العدد 2468 - الإثنين 08 يونيو 2009م الموافق 14 جمادى الآخرة 1430هـ

التقارير المرعبة للأمم المتحدة

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

في 17 مايو/ أيار الماضي أطلقت الأمم المتحدة تقريرا دوليا هو الأول من نوعه - من البحرين - عن مخاطر الكوارث. وذكر وزير الخارجية الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة حينها أن التقرير «يتناول تحديات كبيرة تواجه الدول النامية أكثر من الدول المتقدمة مستشهدا بالتقارب بين اليابان والفلبين وكيف تعاملت كل منهما مع الكوارث الطبيعية إذ إن اليابان مهيأة أكثر من الفلبين وذكر أن الفلبين تعاني أكثر من اليابان 17 مرة». وقال: «إن البحرين تواجه خطرا حقيقيا كما الدول المكونة من جزر كبنغلاديش والمالديف؛ إذ إن الدول ذات السواحل المنخفضة مهددة بارتفاع منسوب المياه ولذلك فإن مركز الكوارث الطبيعية سيباشر عمله فى الكويت قريبا قبل انعقاد قمة قادة مجلس التعاون لدول الخليج العربية فى نهاية العام الجاري».

وكما أشارت وكالة الأنباء الإنسانية في تقرير لها فإن الملايين بل المليارات من البشر قد يتأثرون بالتغير المناخي طبقا لبعض التقارير التي تؤكد أكثرها تشاؤما أن التأثيرات قد بدأت بالفعل وتقول المتفائلة منها إن تلك التأثيرات ستبدأ في الظهور مع نهاية القرن الجاري، مشيرة إلى أن الأرقام مرعبة ولكن ماذا تعني تلك الأرقام للشخص العادي الذي يشغله سعر رغيف الخبز أكثر من أي شيء آخر؟

الأمم المتحدة تخطط لاجتماع كبير للأمم حول التغير المناخي سيعقد في كوبنهاجن في شهر ديسمبر/ كانون الأول المقبل ومن المفترض أن يتم «تشريح الكارثة الصامتة»، كما جاء في تقرير بهذا العنوان صدر مؤخرا.

ويوم أمس أصدر برنامج الأمم المتحدة للبيئة (يونيب) تقريرا - أيضا هو الأول من نوعه - قال فيه إن بحار العالم تكتظ يوما بعد يوم بالمزيد من النفايات، وإن أكبر ملوِّث للبحار - بنسبة 80 في المئة - هو أكياس البلاستيك (النايلون) والزجاجات البلاستيكية، ودعا التقرير دول العالم إلى إصدار قوانين تمنع استخدام أكياس النايلون التي تخنق الحياة البحرية وتجمع السموم، وتوفرها طعاما للحياة البحرية التي تصل إلى الإنسان في نهاية الأمر. كما أشار التقرير إلى أن أكياس وقناني النايلون تتسبب في تدمير السواحل في أنحاء العالم...

وعندما كان وفد الأمم المتحدة في البحرين في مايو الماضي، وكنا على مائدة الغداء، شرحت إحدى الخبيرات بعض الكوارث التي ستحدث بعد مئة سنة إذا لم نأخذ اجراءات حاليا لإنقاذ كوكبنا من الهلاك... وجاء رد أحد الحضور - ربما مازحا - «لن نكون موجودين بعد مئة سنة، وأحسن ألا نوجع رأسنا». ورغم أن مثل هذا الكلام قيل كمزحة، إلا أنه ربما يُعبّر تعبيرا دقيقا عن تصرفات عدد غير قليل من أصحاب القرارات والمسئولين في بلداننا عندما يقرأون التقارير المرعبة للأمم المتحدة.

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 2468 - الإثنين 08 يونيو 2009م الموافق 14 جمادى الآخرة 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً