انتهت أطروحة علمية في جامعة البحرين إلى أن النحاة القدماء لم يغفلوا قضية (الزمن) كما يتهمهم بذلك المحدَثون، بل تنبَّهوا لمسألة الزمن عامة، والزمن في الفعل خاصة، وأن غاية ما في الأمر أنهم لم يفردوا لقضية (الزمن) بابًا نحويًا منفردًا، بل تناثرت مسائله بين الأبواب النحوية.
وقدمت الطالبة في برنامج ماجستير اللغة العربية في كلية الآداب بالجامعة منى رشيد، أطروحة علمية عنوانها: مخلصات الفعل المضارع للاستقبال في القرآن الكريم، استكمالاً لمتطلبات نيل درجة الماجستير.
وناقشت لجنة امتحان الباحثة منى رشيد في أطروحتها، وتكونت اللجنة من: عضو هيئة التدريس في جامعة الملك سعود في المملكة العربية السعودية وسمية منصور ممتحناً خارجياً، وعضو هيئة التدريس في قسم اللغة العربية والدراسات الإسلامية بجامعة البحرين الأستاذ علي المدني ممتحناً داخلياً، ورئيس قسم اللغة العربية والدراسات الإسلامية في الجامعة محمد عاشور مشرفاً.
وقالت الطالبة رشيد "توجه الدراسة نظرها صوب الزمن في الفعل، فإنه من الملاحظ أن دلالة الأفعال على الزمن ليست دلالة ثابتة، إذ تتعاور الصيغ الفعلية لتنتج دلالات كان أساس الوضع أن يعبر عنها بغيرها، فإن كان الوضع قد حكم بأن تدل صيغة الماضي على الزمن الماضي مثلاً، فإن المضارع أيضًا يمكنه أن يقوم مقامه، فيدل على المضي من غير وجهه، وبهذا يتيح هذا التعاور فضاءً تعبيريًّا رحبًا يضم تحت لوائه رافدًا نحويًّا، وآخر بلاغيًّا يتضافران؛ لإنتاج الدلالة".
وأوضحت رشيد أن "سعة الموضوع وتشعبه استلزم تضييق موضوع البحث؛ ليكون عملي أكثر تركيزًا، ومن ثم يؤتي الثمار المرجوة منه حيث استقر رأيي على اختيار الفعل المضارع".
ووقف البحث عند مادة الفعل وصيغته، ومنشأ الزمن في الفعل، والخلاف في ذلك بين النحاة والأصوليين، وصولاً في الفصل الأول إلى مخلصات المضارع للاستقبال من الأدوات العاملة، والأدوات غير العاملة في الفصل الثاني مروراً بمبحث أثر السياق في تحديد زمن المضارع وانتهاء بخلاصة البحث ونتائجه.
ودرست الباحثة كل عنصر من العناصر دراسة نحوية، وعرضت أهم ما جاء عنه في أمهات الكتب، ومن ثم طبقت دور هذه الأداة على الزمن من خلال الآيات القرآنية، باستخدام المنهج الوصفي التحليلي.