العدد 4492 - الأربعاء 24 ديسمبر 2014م الموافق 03 ربيع الاول 1436هـ

مناهج التربية الإسلامية والأهداف التربوية والوطنية المضيعة

سلمان سالم comments [at] alwasatnews.com

نائب برلماني سابق عن كتلة الوفاق

نتحدث بصورة مباشرة إلى وزارة التربية والتعليم، عن وجود بعض معلمي ومعلمات التربية الإسلامية بالمرحلة الإعدادية لا يتقيدون بالأخلاقيات التربوية في تدريسهم لبعض موضوعات مادة التربية الإسلامية، فيحاولون كلما سنحت لهم الفرصة الترويج إلى ثقافة سلبية عن المذهب الجعفري في أوساط الطلبة والطالبات، وبأساليب غير واعية تخرجهم عن طبيعة عملهم التربوي والتعليمي، وتذهب بهم أهواؤهم إلى إثارة بعض الاختلافات العقائدية بطرق بعيدة كل البعد عن الأدبيات والوطنية، تاركين وراء ظهورهم المشتركات العقائدية والفقهية بين المذاهب الإسلامية المعتبرة، التي لا حصر لها من كثرتها.

وبدلاً من القيام بترسيخ القيم الإسلامية العليا في نفوس الطالبات والطلبة المراهقين ، يساهمون بأسلوبهم السلبي غير التربوي في جعل الطلبة والطالبات يتخندقون مذهبياً في الفصل الدراسي الواحد، بعد أن كانوا زملاء وأصدقاء، من خلال نعت الكثيرين منهم ممن ينتمون إلى المذهب الجعفري بعبّاد القبور، وغير ذلك من كلمات جارحة للمشاعر الإنسانية، ومن دون مراعاة لمشاعرهم الدينية.

ولاشك أن المعلم الذي يحمل مثل هذه الثقافة السلبية تجاه الآخر، ينظر إلى الطلبة الذين ينتمون إلى المذهب الآخر، بنظرة جفاء وعداء، فضلاً عمّا تشيعه الثقافة السلبية في أوساط الطلبة والطالبات من مغالطات مذهبية، واتهام أبناء هذا المذهب الإسلامي العريق بالشرك. ونجد هذه الأفعال المقيتة تظهر أكثر في مدارس البنات منها في مدارس البنين. ونقول للمعلمين والمعلمات الذين يمارسون مثل هذه الأفعال المشينة التي تضر بالوطن: ليس هكذا يا أخوان ويا أخوات تطرح المسائل الإسلامية، فالقاعدة العقلانية تقول كل إدعاء بلا دليل يكون باطلاً، وفي الوقت الحاضر لا نحتاج إلى بذل جهد كبير للوصول إلى الحقيقة، فهناك عشرات القنوات الفضائية التي تنقل للعالم طوال 24 ساعة عبارات ومفردات الزيارات التي يتلوها الزائر على سبيل المثال، وكلها تمجيدٌ لله ومدحٌ لرسوله المصطفى (ص) وثناء على أئمة أهل بيت النبوة، والإشادة بمناقبهم لامتثالهم للأوامر الإلهية، فأين ذلك من الشرك؟ وليس هناك من يدعو أو يعبد أحداً من الأئمة من دون الله، ومن يدعي خلاف ذلك فإنه يكذّب على الله، ويدلّس على الناس.

لا مجال لأي إنسان في عصر التواصل الاجتماعي، أن يقول إنه لا يعلم، فيا معلمي ومعلمات التربية الإسلامية، أنتم أولى بقول الصدق والتزام المنهج المعتدل البعيد عن التطرف والتشدد والكذب على الآخرين. وليس التقرب لله ونيل الأجر والثواب يأتي عن طريق سب وشتم الآخرين والاستخفاف بعقائدهم، ولا بالتدليس والمغالطات وترويج الافتراءات، فالأمر المتفق عليه شرعياً بين السنة والشيعة، أنه ليس لأحدٍ الحق بأن يكفّر أخاه المسلم مادام يشهد الشهادتين، ومادام لا ينكر أية ضرورة من ضروريات الدين، وليس من اختصاص الإنسان محاكمة النيات، لأن لا يعلم بالنيات إلا الله.

