صحيح أن الناس باتوا يقولون إن (الواتساب، التانغو، الفايبر، وغيرها) تقنية جميلة ومفيدة قربت من هم بعيدين، والبعض يقول بتنا نعرف أخبار أهلنا ونتواصل معهم وكأننا نصل عن طريقها أرحامنا... هل هذا صحيح؟
من وجهة نظري البسيطة وكطفل أعتقد أنها ربما قربت البعيدين ولكنها باعدت بين القريبين، كيف؟ أقرؤوا النماذج التالية:
1 - كثرة استخدام هذه الوسائل - وهنا نتحدث عن “مدمني استخدام تكنولوجيا التواصل” - قد أصابت الكثيرين بضعف نظر ومشاكل أخرى بالعين والرقبة واليد، فهذا يشتكي احمرار عينيه، وتلك تنمل أصابع يدها وأخرى من آلام في رقبتها... وهنا تكون هذه الوسائل باعدت بيننا وبين صحتنا أليس هذا صحيحاً؟.
2 - هذه البرامج دخلت في حياتنا وظهرت بجانب إيجابي لنتواصل مع من نحب، ونسأل عنهم لكن في الوقت ذاته مصدر لتفريغ الشحنات العصبية، فتجد الشجارات والمعارك في داخل العائلة الواحدة تحتدم من وراء الشاشة، ويحدث تنافر وتباعد بين أولئك الأشخاص والسبب تلك التكنولوجيا، وبذلك تكون قربتنا ممن نحب فعلاً، ولكنها كانت سبباً رئيسياً في مقاطعة دائمة لأشهر أو لسنوات، فيما لو كانت هذه الشجارات وجهاً لوجه ربما كانت تبعاتها أقل وكان الخصام لساعات أو أيام ليس أكثر.
3 - في السابق كانت الأمهات والآباء هم أكثر المهتمين بأحاديث أبنائهم، والمنصتين جيداً لما يقولون، أما الآن وبسبب انشغال أعينهم وأذهانهم بما يدور عبر تلك الوسائل التكنولوجية، فإنهم ربما لا يعيرون الطفل اهتماماً، أو ربما يطلبون منهم أن يعيدوا القصة مرة أخرى، وبالتالي قد تفقد القصة أو الموضوع أهميته مع كثرة إعادته... أليس هذا تباعداً اجتماعياً.
4 - نموذج آخر، في السابق كانت الأمهات تصعد سلم المنزل أو ترفع صوتها عندما تريد أن تدعو أطفالها وجميع عائلتها لتناول واحدة من الوجبات الرئيسية (فطور، غذاء، عشاء)، أما الآن فتكتفي غالبيتهن بإرسال رسالة على مجموعة العائلة (القروب)، وهنا تنشغل العائلة بالحديث عبر الشاشة رغم أن الأم تجلس بغرفة الطعام ويفصلها عن ولدها باب واحد. والمضحك في ذلك أيضاً ربما بعد ذلك التعب في إعداد الطعام تأتي رسائل الاعتذار من الجميع بأنهم لا يستطيع النزول الآن لانشغالهم في أمر ما... وهذا أيضاً تباعد بين الأسرة الواحدة.
نماذج وقصص كثيرة لا يسعنا حصرها في أسطر بسيطة توضح لكم مدى التباعد لا التقارب الذي تسببت به التكنولوجيا التي نحن فرحون بها، دون أن ندرك مضارها الحقيقية... نترككم لتحكموا من واقع حياتكم، هل “الواتساب” قربنا أم بعدنا؟.
مناهل
العدد 4492 - الأربعاء 24 ديسمبر 2014م الموافق 03 ربيع الاول 1436هـ
صحيح قربنا كثيرا
لدرجة أننا عندما نكون كلنا بالمنزل فبدلا أن اذهب لغرفة أختي وأتحدث معها أحدثها عبر الواتساب وعند السفر احادثهم عبر التانكو. ولكن أيضاً سلاح ذو حدين. حيث أن كثرة مشاهدة الشاشة تضعف النظر وغيرها من أمراض تسببها التكنولوجيا الحديثة