شارك حوالي 17 ألفا و500 شخص أمس الاثنين (22 ديسمبر/ كانون الأول 2014) في تظاهرة في دريسدن شرق ألمانيا وهم يرددون ترانيم عيد الميلاد تعبيرا عن رفضهم "لاسلمة الغرب"، وذلك بدعوة من حركة مناهضة للإسلام.
في المقابل، شهدت مدن ألمانية عدة تظاهرات شارك فيها حوالي عشرين ألف شخص احتجاجا على حركة "أوروبيون وطنيون ضد اسلمة الغرب" (بيجيدا) الشعبوية التي شهدت في الأسابيع الأخيرة صعودا سريعا في دريسدن بعد أن كان عدد مؤيديها بضع مئات فقط في أكتوبر.
وفي مدينة دريسدن، تجمع أنصار الحركة رغم البرد والأمطار أمام مبنى سيمبروبر للاوبرا الشهير. وقدرت الشرطة عددهم بـ17500 شخص بعد أن كانوا 15 ألفا قبل أسبوع.
في المقابل، جرت تظاهرة مضادة ضمت نحو 4500 شخص في المدينة تحت شعار "دريسدن بدون نازيين"، حذروا من انه لا مكان للعنصرية ولمعاداة الأجانب في البلاد.
وعبرت إدارة الأوبرا عن استيائها بإطفائها أنوار المبنى ونشر إعلام في الخارج كتب عليها "افتحوا عيونكم وقلوبكم وأبوابكم" و"كرامة الإنسان مقدسة" وهي الجملة الأولى في الدستور.
ويصر قسم كبير من مؤيدي حركة "بيجيدا" على إنهم ليسوا نازيين بل وطنيين قلقين على ثقافتهم وتقاليدهم المسيحية. وغالبا ما يتهمون الأحزاب السياسية بالخيانة ووسائل الإعلام بالكذب.
واعتبر أسقف مقاطعة ساكسونيا جوشن بول ان أتباع الحركة يستغلون من خلال غنائهم لترانيم دينية رموزا مسيحية لأغراض سياسية، حسبما نقلت عنه وكالة دي بي ايه.
ودعا المستشار الألماني السابق غيرهارد شرودر (يسار الوسط) إلى نبذ الحركة المعادية للأجانب قائلا إننا "بحاجة إلى مثل هذا رد الفعل الآن".
وبعد نشوء هذه الحركة في المدينة التي كانت تابعة لألمانيا الشرقية حتى سقوط جدار برلين قبل 25 عاما، ظهرت حركات مشابهة في مناطق بغرب البلاد لكنها لم تستقطب هذا العدد من الحشود.
وتظاهرت مجموعات اصغر، بينها اثنتان في مدن بون وكاسيل وفورتسبورغ لكن بمشاركة مئتي شخص في كل منها فقط بينما فاق عدد المشاركين في التظاهرات المضادة العشرين ألفا.
ولم تشر الشرطة إلى حصول أعمال عنف تذكر لكن ثمانية أشخاص أوقفوا احترازيا بعد مواجهات في كاسيل، بحسب دي بي ايه.
وكان التجمع الأكبر ضد الحركة الشعبوية في ميونيخ (جنوب) حيث شارك 12 ألف شخص على الأقل تحت شعار "أفسحوا المجال اللاجئون مرحب بهم".
وقال رئيس بلدية المدينة ديتر رايتر للحشد "لدينا مكان للأشخاص من أصول ولغات وجنسيات مختلفة". وأضاف "لدينا مكان لكل الأديان والمؤمنين للذين يقصدون المساجد يوم الجمعة والكنس السبت أو الكنائس الأحد وأيضا للذين يفضلون البقاء في البيت".
وعبر سياسيون من مختلف الأحزاب عن صدمتهم لبروز قوميي اليمين المتطرف الذين يقولون إنهم يعبرون عن استيائهم من نظام الهجرة واللجوء غير الصالح.
ونشأت الحركة في الوقت الذي باتت فيه ألمانيا الاقتصاد الأكبر في أوروبا الوجهة الأولى لطالبي اللجوء والوجهة الثانية للهجرة في العالم بعد الولايات المتحدة.
وشكل قدوم لاجئين من سوريا والعراق وأفغانستان وعدد من دول البلقان وأفريقيا عبئا على الحكومات المحلية التي سعت لاستقبال الوافدين في المدارس ومبان حكومية وثكنات للجيش