تقدمت جمعية الصم البحرينية بأحر التعازي والمواساة إلى حميد منصور عبدالله وليلى محمد جواد، لفقد طفلتهما زهراء.

ويعاني العديد من الصم من عدم قدرتهم على شراء الأجهزة الخاصة بالسمع، وهي كثيرة ومتنوعة، لكنها لا تتوافر جميعها في مملكة البحرين، بل يتم جلب الكثير منها من الخارج بأسعار مرتفعة جداً. ما يجعل من تصليحها في البحرين صعباً أيضاً.

يُذكر أن الأجهزة المنبهة هي أجهزة تعمل على مساعدة الأشخاص الصم على وعي حدث معين أو صوت مهم. وتحقق هذه الأجهزة الأهداف المرجوة منها، وذلك ببث إشارات ضوئية متقطعة أو أصوات عالية أو اهتزازات للإشارة، إلى صوت جرس الباب أو إنذار الحريق أو صوت جرس الهاتف، أو صوت بكاء الطفل كما في حالة والديّ زهراء. وتتوافر عشرات الأجهزة المنبهة في الوقت الراهن إلا أن تكلفتها العالية تحرم أعداداً كبيرة من الأشخاص الصم من شرائها.

العدد 4497 - الإثنين 29 ديسمبر 2014م الموافق 07 ربيع الاول 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 22 | 6:32 ص

      الله خير حافظ

      هي ارادها الله والله اعلم بسبب موتها ولكن علينا ان لا ننشر بان عدم سماع ابويها لبكائها كان سببا في وفاتها لان لو كان كذلك لمات كثير من الاطفال ولنحفظ شعور اخواننا من الصم والبكم

    • زائر 20 | 3:31 ص

      زائر 10

      حتى لو كانت الرضيعة يم أمها بس على سرير ثاني.من المستحيل ان الشخص الأصم يسمع صياحها ويقوم لها.
      احنا صاحيين ولما يصيحون عيالنا واحنا نايمين ساعات ما نسمعهم من التعب.

    • آذار | 3:22 ص

      !!

      الحادثة قضاء وقدر لا داعي لتضخيم الموضوع

    • زائر 18 | 3:13 ص

      الله يرحمها

      الي عنده كلام خير او ترحمه اقول

    • زائر 17 | 2:30 ص

      اين دور الحكومه

      اين دور وزارة التنميه من توفير بعض الاحتياجات الضرورية لهؤلاء ( فئة الصم ) فهل تعجز دوله نفظيه من توفير مستلزمات لفئه قليله من المواطنين هم بحاجه ماسه لبعض الاجهزيه ... وكم آلمني حين عرفت ان وزارة التنميه لديها فائض في الموازنه لعدم وجود من يحتاج من المواطنين ... تقوا الله في مواطنين حرمهم الله من بعض الحواس البشرية لختبرنا ماذا نحن فعالون من اجلهم ؟؟؟؟!!!!

    • زائر 23 زائر 17 | 7:11 ص

      عجب !!!

      تعليق احمق الصراحة !!!

    • زائر 16 | 2:28 ص

      انا لله و انا اليه راجعون

      الله يرحمها ويصبر اهلها على الفراق
      مؤلمه

    • زائر 15 | 1:13 ص

      إنا لله و إنا إليه راجعون

      الله يرحمها و يصبر أمها و أبوها .....

    • زائر 13 | 12:41 ص

      يا حياتي

      الله يصبر قلب امها وابوها عورت قلبي والله وذكرتني ببنتي اللي توفت واهي في بطني بالشهر التاسع قبل الولادة. الله يصبرهم يارب ويعوضهم ولو انهم مستحيل راح ينسونها. الله يحفظ لهم بنيتهم فاطمة وياوزارة الصحة تحركو بموضوع البنت لا تخلونها تراها برقبتكم ساعدوا الام والابو ولو بهالشي البسيط اللي ماراح يكلفكم شي

    • زائر 11 | 12:03 ص

      إنا لله وإنا إليه راجعون

      الحمد لله على كل حال

    • زائر 10 | 11:52 م

      عظم الله اجركم

      تقول الام ان الرضيعة ظلت وحيدة الى ان فارقت الحياة .. يا اختى هل يعقل ان تترك الرضيعة لوحدها في حجرة والام في حجرة وهى هذا العمر شهرين حيث يستيقظ الرضيع مراراً كل ربع ساعة وربما اقل نحن لا نلومك ولكن هذة مشيئة الله الله يعوضك ويصبر قلوبكم ولله ما أعطى ولله ما أخذ عظم الله أجوركم ( وبشر الصابرين الذين اذا اصابتهم مصيبة قالوا انا لله وانا اليه راجعون ) صدق الله العظيم .

    • زائر 14 زائر 10 | 12:47 ص

      لماذا اللوم ؟

      الكثير من الأهل بفعل التربية الحديثة يفضل ترك الاولاد في غرفة خاصة، فلا داعي للوم ! انه امر طبيعي جدا ،، اما الغير طبيعي فهو تعلق الام الزائد بالطفل لدرحة اعاقته كما نفعل نحن البحرينيين،، ثم انهم لم يغفلوا عن طفلتهم .. وكانو حريصين لشراء جهاز خاص وسعره مرتفع من اجل طفلتهم .. هذا قضاء و قدر .. وامر محتوم .. والله يصبرهم

    • زائر 9 | 11:48 م

      الى رحمت الله

      انشاء الله تكون لكم شفيعةً يوم القيامة وهذا امر الله
      الله يعظم لكم الاجر

    • زائر 8 | 11:28 م

      بنت المحرق

      عظم الله أجوركم و ألهمكم الصبر و السلوان . وما هي إلا طير في الجنة يسبح الله . لكننا نتوجه إلى المسؤولين بالأخذ بعين الاعتبار لهذه الفئة المهضوم حقها فعلى الجهات المعنية مساعدتهم بتوفير الأجهزة اللازمة لهم لمتابعة متطلبات الحياة وتوفير مترجمين لهم في كافة المؤسسات الحكومية وعدم اهدار حقهم في الحياة الكريمة لكونهم ذوي احتياجات خاصة .

    • زائر 7 | 11:18 م

      ولد محرق

      اللة يرحمها.
      واللة. يصبرهما اهلها ان شاءللة

    • زائر 6 | 11:13 م

      مأساة

      المآسي دائما تتكرر إذا لم يكن ثمة ما يوقفها..ومن حق الصم الحصول على دعم وخدمات تليق بإنسانيتهم في هذا القرن

    • زائر 4 | 11:01 م

      مواطن

      غريب في هذا البلد فكل ما يخص ذوي الاحتياجات الخاصة لايوجد بالامس توقيف المواصلات عن معاقي مركز الامل واليوم عن ادوات الصم وأين هي الحكومة عن ذلك

    • زائر 12 زائر 4 | 12:40 ص

      عجب !!!

      تعليق احمق الصراحة !!!

    • زائر 21 زائر 4 | 5:09 ص

      محد أحمق غيرك

      واحترم النا!

    • زائر 3 | 10:09 م

      ام بدر

      الله يرحمها ربي يعوضكم "

    • زائر 2 | 9:51 م

      أنا لله وأنا اليه راجعون

      الله يصبرهم ويمسح على قلوبهم

اقرأ ايضاً