البطل يولد من رحم المعاناة، والرجال هم الذين يصنعون المجد والإنجازات من وسط ركام المشكلات، وقد أثبت رجال اليد أنهم أبطال وهم يرمون كل معاناتهم خلف ظهورهم ليعودوا إلى المنامة بإنجازات غير مسبوقة، إنجازات بثت الفرح والسعادة في عموم الوطن.

فقد حققت كرة اليد الإنجازات الأبرز للرياضة البحرينية في العام 2014 بحلول المنتخب الأول في المركز الثاني ببطولة كأس آسيا التي استضافتها البحرين مطلع العام الجاري وتأهله إلى نهائيات بطولة كأس العالم بدولة قطر، قبل الانسحاب منها، وبفوزه بالميدالية البرونزية والمركز الثالث في مسابقة كرة اليد بدورة الألعاب الآسيوية السابعة عشر، محققا إنجازًا غير مسبوق لكونه أول منتخب في لعبة جماعية يحرز ميدالية ملونة بتاريخ مشاركات المملكة بدورة الألعاب الآسيوية، وعند الأندية، فإن الأهلي حقق إنجازا هو الأول من نوعه للأندية البحرينية بفوزه بالمركز الأول في بطولة الأمير فيصل بن فهد العربية.

لقد برهنت كرة اليد البحرينية أنها «ولاّدة» وقادرة على مواصلة الإنجازات طوال السنوات، وأنها بخير وأنها قادرة على مقارعة أبطال آسيا إذا ما كانت اللعبة تدار بشكل سليم، وحتى لو لم تتمكن من الفوز بهذه الألقاب فإنها على أقل التقادير وصلت إلى مرحلة لم يتوقع الكثير أن يصل إليها، لتحافظ البحرين على سمعتها كأقوى الدول الخليجية في كرة اليد. كل تلك الإنجازات تحققت على رغم المشكلات والمعاناة التي يعيشها رجال كرة اليد، وخصوصا من الناحية الوظيفية التي لم تكن لتقف أمام طموحاتهم لتحقيق الإنجاز، على رغم مرور أكثر من 6 سنوات من عدم حل الموضوع، وتلاه الانسحاب الذي زاد من المعاناة.

ستبقى كرة اليد لعبة الإنجازات على رغم الضربات المتتالية التي تتلقاها، وآخرها الانسحاب، والتي ستجعل اللعبة خارج خط السير الطبيعي، وهو ما يتطلب تدخل من بيدهم القرار لكي يعملوا على إعادة اللعبة إلى الخط السليم، حتى لا تدخل في النفق المظلم الذي سيجعل البلد مجبرا على التنازل عن موقعه في الخارطة القارية، ونعاود ونطالب المسئولين عن الرياضة بدعم اكبر لهذه اللعبة، لأنه أينما تواجدت كرة اليد فهناك انجاز للوطن، إذ على ما يبدو أن القدر كتب لها أن لا تتحقق إلا بعد معاناة.