وإن كان هناك لوم فلومنا كله نوجّهه إلى وزارة التربية والتعليم التي لم تستجب لكل النداءات الخيّرة التي تطالب بإعادة النظر في مناهج التربية الإسلامية بجميع المراحل الدراسية الثلاث والجامعة، ليكون هدفها الحفاظ على مكونات الوطن من أية تصدعات مذهبية مصطنعة، فمادامت تتجاهل هذا المطلب الضروري والملح، فهي تتحمل كل ما يصدر سلبياً تجاه المعتقدات المذهبية من بعض معلمي ومعلمات التربية الإسلامية، لأن أولئك البعض يعتقدون أن فرض الموضوعات الدينية في المناهج الدراسية، التي تعطي المجال لبعض أتباع التيارات الإسلامية للخوض فيها دون مراعاة للخصوصيات المذهبية، ودون السماح للطلبة بمناقشتهم في آرائهم التي يطرحونها بكل حرية، لأنهم يعتبرون آراءهم لا تقبل المناقشة، فهي عندهم من المسلمات الدينية، وعدم توجيه الوزارة لهم باحترام معتقدات غالبية الطلبة والطالبات المذهبية، يعني ضمنياً رضاها بأفعالهم السلبية التي تضر باللحمة الوطنية، وتضر أيضاً بالعملية التربوية والتعليمية، حيث يجب على الوزارة إبعاد التعليم كلياً عن كل الاجتهادات الدينية غير المتفق على صحتها عند المذاهب الإسلامية المعتبرة، والعمل على إيجاد مناهج للتربية الإسلامية تساهم في ترسيخ الوحدة الوطنية. وهذا المطلب تم تقديمه منذ سنوات إلى وزارة التربية، إلا أنها لم تتعاط معه بإيجابية رغم أهميته البالغة.

نقول للوزارة بكل وضوح، بعد أن أصبحت الاجتهادات الدينية التي تصدر من غير المتخصصين، تولد الأحقاد والكراهية المذهبية بين أبناء الوطن الواحد، لا مجال لها إلا أن تعمل دون تأخير أو تردد، على إيجاد المناهج الإسلامية الجامعة لكل المذاهب الإسلامية المعتبرة، لتكون سبباً في إيجاد الألفة والمحبة والمودة بين جميع مكونات البلاد العرقية والطائفية والمذهبية. فالإسلام دين رحمة وألفة وليس ديناً للتفرق والتنازع وإشاعة الكراهية بين الناس.

إقرأ أيضا لـ "سلمان سالم"

العدد 4492 - الأربعاء 24 ديسمبر 2014م الموافق 03 ربيع الاول 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 16 | 9:48 ص

      درسنا المنهج السني من الابتدائي حتى الثانوية ولم نتأثر

      كنا صغار ونتعلم وكان والدينا كلما اعادوا لنا الدراسة صححو وفهمونا الاختلاف في المنهج .وكبرنا وها نحن نفهم عيالنا بختلاف المفاهيم في المذهب ..ولم نتاثر بالدراسة بل كلما كبرنا تمسكنا بالمذهب الشيعي.....ويكفيني فخرنا انني شيعيا

    • زائر 15 | 6:52 ص

      الحمد لله

      الحمد لله على نعمت التوحيد و الابتعاد عن الشركيات و الخرافات و الخزعبلات التي ما لها في دين اي أصل و لم يقم بها رسول الله (ص) و أصحابه الكرام

    • زائر 14 | 6:22 ص

      نقول لعبدة الشاب الامرد

      هم يعلمون علم اليقين ان الشيعه لا يعبدون القبور ولكنهم يدلسون على الناس وعبدة الشاب الامرد لا يقبلون الحجر الاسود لجفاء قلوبهم وموتها حيث لا عاطفه ولا قداسة لديهم فهل الانسان الذي يقبل اخاه المسلم او يقبل القبر معناه انه عبد القبر او عبد اخيه لا حتى زيارة القبر هو من فطرة الانسان ان يزور قبر حبيب له ولكن قلوبهم عميت فهم لا يفقهون

    • زائر 13 | 3:37 ص

      لولا

      لولا محمد واله لما خلق الله الكون محمد نبينا عليه افضل الصلاة والسلام كان يزور عمه حمزه الشهيد هل دالك ان محمد \\ص\\ كان يعبد القبر ادا انتم تقولون انه الشيعة يعبدون القبور يعنى محمد كان يعبد القبر فلمادا تصلون عليه ياناس افهموا نحن الشيعة نعبد الله وندهب الى اهل البيت لزيارتهم عليهم السلام ونتوسل الى الله بهم هادى كل المسئلة نرجوا من جميع المسلمين القرائة قبل اتخاد اى شى ولاتكونون جهلة اللهم صلى على محمد واله

    • زائر 12 | 3:26 ص

      سلمان ضد التعليم

      طبعا غير خافي دورك يا سلمان في الهجوم على وزارة التربية والتعليم، وهذا شأنك ولن يلتفت إليك إلا من له أهداف .................، ولكن أن تقول أن الأمور واضحة مع وسائل الاتصال ويمكن تبيان الحق، فأقول لك بأن الهداية من الله أولا وأخيرا، .......................، سواء انترنت أو غيرها، كما أن .......................

