العدد 4494 - الجمعة 26 ديسمبر 2014م الموافق 05 ربيع الاول 1436هـ

تبادل مئات الاسرى بين كييف والانفصاليين

جرت أمس الجمعة عملية تبادل شملت مئات الاسرى بين كييف والانفصاليين الموالين لروسيا في اطار الاتفاق الذي تم التوصل اليه الاربعاء في مينسك والذي لم ينجح مع ذلك في حل الخلافات الجوهرية بين الجانبين.

وتشمل عملية التبادل التي بدات بمجموعات من عشرة اسرى من كل جانب بالقرب من مدينة كوستيانتينيفكا (45 كلم شمال معقل دونيتسك الانفصالي) 222 انفصاليا و150 اوكرانيا.

ووقف فريقا الاسرى في صفين قبالة بعضهما تفصل بينهما مائة متر وهم في زي مدني ويحملون اكياسا تحتوي اغراضهم الشخصية.

وقام عدد من ممثلي منظمة الامن والتعاون في اوروبا بمراقبة العملية التي جرت في شارع لا يضيئه سوى كشافات بعض السيارات.

وقرا ممثلو كييف والانفصاليين اسماء الاسرى قبل بدء عملية التبادل.

وقال الطبيب العسكري الاوكراني ارتيوم سيوريك، وهو من مدينة دنيبروبتروفسك "اخبرونا للتو عن التبادل. انا سعيد بالعودة الى منزلي، الى اهلي وزوجتي الذين لا يعرفون بعد (انه تم الافراج عني)".

وقالت ممثلة الانفصاليين داريا موروزوفا ان الاسرى الاوكرانيين كانوا محتجزين في منطقة دونيتسك.

واوضحت ان عملية تبادل اسرى "جمهورية" لوغانسك الانفصالية المجاورة الخمسة ستجرى السبت.

وتبادل الرهائن كان الاتفاق الوحيد الملموس الذي تم التوصل اليه الاربعاء خلال محادثات مجموعة الاتصال المؤلفة من ممثلي كييف وموسكو ومنظمة الامن والتعاون والانفصاليين.

وكان يفترض استئناف المفاوضات الجمعة في مينسك، لكن ذلك لم يتم. واعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية البيلاروسية ديمتري ميرونتشيك لوكالة فرانس برس "ان لقاء مجموعة الاتصال لن يعقد اليوم".

وعندما سئل عن موعد اللقاء المقبل، قال ان ذلك "رهن باعضاء مجموعة الاتصال". واضاف "ان بيلاروسيا ما زالت مستعدة لايجاد ارضية للمفاوضات".

وتهدف المحادثات الى احياء عملية السلام التي بدأت مطلع ايلول/سبتمبر الماضي وادت الى اتفاقات تهدف خصوصا الى رسم حدود فاصلة بين المعسكرين. كما اسفرت عن اتفاق اول لوقف اطلاق النار في اوكرانيا صمد قليلا قبل ان ينهار.

وواصل القادة الميدانيون من الجانبين تجاهل الهدنة وشنوا هجمات ادت الى مقتل 1300 شخص منذ اعلانها. وكان الهدف من اتفاق مينسك وقف النزاع الذي اقع اكثر من 4700 قتيل خلال ثمانية اشهر.

والمهمة الاصعب التي تواجه الوسطاء الاوروبيين هي ايجاد سبيل لجعل الطرفين يسحبان دباباتهم لاقامة منطقة عازلة بعرض 30 كلم.

اما الانفصاليون فينصب اهتمامهم على استئناف دفعات المعونات الاجتماعية التي علقتها كييف الشهر الماضي خشية استخدامها في تمويل التمرد، وعلى الحصول على "وضع خاص" يعطي المزيد من الاستقلالية لمنطقتي لوغانسك ودونيتسك.

وكانت اتفاقات مينسك الموقعة في ايلول/سبتمبر تنص على "وضع خاص" للمنطقتين، لكن كييف والغرب اتهموا الانفصاليين بنسفها بعد تنظيم انتخابات في تشرين الثاني/نوفمبر تطالب سلطات كييف بالغائها.

ويتبادل الجانبان الاتهامات بتقويض عملية السلام. وقال رئيس "جمهورية" دونيتسك المعلنة من جانب واحد الكسندر زخاراتشنكو الخميس ان كييف تسعى "الى افشال مفاوضات السلام" وانها تستعد "لهجوم واسع" على المنطقة التي يسيطر عليها الانفصاليون.

وقالت وكالة انباء انترفاكس-اوكرانيا التي تعتبر مطلعة على موقف المفاوض الاوكراني الرئيس السابق ليونيد كوتشما ان الانفصاليين يسعون الى مراجعة اتفاقات مينسك.

وذكرت نقلا عن مصدر مقرب من المفاوضات ان جمهوريتي لوغانسك ودونيتسك مثلتا الاربعاء "باشخاص غير كفوئين وغير قادرين على اتخاذ قرار وليسوا على اطلاع على الاتفاق المعقودة سابقا".

من جانبها نشرت روسيا الجمعة النسخة الجديدة للعقيدة العسكرية لروسيا التي اقرها الرئيس فلاديمير بوتين والتي تعتبر حلف شمال الاطلسي تهديدا اساسيا لامن البلاد.

كما تنظر العقيدة الجديدة بقلق الى "تعزيز القدرات الهجومية للحلف الاطلسي على ابواب روسيا مباشرة والاجراءات التي اتخذها لنشر منظومة شاملة مضادة للصواريخ".

وكانت اوكرانيا اتخذت خطوة نحو الحلف الاطلسي الاربعاء بالتخلي عن وضعها كدولة غير منحازة في اجراء رمزي اثار غضب موسكو لانه يفتح الباب امام كييف لطلب الانضمام مستقبلا الى الحلف.

كما نددت موسكو اكثر من مرة بقرار الحلف الاطلسي نشر قوات في عدد من الدول الاعضاء الواقعة على حدود روسيا مثل دول البلطيق او بولندا اضافة الى مشروع نصب الدرع الاميركية المضادة للصواريخ في شرق اوروبا.

الا ان النسخة الجديدة ابقت على الطابع الدفاعي للعقيدة العسكرية الروسية مع التشديد على عدم التدخل عسكريا الا بعد استنفاد كل الحلول غير العنيفة.

وفي حين يشهد الحوار السياسي ركودا، اعلنت اوكرانيا الجمعة تعليق خدمة القطار والحافلات الى شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا في اذار/مارس.

وتعتمد القرم كثيرا على اوكرانيا لتزويدها بالماء والكهرباء. وكانت محرومة من التيار الكهربائي لعدة ساعات الجمعة.

في الوقت نفسه، اعلنت الشركات الاميركية لنظام الدفع بواسطة بطاقات فيزا وماستركارد انها اوقفت اصدار بطاقاتها في القرم اثر العقوبات الاميركية التي فرضت على شبه الجزيرة.

واعتبر بعض المحللين هذه الاجراءات متعمدة من جانب كييف لتقوية موقفها في مفاوضات مينسك.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً