أعلن في تونس رسمياً أمس الإثنين (22 ديسمبر/ كانون الأول 2014) أن رئيس الوزراء التونسي السابق الباجي قائد السبسي فاز في الانتخابات الرئاسية بغالبية 55.68 في المئة من الأصوات.
تونس - أ ف ب
فاز السياسي المخضرم الباجي قائد السبسي (88 عاماً) مؤسس ورئيس حزب «نداء تونس» المعارض للإسلاميين، بانتخابات الرئاسة التونسية في دورتها الثانية التي جرت أمس الأول (الأحد) وأعلنت نتائجها الرسمية «الأولية» أمس الإثنين (22 ديسمبر/ كانون الأول 2014)، ليصبح بذلك أول رئيس منتخب بشكل حر وديمقراطي في تاريخ تونس.
وقال رئيس «الهيئة العليا المستقلة للانتخابات» التي نظمت الاقتراع، شفيق صرصار في مؤتمر صحافي، إن قائد السبسي حصل على 55.68 في المئة من إجمالي أصوات الناخبين، فيما حصل منافسه الرئيس المنتهية ولايته محمد المنصف المرزوقي على 44.32 في المئة.
وأوضح أن مليوناً و731 ألفاً و529 ناخباً صوتوا لقائد السبسي فيما صوت للمرزوقي مليون و378 ألفاً و513 ناخباً من إجمالي 3 ملايين و189 ألفاً و672 تونسياً شاركوا في التصويت.
وأفاد أن نسبة المشاركة في الانتخابات بلغت 60.11 في المئة من إجمالي نحو 5.3 ملايين تونسي مسجلين على القوائم الرسمية للاقتراع.
وأعلن مدير الحملة الانتخابية لمحمد المنصف المرزوقي، عدنان منصر أن الأخير هنأ خصمه قائد السبسي إثر فوزه بالانتخابات الرئاسية.
خارجياً، هنأ الرئيسان الأميركي باراك أوباما والمصري عبد الفتاح السيسي، والاتحاد الأوروبي الباجي قائد السبسي بفوزه في الانتخابات الرئاسية التونسية.
وقال أوباما إن واشنطن «تتطلع إلى العمل بشكل وثيق» مع الرئيس التونسي الجديد.
وقالت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فديريكا موغريني في بيان إن «الاتحاد الأوروبي مصمم على العمل مع السلطات التونسية الجديدة وكل مكونات المجتمع للمساهمة في تعزيز المكتسبات الديمقراطية التي نص عليها الدستور الجديد (يناير/ كانون الثاني 2014) وكذلك لمرافقة تطبيق الإصلاحات الضرورية للانتقال الاقتصادي والاجتماعي لصالح كل أبناء تونس».
ومنذ استقلالها عن فرنسا سنة 1956 وحتى ثورة 2011، حكم تونس رئيسان هما الحبيب بورقيبة (1987/1956) وزين العابدين بن علي (2011/1987) الذي هرب إلى السعودية يوم 14 يناير 2011.
ويؤكد المعراضون أن بورقيبة وبن علي دأبا على تزوير نتائج الانتخابات التي جرت في عهديْهما للاستمرار في الحكم.
وهذه أول مرة تجرى انتخابات رئاسة بطريقة ديمقراطية وحرة في تونس.
وفي 2012، أسس الباجي قائد السبسي حزب «نداء تونس» (يمين الوسط) بهدف «خلق التوازن» (وفق تعبيره) مع حركة النهضة الإسلامية التي فازت بانتخابات المجلس الوطني التأسيسي في 23 أكتوبر/ تشرين الأول 2011 وحكمت تونس حتى مطلع 2014.
ويضم هذا الحزب يساريين ونقابيين وأيضاً منتمين سابقين لحزب «التجمع» الحاكم في عهد الرئيس المخلوع بن علي.
وفاز الحزب بالانتخابات التشريعية التي أجريت يوم 26 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي وحصل على 86 من إجمالي 217 مقعداً في البرلمان فيما حلت حركة النهضة الثانية (69 مقعداً).
ولا يملك الحزب بمفرده «الغالبية المطلقة» (109 مقاعد) التي تؤهله لتشكيل الحكومة وحده لذلك يتعين عليه الدخول في تحالفات مع أحزاب أخرى ممثلة في البرلمان.
وأثار فوز قائد السبسي بالانتخابات الرئاسية غضب سكان مدينة الحامة (جنوب) التي ينحدر منها رئيس حركة النهضة الإسلامية، راشد الغنوشي.
وأعلنت وزارة الداخلية في بيان أن محتجين أحرقوا أمس (الإثنين) مركزيْ الشرطة والحرس الوطني (الدرك) وحاولوا اقتحام «منطقة» (مديرية) الأمن الوطني في الحامة.
وقالت الوزارة إنها «تستنكر هذه الاعتداءات المجانية» ملوحة بأنها «ستتعامل مع كُلّ المظاهر المخلّة بالأمن العام بما يخوله لها القانون».
واستخدمت الشرطة الإثنين قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق محتجين حاولوا مهاجمة مركز للأمن في الحامة (جنوب) التي تشهد احتجاجات منذ أمس.
وقال الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية، محمد علي العروي ان «بعض عناصر الأمن أصيبوا جراء تعرضهم للرشق بالحجارة» من المحتجين.
وفي تطور آخر، قال شهود إن محتجين غاضبين من فوز الباجي قائد السبسي بانتخابات الرئاسة أحرقوا أمس (الإثنين) مقر حزب نداء تونس الذي يتزعمه السبسي في مدينة تطاوين بجنوب البلاد.
وقال أيمن النوري وهو من تطاوين لـ «رويترز»: «الشبان الغاصبون من فوز السبسي بدأوا بإحراق عجلات مطاطية ثم توجهوا لمقر «نداء تونس» وأتلفوا محتوياته وأضرموا النار فيه».
ومنح دستور تونس الجديد الذي تم إقراره مطلع 2014 صلاحيات واسعة للحكومة والبرلمان مقابل صلاحيات محدودة لرئيس الجمهورية.
العدد 4490 - الإثنين 22 ديسمبر 2014م الموافق 30 صفر 1436هـ
مرشح ماما أمريكا
مرشح ماما أمريكا