    • زائر 9 | 2:30 ص

      الكاتب ما قصر .

      شكرا على التوضيح حبذا لو الوزارة تلتفت شوي , المشكله ان الوزارة المذكوره فيها فساد واجد يا كاتبنا . االشكوى لله .

    • زائر 8 | 1:58 ص

      الحاجه ماسه جدا للتغيير .

      يا وزارة التربيه والتعليم عليك بالانطلاق نحو غد أفضل ومشرق ونحو سبيل النجاح , وذالك البدء بصياغة المناهج الدراسية وخصوصا التربيه الاسلاميه , منهج نبينا محمد صل الله عليه وآله .

    • زائر 7 | 1:12 ص

      هذا هو الوتر الحساس لحياة سعيده ومستقيمه .

      نعم ان شاء الانسان النجاة والفلاح والفوز بالجنه فاتباع الصراط المستقيم وهو منهج محمد وال محمد . ومن هذا المنبر الحر نوجه النداء لوزارة التربيه أن تعيد صياغة الكتب التربيه الاسلاميه على ايدي علماء بمنهج النبي محمد وال محمد , لانه المنهج الوحيد لحفظ ابنائنا من الانحرافات المنزلقه .

    • زائر 10 زائر 7 | 2:34 ص

      وزارة التربية في بلادي

      في العشر السنوات الأخيرة أصبحت وزارة التربية في بلادي عالة على التعليم عندما فرغته من مضامينه الحقيقية وحولته إلى بهرجة زائفة وفقاعات إعلامية فارغة ، كل ما نتمناه أن تلتفت الجهات المعنية بسلامة التعليم إلى هذا القطاع الحساس قبل وصوله إلى حال أسوا من هذا الحال

    • زائر 6 | 1:03 ص

      ف الصميم .

      اي والله كتب التربيه الاسلاميه لا ترقى لتربية ابنائنا وبناتنا من قيم ومنهج اهل البيت سلام الله عليهم , حيث انها خاليا من المضمون النافع انها فعلا خاويه , وتحتاج لصياغة جديده سيرا على منهج النبي واهل بيته .

    • زائر 4 | 11:40 م

      مغتربة

      مقال انساني بحت
      بارك الله في وطنيتك وغيرتك على ابناء وطنك
      وجعله الله في ميزان حسناتك

    • زائر 5 زائر 4 | 12:55 ص

      الإرتقاء و المؤشرات

      كل المؤشرات الواقعية وتقارير هيئة ضمان الجودة في التعليم السنوية تشير بكل وضوح إلى وجود مشكلة كبيرة في التعليم ،وكل إنسان غيور على مستقبل التعليم في البلاد يقول أن التعليم بحاجة إلى إنقاذ قبل فوات الأوان، لو كان بخير لرأى الناس آثاره الإيجابية بكل وضوح،فالمجاملات الزائدة عن حدها تسهم في تراجعه أكثر فأكثر ،نأمل أن يصحح مسار التعليم في بلادنا عاجلا

    • زائر 3 | 11:35 م

      شكرًا لوزارة التربية

      شكرًا لوزارة التربية على كل ما تقوم به من جهود في سبيل الارتقاء بالتعليم في البحرين و أتمنى منهم ان لا يلتفتوا الى من يريدون افساد الوطن

    • زائر 1 | 9:09 م

      مناقشة الاراء 1

      تغير مفهوم التعليم في ظل التطور الحالي، المعلومة موجودة في كل مكان، واختلف دور الطالب من مستمع للمعلومة داخل الصف الى باحث عنها من خلال الوسائل المتاحة له، اما دور المدرس فهو مناقشة هذه المعلومات المبدئية information وبلورتها في نطاق الحصة الدراسية لتحويلها الى المعلومات الاساسية knowledge.
      ولو قسنا على هذا التحول في تعريف العملية الدراسية، هل بإمكان مدرسينا تحمل الاّراء المختلفة وكم المعلومات المطروحة من قبل الطلبة ومناقشتها باحترام ؟

اقرأ ايضاً