واصلت أغلب أسواق الأسهم الخليجية الارتفاع اليوم الإثنين (22 ديسمبر/ كانون الأول 2014)، لكن اتجاهها الصعودي تباطأ وتيرته فيما يشير إلى أن أسعار الأسهم استوعبت إلى حد بعيد فوائد استقرار أسعار النفط والتوقعات بموازنة كبيرة للسعودية، حسبما ذكرت صحيفة "الحياة" السعودية.
وأغلق المؤشر السعودي الرئيس مرتفعاً 0.3 في المئة بعدما قفز 16 في المئة خلال الجلسات الثلاث الماضية. وظل الإقبال على التداول نشطاً، لكن الحجم انخفض بنحو الخمس مقارنة مع مستواه يوم أمس.
وارتفع سعر "خام القياس العالمي" (برنت) أكثر من واحد في المئة متجاوزاً 62 دولاراً للبرميل اليوم (الإثنين). وقال محللون إن "برنت" تلقى دعماً واسعاً بعدما اختبر المستوى 60 دولاراً في وقت سابق هذا الشهر، وإن توافقاً في الآراء يتزايد بأن الأسعار ستظل على الأرجح فوق ذلك المستوى لبقية العام.
وعزز هذا المعنويات بين المستثمرين في أسواق الأسهم الخليجية على رغم أن التوقعات لأسعار الخام في المدى البعيد لا تزال غامضة ولا يمكن استبعاد مزيد من الانخفاض في العام المقبل.
وعلى النقيض أيضاً من مخاوف أسواق الأسهم في وقت سابق، فمن غير المتوقع أن تخفض موازنة السعودية للعام 2015 الإنفاق كثيراً إن شهدت تخفيضات أصلاً بعد انخفاض أسعار النفط في الآونة الأخيرة.
وطمأن وزير المال السعودي إبراهيم العساف الأسواق يوم الأربعاء عندما قال إن حكومته ستواصل الإنفاق بكثافة على مشروعات التنمية والمزايا الاجتماعية في الموازنة.
وكان من المتوقع في البداية إعلان الموازنة بعد ظهر اليوم (الإثنين) لكن وسائل إعلام سعودية ذكرت أن الإعلان سيكون في وقت لاحق هذا الأسبوع بعد اجتماع خاص لمجلس الوزراء.
وشهد اليوم (الإثنين) عمليات بيع لجني الأرباح من بعض الأسهم التي قادت الصعود في الآونة الأخيرة ومنها "دار الأركان" وهي شركة تطوير عقاري انخفض سهمها 0.8 في المئة وكان مرة أخرى أكثر الأسهم السعودية تداولاً. وكان السهم قفز 9.3 في المئة أمس (الأحد).
لكن سهم "كيان السعودية"، وهي منتج للبتروكيماويات، ارتفع 6.2 في المئة اليوم بعدما قفز 9.8 في المئة أمس. وكان من بين أكبر الرابحين أيضاً أسهم أهملت خلال الصعود ومنها سهم "شركة سوليدرتي تكافل" المتخصصة في التأمين الإسلامي والذي ارتفع 5.6 في المئة.
وفي دبي، ارتفع المؤشر الرئيس 2.3 في المئةن بعدما قفز 9.9 في المئة يوم أمس (الأحد)، و13 في المئة الخميس. وقفز سهم "شركة سوق دبي المالي" التي تدير البورصة 10.1 في المئة في علامة جديدة على اعتقاد المستثمرين أن الاتجاه النزولي الحاد للأسهم الخليجية في الأسابيع الماضية انتهى وعلى أن نشاط المستثمرين سينتعش.
وارتفع "المؤشر القطري" 3.3 في المئة، وكان سهم "أزدان القابضة" وهي شركة تطوير عقاري الأكثر تداولاً، إذ ارتفع 3.4 في المئة.
وصعد سهم "الخليج الدولية للخدمات" بالحد الأقصى اليومي المسموح به 10 في المئة، وكان سهم الشركة المتخصصة في خدمات النفط والغاز تضرر بشدة في الأسابيع الأخيرة بسبب تراجع أسعار النفط.
وقال رئيس صندوق الاستثمار القطري المدرج في لندن نيك ويلسون في مذكرة بحثية إن "موجة البيع في الآونة الأخيرة في الخليج أتاحت فرصاً في السوق القطرية نظراً للقيم الجذابة التي نتجت عن التقلب الحالي للسوق".
وقدر أن معدل السعر إلى الربحية للمؤشر القطري يبلغ 13.7 مثل مع توزيعات لأرباح الأسهم نسبتها 4.4 في المئة، وهو معدل قال إنه جذاب، نظراً إلى أن قطر تحتاج سعراً منخفضاً نسبيا للنفط من أجل تعادل الإيرادات والمصروفات في الموازنة.
لكن سهم "الخليج للمخازن" هبط 0.6 في المئة إلى 53 ريالاً في تعاملات نشطة، بعدما اقترح مجلس إدارتها زيادة رأسمال الشركة 25 في المئة من خلال إصدار أسهم أولوية للمساهمين بسعر 40 ريالاً للسهم.
وصعدت "السوق العمانية" 3.7 في المئة. وسجلت السوق أداء أفضل من معظم الأسواق الخليجية منذ أن قال الرئيس التنفيذي لـ "صندوق الاحتياطي العام للدولة"، أكبر صندوق ثروة سيادي في السلطنة، في نهاية الأسبوع الماضي إن "الصندوق عزز شراء الأسهم بالسوق المحلية لأن الأسعار نزلت إلى مستويات مغرية".