مرَّ عام وانقضى، ليلتحق بما مضى من أعمارنا. عامٌ لم يكن أفضل من غيره على العالم أجمع لو نظرنا إلى ما دون الشخصي، عامٌ من الأعوام العجاف التي نتمنى ألا تكون سبعاً وألا يتواصل اسودادها فيصل لما بعدها.
العام 2014 كان عاماً عربياً بامتياز لو أردنا التحدث عن الدم المراق، ولو أردنا التحدث عن الدمار والقتل والخراب؛ فلربما تكون أعداد ضحايا الفيضانات والكوارث الطبيعية عالمياً هي هي، كما كانت كل عام، ولكن أعداد الضحايا التي تبين مدى انسلاخ البشري من إنسانيته هي التي كانت جديدة في هذا العام، وهي التي جعلتنا نخجل من عارنا العربي الذي يولِّد هؤلاء المتعصبين وهؤلاء القتلة المنساقين وراء شهواتهم المتعطشة للدم والجنس والمال والمناصب باسم الدين أحياناً، فيما هو يغض الطرف عمّا يحدث في الأراضي المحتلة التي تنزُّ أسىً متواصلاً لا يلتفت له مسئول عربي، بينما يموّل بعضهم عصابات متطرفة لا تتوانى عن سفك دماء الأبرياء.
هل يتذكر أحدٌ من الحكام أو الرؤساء أو قادة الرأي هذه الأراضي المحتلة وما يحل بها بين فترة وأخرى من تدمير وألم وقتل من غير أن يضطر أطفالها وشيوخها أن يصبحوا شهداء بعد أن تسقط أسقف منازلهم وجدرانها بقذيفة ليست بعيدة عن أي كرسي أو منصب إذا ما طال الخضوع للاحتلال؟
هل يتذكر المتطرف صوت بكاء الأطفال الثلاثة بالقرب من سيارتهم المدمرة ومنزلهم المهدم وجثتي والدهما الذين انتشرت صورتهم في الحرب الأخيرة على غزة حتى اخترق أنينهم أذُنَيْ كل من رأى الصورة؟
المتطرف الذي يجهز بندقيته وسيفه ربما لينحر بريئاً بحجة أنه لم يبايع دولة «الخلافة الاسلامية» البعيدة كل البعد عن مبادئ ديننا السمحة.
المتطرف الذي أحرق شجرة الميلاد في العراق وسورية وأحرق معها أمنيات الأطفال بعام مفعم بالسلام والمحبة.
المتطرف الذي غضّ طرفه عمّا يفعله الصهاينة بأبناء عمومته، وغض طرفه عن مخيمات اللاجئين في سورية والعراق وفلسطين الذي كان هو سبباً رئيسا لوجودها بكل هذه الأعداد وبكل هذا العوز والفقر والألم، وتوجه لأبناء بلاده من مسلمين ومسيحيين ليسبي نساءهم ويقتل رجالهم ويجنّد أطفالهم ليكونوا ترسانة قتل وعنف، مستخدماً الدين واجهة كي يشوّه صورته أمام من لا يعرفه.
عام مضى ونحن نحصي خيباتنا، ونحصي مشاهد الفرح التي تعد على أصابع اليد الواحدة لنحاول إطالة أعمارها كي لا ننسى معنى الفرح الجماعي.
عام مضى مخلفاً وراءه أزمة اقتصادية تتمثل في انخفاض أسعار النفط؛ وأزمة صحية تتمثل في وباء الإيبولا والكورونا؛ وأزمة دينية تتمثل في «داعش» و»تنظيم القاعدة»؛ وأزمة اجتماعية تتمثل في الطائفية والكراهية؛ وأزمات سياسية لا تحصى.
عام مضى بكل لحظاته الحلوة والمرة، العام الذي جعلنا نتشبث بالحياة أكثر وبإنسانيتنا أكثر ونحن نتحسس قلوبنا في كل مرة نشاهد فيها نشرات الأخبار.
للعام الجديد قبل يومين منه: ستكون أجمل بكل تأكيد بعد أن تنفض عنك كل ما التصق بك من كوارث العام الماضي فأهلاً بك نقياً سعيداً.
إقرأ أيضا لـ "سوسن دهنيم"العدد 4496 - الأحد 28 ديسمبر 2014م الموافق 06 ربيع الاول 1436هـ
كي تستقيم الأمور
ثلاثة أمور يجب ان تنتهي كي تستقيم أمور الأمة العربية الاول هو فصل الذين عن الدولة و الثاني هو محاربة كل ما هو إيراني في المنطقة من داعش الى حالش فكلاهما صناعة إيرانية و الثالث هو الاستثمار في البحث العلمي و تنمية القدرات العلمية للإنسان العربي
استحمار
الاستحمار الذي يملكة بعض الناس في المجتمع في خلاط الامور بعصبيات طائفية لا ينفع احد
الى زائر 2
هههههههههههههه ذبحني تعليقك من الضحك لان الظاهر فعلا زائر واحد مو عارف وين الله حاطنه