اختتمت ورشة «الإعلام في ظل النزاعات والاختلافات الفكرية... البحث عن أرضية مشتركة» فعالياتها أمس الثلثاء (23 ديسمبر/ كانون الأول 2014)، وخرجت بـ 20 توصية من أجل الوصول لصحافة مهنية.
الورشة والتي استمرت لثلاثة أيام بتنظيم من المؤسسة البحرينية للمصالحة والحوار المدني بالتعاون مع منظمة البحث عن أرضية مشتركة، تناولت في توصياتها سلسلة من الممارسات والمبادئ المتعلقة بالصحافة المهنية والتي منها أهمية البحث عن أناس لهم وجهات نظر متعارضة وتقديم وجوه جديدة ومتعددة للقضايا، والدعوة إلى الاستعداد لإعطاء صوت لمن لا صوت له إلى جانب الوعي بالمسئوليات وإدراك القوة التي يمكن لتقارير الصحافي الإخبارية أن تملكها للتأثير على الأفراد والحكومات والدول بأكملها، النظر إلى النفس كوسيلة إيصال تربط المعلومات مع الجمهور وإدراك أن الصحافي لديه قدر كبير من المسئولية في المعلومات التي تقدم إلى الجمهور وفي كيفية استقبال الجمهور لها فضلاً عن أهمية إدراك أن الصحافي يملك خيارات عندما يقدم تقاريره الإخبارية من حيث الأحداث التي تصورها والأشخاص الذين تقابلهم والأسئلة التي تطرحها والكلمات التي تستخدمها.
كما تناولت توصيات الورشة التي حضرها عدد من الصحافيين من العاملين في الصحف المحلية والإعلاميين إلى أهمية إدراك أنه من خلال طرح الأسئلة المختلفة يحصل الصحافي على أجوبة مختلفة، فيما دعت إلى ضرورة العدل قدر الإمكان في اتخاذ الخيارات حتى يتسنى للصحافي عكس أسع مجموعة ممكنة من وجهات النظر والبدائل، إلى جانب العلم ومعرفة القضايا والناس والتوازن في استكشاف اهتماماتهم ومواقفهم المعلنة وما وراءها فضلاً عن كتابة ما هو في مصلحة الجمهور وليس ما يهمه فقط.
هذا ودارت التوصيات أيضاً حول العمل على إزالة استخدام اللغة التي تحكم على الأمور مسبقاً ووجهات النظر النمطية قدر الإمكان حتى عند الاستشهاد والاستعارة من وثائق، ودعوة الصحافي لفهم وجهات نظره الخاصة وانحيازاته بهدف التأكيد وليس الترويج السياسي والوعي بأنه بالإضافة إلى كونه صحافياً فهو إنسان وقبل أن يعمل في مجال نقل الخبر في أوقات النزاع لابد وأن يلقي بنظرة فاحصة على عواطفه، وأن يدرك أهمية وكيفية تأطير الإعلام ككل ويصف قضية ما وكيف يؤثر التأطير على أسلوب نقل الخبر وكيف يفهم الجمهور النزاع.
كما لم تغفل توصيات الورشة التطرق إلى أهمية البحث عن المفكرين الأذكياء ذوي الآراء المتنوعة الذين يسعون لإيجاد الحلول وليس لإثارة وإشعال الخلافات، وتحويل التركيز من إلقاء اللوم غير المجدي وغير منتج والعدائي إلى استكشاف واسع القاعدة لحلول محتملة إلى جانب الحفر بعمق لاستكشاف ما هي القيم والافتراضات التي تحفز كل طرف، والبحث عن أساليب لبناء الجسور وإيجاد حلول بناءة وتقديم أمثلة إيجابية يحتذى بها.
وفي الوقت الذي تناولت التوصيات إيجاد أساليب بنائه لدفع القصة قدماً من خلال توفير معلومات دقيقة وتخفيض الرؤى الخاطئة والصور النمطية ومجابهة الإشاعات والاستعداد للتفكير خارج الصندوق، تناولت أيضاً الآثار السلبية المحتملة للإعلام في النزاع وهي تشجيع عقلية الـ «نحن» مقابل «هم»، التركيز على العنف ونتائجه الفعلية وليس جهود السلام، توجه الخاسر والرابح نحو النزاع، سلب الآخر إنسانيته، توجه معاكس وانتظار اشتعال العنف وتجاهل مؤشرات ما قبل النزاع إلى حد بعيد، توجه نحو الدعاية السياسية، التركيز الأحادي الجانب على المعاناة، استخدام اللغة لإضفاء الشيطانية على الآخر، التوجه نحو عقلية المنتصر والتأكيد على عدم الاتفاق إلى جانب التركيز على المواقف وليس المصالح والنخب والجهل بالأصوات الأخرى واستخدام اللغة التي تخدم المجموعة المسيطرة فقط والترويج لافتراضات مشكوك بها.
العدد 4491 - الثلثاء 23 ديسمبر 2014م الموافق 02 ربيع الاول 1436هـ