الناجون من مرض السرطان هم أشخاص مصابون بمرض السرطان ولكنهم مازالوا على قيد الحياة، سواءً كان إبان التشخيص أو في خلال تلقي مختلف العلاجات أو بعد الإنتهاء منه. ولهذا السبب فإن جميع الناجين من مرض السرطان يعايشون فترات عصيبة ومنهكة جسدياً وعقلياً ونفسياً، حيث الغالبية من الناجين يعترفون ويؤمنون بأن حياتهم قد تغيّرت تغيراً كبيراً، وقد يكون جذرياً، وذلك بعد أو خلال خوضهم معاركهم الضروس ضد مرض السرطان من أجل التغلب عليه وهزيمته شر هزيمة، حيث يتمثل ذلك عند جلهم -على سبيل المثال لا الحصر- باتباع تغيرات استراتيجية إيجابية في حياتهم اليومية الروتينية.
وسأتناول في عجالة عبر هذا المقال أربعة عشر موضوعاً مهماً وجب على الناجين من مرض السرطان الاهتمام لها وإعطائها دوراً في ذهنيتهم الواعية.
أولاً: التخلص من التصرفات والأفعال الدرامية حيث لا يحتمل ذهن الناجين تلك الأفكار والأفعال الدرامية والقلق والتوتر.
ثانياً: لا يوجد مجال للتفكير في الأمور الصغيرة والتافهة والتي يجب أن لا تكون المعوقات الصغيرة في الحياة تأخذ محمل الجد في الذهن الواعي.
ثالثاً: لا يجب أن يحفل الناجون بالأرقام والإحصائيات فيما يخص نوعية سرطانهم، وخصوصاً إذا كانت إحصائيات سلبية، بل ليضعوا ثقتهم وإيمانهم في الخالق المدبر وفي الذهنية الواعية الإيجابية.
رابعاً: يجب عدم ترك الفرص المتاحة ومحاولة العمل على الاستفادة من أية فرصة، وحيث تكون الفرصة من أجل مساعدة شخص آخر مصاب بمرض السرطان، أو فرصة للسفر والاستجمام، أو فرصة لتوعية المجتمع والأفراد بكافة أنواع مرض السرطان الشائعة.
خامساً: لا يجب الاهتمام لتوقعات الناس بهم، حيث يجب أن يعيش الناجون الحياة التي يريدون ويرسمونها لأنفسهم وبالطريقة التي يخطّطون لها.
سادساً: يجب أن يبتعد الناجون عن العلاقات الاجتماعية السلبية التي تسبب التوتر والحزن والغضب، ويتحولون ويتمسكون بالعلاقات الاجتماعية الإيجابية التي تساعد على الصحة الذهنية والعاطفية.
سابعاً: يجب أن يتفادى الناجون من العادات الاجتماعية السيئة التي تؤثر سلباً على الصحة، ويجب أن يتبعوا نظاماً غذائياً صحياً وسلوكاً صحياً، وممارسة الرياضة والإمتناع عن التدخين، مثالاً.
ثامناً: التحلي بالتواضع بقبول المساعدة من الآخرين، وحتماً سيصاحبها كردة فعل الثناء والشكر والعرفان حيث لها من الأثر الإيجابي ومن الأهمية في نفسية الناجين.
تاسعاً: التوقف بتاتاً عن القلق في التفكير في المستقبل، حيث من الأفضل أن يعيش الناجون يوماً بيوم، وحتماً سيعتادون على التعايش مع الخوف من احتمالية معاودة المرض بعد القضاء عليه بشكل أو بآخر.
عاشراً: هناك بعض الناجين يحبذون العيش في حالة إنكار طويلة المدى، بحيث يحبذون العيش ببساطة وسذاجة تامة، ولا يريدون سماع الأخبار أياً كانت فيما يتعلق بمرضهم أو حياتهم أو صحتهم، بمعنى (خلّيها على الله).
أحد عشر: لا يكترث أغلب الناجين في التفكير في أولويات الحياة التي يعيشونها، ولا يكترثون بالمقارنة بين حياتهم وصحتهم بالآخرين.
إثنا عشر: الغالبية من الناجين يتغلبون على مخاوفهم أو يحاولون جاهدين السيطرة على الخوف، لأنهم واعون للخوف، ولكن لا يستسلمون للضغوط، أي بمعنى «صمود».
ثالث عشر: وجب على الناجين الابتعاد كلياً عن الناس المصابين بلوثة الشكوى والتذمّر والسلبية.
رابع عشر: يجب على الناجين التركيز الكلي على الحياة والتصرفات الإيجابية وممارسة عادة الثناء والحمد والشكر والإعتراف بالعرفان والجميل.
ونخلص إلى القول بأن التفكير جدياً في شعار «عش حياتك وليس سرطانك»، وهذا يعني أن تستمتعوا بالحياة إلى آخرها وإلى آخر يوم ولحظة فيها، وابحثوا عن الفرص ولتستفيدوا منها في حياتكم، ودعوا ذهنكم متفتحاً لزرع بذور الأفكار الإيجابية في حديقتكم الذهنية من أجل الحصول على النتاج الأفضل من الطاقة الإيجابية لتعيشوا حياتكم فعلاً.
إقرأ أيضا لـ "نبيل حسن تمام"العدد 4496 - الأحد 28 ديسمبر 2014م الموافق 06 ربيع الاول 1436هـ
نجوت من السرطان
موضوع ممتاز النقاط المذكورة هي فعلا ما يحتاجه الناجون وفعلا تغيرت حياتي تماما بعد إكمال العلاج وانا الان اعيش حياتي يوما بيوم من الاستفادة والاستمتاع فيها واشكرالله كثيرا على نجاتي وإضافة سنوات اليها اتمنى ان تطول وفالنقاط اعتقد كل من نجا المفروض يطبقها على نفسه شكرا دكتور
تسلم يا دكتور
دكتورنا الفاضل القدير المتواضع نبيل تمام ـ الحمد لله على ما بقي من الصحة ـ ملاحظاتك قيمة ومن واقع تجربة ـ فحذا أن يستفاد مما كتبت أكبر استفادة.
بارك الله فيك
بارك الله فيك يا دكتور
حبذا لو تفرد مقالا لكل نقطه ذكرتها
مثلا تكلمت عن الغذاء الصحي والمتوازن: نريد أن نعرف ماهو هذا الغذاء الصحي؟ الكثير من الامهات وبسبب رتم الحياة السريع لا يطعمون أبنائهم سوى الاغذية السريعة او المقليات السريعة في المنزل والتي هي لحوم مصنعة وتعد بطريقة سريعة في المنزل. قرأت انه بالاضافة لتأثيراتها من ناحية السمنة فان لها تأثيرات مستقبلية من ناحية الاصابة بسرطانات الجهاز الهظمي بالأخص القولون