غلبت أخبار الصحف النيوزيلندية هذا الأسبوع على مقتل نيوزيلندي في البحرين وهو بطل ألعاب قوى متعدد المواهب إذ لقي حتفه يوم الجمعة الماضي في حادث مروري بشع من قبل سائق متهور كان يقود سيارته بسرعة.

هذا الخبر الذي مازالت تكتبه صحف نيوزيلندا وصف بالمأساوي وخصوصا أن هذا البطل الذي يدعى « كامرون جون كلو» البالغ من العمر ثلاثين عاما كان قد قدم إلى البحرين للعمل كمدرس في إحدى المدارس الوطنية الخاصة التي تعمل بها أخته وأيضا خطيبته التي كان ينوي الزواج منها بعد ثلاثة أسابيع.

ولأن كلو كان رياضيا فقد وقع الحادث عندما كان راكبا دراجته التي صدمتها سيارة مسرعة وقتلته.

صحيح أن السائق المسرع ألقي القبض عليه لكن يبدو من قراءة الأخبار أن الحزن لمقتل هذا البطل الرياضي كبير لا سيما ما نقلته صحيفة «ترانكي» اليومية النيوزيلندية مشيرة إلى أنه كان وحيد والديه اللذين علقا «أنهما كانا يخططان لمراسم زواجه أما الآن فهما يخططان لمراسم جنازته» بينما بقيت أخته في البحرين إلى حين استلام جثة أخيها.

إلى هنا انتهى خبر هذا البطل النيوزيلندي غير أن هذا الخبر يطرح أكثر من سؤال وهو لماذا الحوادث المرورية في تفاقم؟ وما مغزى هذه الحوادث المرورية الكثيرة في شوارعنا؟

بحسب تصريحات إدارة المرور فإن في البحرين يوجد حاليا 400 ألف سيارة وهو ما يعني أننا نكتظ بأعداد كبيرة جدا من المركبات ومع ذلك فالشوارع والطرقات بمختلف أنواعها تفتقد إلى التنظيم وإلى التنسيق بمعنى أننا لا نرى خطوطا مخصصة لأصحاب الدراجات وهي هواية أصبحت في ازدياد من قبل البحرينيين وآخر للباصات مثلما هو معمول به في كثير من عواصم العالم مثل لندن وهولندا والسويد وغيرها.

العشوائية في مناطقنا السكنية انتقلت إلى شوارعنا أيضا وما يوجد على أرض الواقع هو بنية تحتية غير متكاملة تناقض تطلعات إستراتيجية 2030 لأن سبل تحقيق ذلك غير موجود في ظل استمرار المشكلة ورفض المسئول عن تقبل أي نقد من أجل الصالح العام دون حلول جذرية لأصل المشكلة.

نحن نأمل من المسئولين إعادة النظر في شكل وتصميم شوارعنا وطرقاتنا سواء في الرئيسي أو الفرعي لأن إبقاء الأمر عليه سيكون عاملا من عوامل وقوع الحوادث في شوارع البحرين هذا بالإضافة إلى حملات المرور المكثفة لرصد المخالفين والمسرعين.