بين القضاء والقدر والسرعة والإدمان على الهاتف ووضع المساحيق التجميلية وسباقات الموت (سباق السيارات)، تزايدت وتيرة الحوادث المرورية بشكل لافت في الآونة الأخيرة على طرقاتنا، فخطفت الحوادث منا أرواحاً، ومن دون سابق إنذار.

تعود اسباب الحوادث في مجملها للسرعة الكبيرة أثناء القيادة أو عدم الالتزام بالقواعد المرورية أو الانشغال بالهاتف النقال الذي أصبح لا يفارق الناس في أي وقت، وفي أي مكان، فهم للأسف لا يستطيعون الانتظار حتى التوقف للاطلاع على محادثات «الواتس أب»، ما قد يؤدي لحادث يتسبب في الوفاة أو في إعاقة جسدية دائمة أو مؤقتة، إلى جانب الصدمات النفسية التي قد تحرمهم القيادة طوال حياتهم، والسباقات التي تسمى سباقات الموت، وآخر المفاجآت وضع الماكياج أثناء القيادة.

إلى ذلك، يقول زهير علي: «في السابق كانت المكالمات الهاتفية هي التي تشغل السائق عن التركيز في الطريق، ولكن الآن بسبب تطور الهواتف المحمولة وإدمان السائقين من الكبار والشباب على الواتس أب والبرامج الأخرى التي تؤدي إلى الحوادث التي قد تصل إلى الموت».

وأضاف «نرى في الآونة الأخيرة انتشار ظاهرة أن يقوم السائق بتصوير نفسه (سلفي) وهو يقود السيارة أو من خلال تصوير مقطع فيديو من خلال برنامج سناب، ولا ادري هل يكون تركيز السائق في الطريق أو في تصوير مقطع الفيديو».

وأشار إلى أن «استخدام برنامج الواتس أب اثناء القيادة اخطر من المكالمة الهاتفية حيث يتوجب على السائق التركيز في الهاتف وقراءة الرسالة ومن ثم يقوم بكتابة الرد، ما يجعله ينظر إلى الهاتف وإحدى يديه تمسك بالهاتف، أما المكالمة الهاتفية فيقوم السائق بمشاهدة الطريق وتكون إحدى يديه ممسكه بالهاتف».

وقال: «إذا لم يكن السائق مهتما بنفسه فعليه أن يهتم بالآخرين فهم لا ذنب لهم، وهناك مثل يقول لا تتصل حتى تصل».

من جانبه، قال (أ. ع): «أنا استمتع كثيرا بالذهاب إلى مشاهدة سباق السيارات في أحد شوارع البحرين».

ويقول «اعلم ان سباق السيارات التي يقوم بها بعض الشباب هي خطيرة عليهم كمتسابقين بسبب عدم وجود إسعافات أو سيارة مطافئ إن وقع حادث لا قدر الله، حيث لا يوجد حاجر يحمينا إذا انحرفت السيارة عن مسارها».

وفي السياق نفسه، قالت العنود محمد: «سباق السيارات ممتع جدا ولكن هناك أماكن مخصصة لها حيث تكون مجهزة من جميع النواحي، ولكن هناك بعض الشباب يقومون بسباق في الشوارع العامة، ما يسبب إلى بعض السواق الإرباك وأحيانا إلى حوادث بسبب التجاوزات المجنونة للمتسابقين».

من جهتها، قالت جليلة السيد: «إن هناك بعض الفتيات يقمن بوضع مساحيق التجميل (الماكياج) أثناء القيادة ولا ينتهي الأمر إلى هذا الحد، حيث بعد وضع الماكياج يقمن بتصوير أنفسهن وإرسالها إلى صديقاتهن، وتقوم صديقاتهن بالتعليق على الصورة من خلال الواتس أب، وبالتالي الانشغال عن التركيز في الطريق».

في حين قال عبدالهادي: «إن السرعة قاتلة فلا تسرع فالموت أسرع منك»، ووجه نصيحته للسائقين وخصوصا للشباب الحاصلين على رخصة القيادة مؤخرا «لا تنسَ أن هناك أما وأبا وربما زوجة وأطفالا ينتظرون عودتك إلى المنزل، فلا تسرع فتتسبب بفجعهم أو يتمهم من خلال موتك أو من خلال إصابتك إصابات بليغة، كم سمعنا وقرأنا عن حوادث سرعة راح ضحيتها الصغار والكبار ولكن للأسف هناك الكثير من السائقين لم يأخذوا عبرا من تلك الأخبار».

وتتمثل الحلول لمشكلة زيادة الحوادث من وجهة نظر جميع الأطراف والمسئولين في محاولة السائق زيادة التوعية بالثقافة المرورية، وتعديل سلوكه أثناء القيادة والالتزام بالقواعد المرورية، وعدم تخطي السرعة المسموح بها قانوناً، واحترام الطريق وكل من عليه.

ويأتي ذلك على رغم أن الإدارة العامة للمرور تولي اهتماما كبيرا للقيام بدورها برفع الثقافة المرورية لدى المواطن والمقيم، إضافة إلى حرص منتسبيها على التطبيق الصارم لقوانين المرور في محاولة منها للتقليل من الحوادث، وذلك من خلال الدوريات المرورية المتواجدة في كل طرق مملكة البحرين، ورصد المخالفات بشكل مستمر لضمان حصول كل مخالف على حقه من العقوبة، إلى جانب الدوريات المرورية التوعية.