قالت سامنثا باور السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة إن اجتماع مجلس الأمن الدولي حول الوضع في كوريا الشمالية يعكس التوافق المتنامي بين أعضاء المجلس والأمم المتحدة على أن الانتهاكات واسعة النطاق والمنهجية في البلاد تمثل تهديدا للسلم والأمن الدوليين.
وأشارت باور إلى التقرير الشامل الذي أصدرته لجنة التحقيق التابعة لمجلس حقوق الإنسان في فبراير شباط بناء على مقابلات سرية أجريت مع أكثر من مائتي شاهد عيان وضحايا ومسئولين سابقين، كما نظمت جلسات استماع علنية شارك فيها ثمانون شاهدا.
"على مجلس الأمن مطالبة جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية بتغيير ممارساتها الوحشية التي تعكس تجاهلا جذريا لحقوق الإنسان وتمثل تهديدا للسلم والأمن الدوليين."
وشددت باور على ضرورة أن يعالج مجلس الأمن الدولي هذه القضية مشيرة إلى استخدام كوريا الشمالية للتهديدات وتشتيت الانتباه المتعمد وحملات التشويه ردا على الانتقادات لسجلها في مجال حقوق الإنسان.
وأشارت باور، في كلمتها أمام مجلس الأمن، إلى التهديدات الموجهة ضد شركة سوني التي أنتجت فيلما كوميديا تدور قصته حول خطة لاغتيال رئيس كوريا الشمالية.
وقد نجحت تلك التهديدات في عدول الكثير من دور السينما عن عرض الفيلم، المقرر ظهورهة في الخامس والعشرين من الشهر الحالي، وإعلان شركة سوني سحب الفيلم من السوق.
"في أحدث الأمثلة على استهتارها، قامت كوريا الديمقراطية الشعبية بتنفيذ هجوم إلكتروني ضخم على الولايات المتحدة ردا على فيلم كوميدي أنتجته هوليوود حول مؤامرة اغتيال هزلية. دمر الهجوم أنظمة عمل وأدى إلى سرقة كميات هائلة من المعلومات الشخصية والتجارية من شركة (سوني للترفيه). ولم يؤد ذلك فقط إلى الإضرار بشركة قطاع خاص، ولكنه أثر على أعداد لا تحصى من الأميركيين الذين يعملون في الشركة. وقد هدد المهاجمون أيضا موظفي سوني والممثلين في الفيلم ودور العرض السينمائي وحتى الأشخاص الذين يتجرأون على التوجه إلى دور العرض لمشاهدة الفيلم، محذرة إياهم بأن يتذكروا ما حدث في الحادي عشر من سبتمبر."
واستطردت باور قائلة إن نظام كوريا الشمالية لم يعد مكتفيا بحرمان شعبه من حرية التعبير، ويبدو أن لديه النية لقمع ممارسة هذه الحرية الأساسية في الولايات المتحدة.
وردا على ما تردد حول ضرورة التزام مجلس الأمن بالتركيز على موضوع منع الانتشار النووي في كوريا الشمالية بدلا من تناول وضع حقوق الإنسان هناك، قالت السفيرة الأميركية إن المجتمع الدولي يجب أن يتناول القضيتين معا لا أن يختار بينهما.