أكد رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، «أهمية وجود صوت صحافي مرتفع أمام كل من يحاول أن يعبث بأمن الوطن واستقراره، أو يحاول التشكيك في كفاءة مخرجات الديمقراطية البحرينية وسيجد منا كل مؤازرة»، وأضاف سموه «نتطلع لتحقيق وتلبية رغبات المواطنين في برنامج عمل الحكومة المقبل وأولها الأمن، الذي تقدم في الأولوية لدى المواطن على أي مطلب آخر عندما تعرضت البحرين للمؤامرة الكبرى في 2011 والتي لاتزال الحكومة تصد فلولها».
جاء ذلك لدى استقبال سمو رئيس الوزراء، أمس (الخميس) بقصر القضيبية، رؤساء تحرير الصحف المحلية وكتاب الأعمدة والصحافيين.
وقال سموه للصحافيين: «انتقدوا وزرائي وقبلهم أنا، فصدرنا لا يضيق أبداً بالنقد البناء من أبنائنا في الصحافة، لأننا مقتنعون بأنه يحمل الرغبة في التطوير والوصول إلى الأفضل في كل ميدان ومجال، لذا نحن نرى في نقدكم وطنية خالصة وانتماءً حقيقياً لا زيف فيه، على عكس من يريد النقد من أجل تشويه صورة وطنه في الخارج فهذا مرفوض ومنبوذ من المجتمع البحريني».
المنامة - بنا
شدد رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، برؤساء التحرير وكتاب الرأي، على أهمية وجود صوت صحافي مرتفع، وخاطبهم بالقول: «انتقدوا وزرائي وقبلهم أنا، فصدرنا لا يضيق أبداً بالنقد البناء من أبنائنا في الصحافة».
جاء ذلك، خلال لقاء سموه بقصر القضيبية أمس الخميس (25 ديسمبر/ كانون الأول 2014)، رؤساء تحرير الصحف المحلية وكتاب الأعمدة والصحافيين، متطرقاً معهم إلى العديد من القضايا والموضوعات التي تخص الشأنين المحلي والدولي.
وتحدث سموه بدايةً عن أهمية الصوت الصحافي في وجه كل من يحاول العبث بأمن الوطن واستقراره، أو من يحاول التشكيك في كفاءة مخرجات الديمقراطية البحرينية، مؤكداً أن هذا الصوت «سيجد منا كل مؤازرة».
كما أعرب سموه عن تطلعه لتحقيق وتلبية رغبات المواطنين في برنامج عمل الحكومة المقبل، مضيفاً «أول تلك الرغبات تتمثل في الأمن الذي تقدم في الأولوية لدى المواطن على أي مطلب آخر عندما تعرضت البحرين للمؤامرة الكبرى في 2011 والتي لاتزال الحكومة تصد فلولها، حيث حاولنا أن يكون برنامج عمل الحكومة المقبل والذي أعدته لجنة يشرف عليها ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس المجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، محققاً لمتطلبات المواطنين المعيشية والخدمية رغم التحديات الاقتصادية العالمية».
وأشار إلى أن «الأمن والاقتصاد ركيزتان أساسيتان للتنمية لا أقبل بأي تقصير أو تعثر في أي منهما وتحت أي مبرر»، منوهاً بحرص الحكومة على تطوير أجهزتها وزيادة كفاءتها والتزامها بالشفافية كمنهج وكثقافة عامة في كل أمر حكومي يهم المواطن.
وفيما يتعلق بالعلاقة الحكومية البرلمانية، قال سموه: «إنني أنظر بتفاؤل لمجلس النواب وأعتقد أننا سنحقق سوياً الكثير ما سيفيد الوطن والمواطنين، فما ننشده هو التعاون بين السلطتين لخدمة البلاد لتكون محصلة هذا التعاون فوزاً للوطن وشعبه وليس المزايدة أو المنافسة»، معتبراً أن إنجاز يحسب للبحرين ولمصلحة شعبها.
وفي الحديث عن دور الصحافة، رحب سمو رئيس الوزراء بإسهاماتها في الشأن الوطني وباضطلاعها بمسئوليتها في تنوير الرأي العام وتشكيل الوعي الوطني، مستذكراً سموه بالتقدير والاعتزاز دور الصحافة وكتاب الرأي في الاستحقاق النيابي، عندما واجهوا بالشجاعة والوطنية دعوات المقاطعة اليائسة فكان لدورها مع وعي المواطن الأثر البالغ في إفشال هذه الدعوات ونجاح الانتخابات النيابية التي أشاد بها العالم.
وقال سموه للصحافيين: «نحن مقتنعون بأن النقد البناء في الصحافة، يحمل الرغبة في التطوير والوصول إلى الأفضل في كل ميدان ومجال، لذا نحن نرى في نقدكم وطنية خالصة وانتماء حقيقياً لا زيف فيه، على عكس من يريد النقد من أجل تشويه صورة وطنه في الخارج، وهو أمر مرفوض ومنبوذ من المجتمع البحريني».
وأكد توجيه سموه للوزراء من أجل الانفتاح على الصحافة وجعل القنوات مفتوحة معها، «إيماناً بالدور الوطني المشهود الذي تلعبه صحافتنا الوطنية، بوصفها شريكة في المنجز الوطني».
