أكّد وزير المالية إبراهيم عبدالعزيز العساف أن إيرادات العام المالي الحالي كانت أكثر من المتوقع فيما ارتفعت المصروفات بشكل كبير نتيجة للإنفاق المتسارع على مشروع خادم الحرمين الشريفين لتوسعة المسجد الحرام والمسجد النبوي وكذلك بعض المشاريع الأخرى، وذلك وفق ما نقلت صحيفة "اليوم" السعودية اليوم السبت (27 ديسمبر / كانون الأول 2014).
وقال في لقاء مع التلفزيون السعودي الليلة الماضية: إن التحدي أكبر من المتوقع فيما يتعلق بميزانية العام القادم نتيجة تأثير النمو الاقتصادي العالمي المنخفض على أسعار البترول، وبالتالي إيرادات الميزانية، لذا جرى تقدير العجز في الميزانية المقبلة إلى مئة وخمسة وأربعين مليار ريال، مشيراً إلى تأكيدات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود- حفظه الله- في كلمته بالاستمرار في المشاريع التنموية.
وأوضح أن الإنفاق الحكومي يشكل عنصرا مهما في تكوين الإنفاق العام في الاقتصاد، لذلك فإن مساهمة الحكومة وإنفاقها في هذا الجانب مهمة، لكن في نفس الوقت، زاد نصيب القطاع الخاص وكذلك قطاع البترول.
وعن وضع ميزانية العام المالي القادم في ظل تراجع أسعار النفط، أكد معالي وزير المالية: أن سياسية حكومة خادم الحرمين الشريفين واضحة في هذا المجال، حيث بُنيت على أساس طبيعة إيرادات الحكومة، ووضع الحكومة، وتم الاعتماد على مصدر أساسي واحد، وهو أنه يجب عدم إنفاق دخل الدولة في ظروف معينة كارتفاع الإيرادات البترولية، ووضع جزء منه جانباً، حتى يُستخدم في الظروف، مبيناً أن حجم الدين العام هذا العام انخفض إلى 44 مليار ريال، مؤكداً أن المملكة قادرة على الاستمرار بخطط التنمية.
وفيما يخص مصادر الدخل والخطط المستقبلية للدولة في ظل الظروف الحالية، قال العساف: يجب أن نفرق بين موضوعين، موضوع تنويع القاعدة الاقتصادية، وتنويع قاعدة الإيرادات، وبالنظر إلى القطاع الخاص بالمملكة وبعد الرجوع لإحصائيات 24 إلى 25 سنة ماضية، وجدنا تضاعفا بالأسعار الجارية بحوالي أكثر من ثماني مرات خلال هذه الفترة، وبالنسبة للأسعار الثابتة تضاعفت بحوالي أربع مرات، هذا إذا حسبنا النمو السنوي لهذه الفترة.
وحول سؤال عن عدم وجود صندوق سيادي للمملكة كما هو الحال في العديد من الدول، قال معاليه: أولاً، لا يوجد هناك تعريف محدد للصناديق السيادية، وعندنا العديد من الأمثلة من صناديق تعتمد على الموارد الطبيعية، وصناديق تعتمد على صناديق التقاعد، وصناديق تعتمد على الإيرادات العامة وهكذا، ثانياً حتى احتياطياتنا في مؤسسة النقد العربي السعودي تُصنف دولياً على أنها صندوق سيادي، وحينما ترجع للتصنيفات تجد أن المملكة العربية السعودية «ساما» موجود فيها كصندوق سيادي.
وبيّن أن الاختلاف هو في أسلوب إدارة هذه الصناديق، مبينًا أن سياسة المملكة في هذا الجانب سياسة حكيمة والفضل لله ثم للحكومات المتعاقبة للمملكة وتأسيسها للصناديق المختلفة في المملكة، صندوق الاستثمارات العامة أُسس عام 1974م، وصندوق التنمية الزراعية، وصندوق التنمية الصناعية، وفي بنك التسليف والادخار، وحتى صندوق السعودية للتنمية معرباً عن اعتقاده أن صندوق الاستثمارات العامة هو الصندوق الأساسي.
وعن حجم المشاريع الحالية تقريباً للاسثمارات بالصندوق، أجاب وزير المالية قائلاً: الصندوق يعتمد على القيمة السوقية بالذات ولكن يمكن ان تصل إلى حوالي 500 مليار ريال، مبيناً أن هناك شركات مدرجة بالسوق تساهم في الصندوق وشركات غير مدرجة، موضحاً أن الصندوق لديه استثمارات متنوعة من التقنية.
وقال وزير المالية: أنا أعتقد أن الأسلوب المتبع في صندوق الاستثمارات العامة يخدم اقتصاد المملكة وينمي الإيرادات في الصندوق ويقوم كذلك بأدوار اقتصادية قد لا تكون مالية بحتة مثل السكة الحديد والتحلية وغيرهما.
وفيما يتعلق بالاحتياطيات التي تدار من قبل مؤسسة النقد العربي السعودي، بيّن معاليه أن الهدف الأساسي هو العائد المناشد وكذلك عدم المخاطرة بأموال الشعب مؤكداً أن احتياطيات مؤسسة النقد العربي السعودي تدار بمهنية عالية من قبل شباب سعوديين موجودين في المؤسسة ومدراء محافظ دوليين معروفين.