وشدد على عدم القدرة على النيل من مكانة البحرين وأمنها وكرامتها، وأضاف: «ظلت البحرين وستبقى عزيزة بوجود أبنائها المخلصين، وبالعزيمة والإرادة سنبني البحرين التي نريدها لنا ولأجيالنا القادمة».
كما نوه سموه بـ «تطلع الجميع في المرحلة الجديدة إلى تطوير أجهزتنا وتبيان ما هو خاص بحاضرنا ومستقبلنا، فكل عملنا هو من أجل المواطن، وعلينا جميعاً حمايته وتأمينه وتوفير المعيشة الكريمة له»، مشيداً بالمواقف التي أظهرها أبناء الشعب بكل الولاء والعزم لحماية بلادهم ووقوفهم مع وطنهم وقيادتهم.
واعتبر أن «لقاء رجال الصحافة والإعلام، يمثل مناسبة عزيزة نسجل فيها التقدير للأقلام التي هبّت للدفاع عن الوطن وإنجازاته، وشكلت وعياً تنويرياً للمجتمع»، مثنياً على ما يبديه الكتاب والصحافيين عبر مقالاتهم وأعمدتهم من فهم عميق، ومشيداً بدورهم المشهود في مواجهة الأكاذيب التي تحاول النيل من مملكة البحرين وتشويه ما تحقق لها من إنجازات.
ووجه سموه الدعوة إلى «بناء اقتصاد منفتح وألا تشغلنا السياسة عن البناء والتقدم، وأن نستجيب لتطلعات المستقبل واستحقاقاته الكبيرة بصيغة معاصرة تسهم في التقدم الذي نرجوه»، لافتاً إلى أن «الواجب يقضي بأن نوازي بين الإمكانات المتوافرة والتطلعات التي نريدها لبلادنا وتوظيفها في خدمة البحرين».
وفيما يتعلق بعلاقة السلطتين التنفيذية والتشريعية، أوضح سموه أن البحرين في أشد الحاجة إلى تعاون مثمر وبناء مع السلطة التشريعية يقوي جسور التعاون ويسرع بالخطى المستقبلية نحو الأفضل والأحسن للمواطن والمقيم، مضيفاً «لدينا الكثير من المنجزات الكبيرة التي تعم أرجاء البحرين، وعلينا أن نرعاها ونضيف عليها، وعلينا النظر إلى ما حل في جوارنا من عثرات أوقفت طريق التقدم، لنستفيد من هذه الدروس».
كما أشار سموه إلى أنه في أول اجتماع للحكومة الجديدة وجه الوزراء إلى التعاون مع السلطة التشريعية ومع رجال الإعلام وإلى أن يفتحوا الأبواب أمام الصحافة.
وأردف «أقول لكم إن بابي مفتوح أمام رجال الصحافة من أجل المواطن الذي لم نجد منه إلا كل عون ومساندة، ولن يمنعني أي عائق عن مساعدة المواطنين، فما يهمنا هو مواطن هذا البلد وأمنه واستقراره»، منبهاً إلى أن النقد البناء والنصيحة المخلصة التي يقدمها الكتاب والصحافيون تجد كل الاستحسان والتقدير، والأبواب مشرعة والآذان مفتوحة لسماع كل رأي أو فكر يسهم في تعزيز مسيرة التنمية وتلبية تطلعات المواطنين وحل مشكلاتهم.
وقال: «إننا نقدر كل الأقلام المخلصة التي تدافع عن قضايا الوطن، وإن ما تطرحونه من أفكار وتصورات هو موضع اهتمام كبير لدينا، وستجدون منا كل المساندة والدعم، فالكل غايته واحدة وهي رفعة الوطن وإعلاء شأنه».
وحث سموه الصحافيين وكتاب الرأي على الاستمرار في عرض قضايا الرأي العام بكل موضوعية وأن تكون مقالاتهم وكتاباتهم دعامة قوية نحو تطوير مسيرة العمل الوطني في المجالات كافة، معقباً «مطلوب منا اليوم الكثير وكل شيء يهون أمام مصلحة هذا الوطن وشعبه».
من جانب آخر، أشاد سموه بمواقف الدول الخليجية الداعمة والمساندة للبحرين في مختلف الظروف، معتبراً أن دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية تشكل العمق الاستراتيجي للبحرين.
وبين أن «المنطقة تمر بتحديات سياسية وأمنية واقتصادية متعاظمة ومتسارعة نتأثر بها وتؤثر فينا، الأمر الذي يتطلب منا أن نوحد الطاقات للحفاظ على البحرين وما تحقق لها من مكتسبات، وألا ننجر وراء من يحاول أن يحيد بالمسيرة إلى طريق مسدود».
واختتم سمو رئيس الوزراء حديثه، بامتداح الدور الذي يقوم به الشباب البحريني، وقال: «الشباب هم أمل المستقبل وصناع الحياة، وسندعمهم بكل ما نستطيع وننتظر منهم العطاء والإنجاز».
العدد 4493 - الخميس 25 ديسمبر 2014م الموافق 04 ربيع الاول 1436هـ